أسدل الستار على الملفات الخلافية في العلاقات الاثيوبية - السودانية، مع هبوط أول طائرة سودانية في 14 آب اغسطس الجاري، في مطار أديس أبابا، بعد قطيعة دامت أربع سنوات، إثر اتهام أديس أبابا الخطوط الجوية السودانية بنقل الأسلحة والمتهمين في المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس حسني مبارك في 1995. وفي خطوة ملفتة في علاقة البلدين تحول هبوط الطائرة السودانية في مطار أديس أبابا مهرجاناً شعبياً فاجأ المراقبين والديبلوماسيين في أديس أبابا، وشاركت وسائل الاعلام المحلية والأجنبية في تغطية مراسم الاستقبال الذي تحول عرساً أمام صالة كبار الزوار، حيث استقبلت الطائرة الفرق الشعبية الاثيوبية وعدد كبير من الشخصيات. وحملت الطائرة السودانية وفداً شعبياً وسياسياً كبيراً وبعثة إعلامية سودانية وفرقة فنية. وقاد الوفد، بجانب السفير السوداني لدى اثيوبيا عثمان السيد، نائب مدير الخطوط الجوية السودانية القبطان شيخ الدين محمد عبدالله. وأقيمت حفلة كبيرة على شرف الضيوف السودانيين أقامتها الخطوط الجوية الاثيوبية، اعقبتها حفلة غنائية كبيرة شاركت فيها الفرق الفنية من البلدين لتعيد الموسيقى السودانية الى أسماع الحضور بعد غياب استمر أربع سنوات. وقال السفير السوداني لدى اثيوبيا عثمان السيد ل"الوسط" ان بدء الرحلات الجوية سبقته اتصالات مهمة وحوارات هادئة، موضحاً ان لقاء بين الفريق عمر البشير ورئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي وضع مرتكزات العلاقة الجديدة بين البلدين، اذ اتفقا على معالجة ملفات الخلاف السابقة. وقال ان بدء رحلات الخطوط الجوية السودانية الى اثيوبيا يعتبر خاتمة لملفات الخلاف، وتأكيداً من البلدين بفتح صفحة جديدة من العلاقات، ومؤشراً حقيقياً يعكس تطور العلاقات. ووصف السفير الخلافات السابقة بين البلدين بأنها أضحت في ذمة التاريخ. وقال ان البلدين بدآ عهداً جديداً من العلاقات، اذ تم الاعلان في أديس أبابا والخرطوم في آن واحد رفع القيود عن التأشيرات السودانية، فيما قررت أديس أبابا الغاء القيود المفروضة على دخول السودانيين، وبامكان السودانيين الراغبين في دخول الأراضي الاثيوبية الحصول على تأشيرة في يوم واحد. وأوضح ان البلدين اتفقا على عودة اللجان العليا المشتركة وتم رفع القيود على تحركات الديبلوماسيين وزيادة أعضاء السلك الديبلوماسي الذي تم تقليصه نتيجة تداعيات الأزمة في السابق وتبادل تمليك العقارات لسفارتي البلدين. وأكدت مصادر اثيوبية ل"الوسط" اهمية العلاقة مع السودان، موضحة انها ليست مبنية على المنافسة مع أي جهة ولا تحكمها ديبلوماسية المصالح التي تتبعها بعض الدول في سياساتها الخارجية، وذكرت ان أسباب الخلاف والتوتر تم التعامل معها بالتريث والتقويم بصورة عقلانية، وان أديس أبابا على رغم ما حدث تعتبر السودان أكثر قرباً اليها ممن حولها. واستخدم المصدر كلمات أكثر دفئاً تعكس مدى التقارب الذي حدث في علاقات البلدين.