اديس ابابا - "الحياة"، رويترز - اتهم رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي السودان بتصدير "ايديولوجية تتسم بالتعصب". وقال زيناوي الذي يلعب دوراً رئيسياً في الجهود الاقليمية الرامية الى إنهاء الحرب الأهلية في السودان ان الأمل ضعيف بتحقيق انفراج في المحادثات المقرر ان تستأنفها الحكومة السودانية مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في نيسان ابريل المقبل في نيروبي. وقال زيناوي في تصريحات لوكالة "رويترز": "نشعر بأن سياسة الحكومة في السودان تتمثل في محاولة جمع المجتمع السوداني بأسره حول ما ترى انه مبادئ الاسلام". وتابع: "تلك الايديولوجية هي السبب الرئيسي لمشكلتنا في السودان، وهي أيضاً السبب الرئيسي للمشكلة بين السودان وكل جيرانه بلا استثناء، لدرجة تجعلهم يشعرون ان عليهم ان يملوا علينا كيف ندبر شؤون بلادنا". واعرب زيناوي عن أمله بتحقيق السلام في الصومال معتبراً ان استمرار الفوضى في هذا البلد يشكل خطراً على أثيوبيا. ونفى ان تكون اثيوبيا سعت الى إفساد اتفاق سلام توصلت اليه فصائل صومالية في القاهرة في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأضاف ان مشكلة اتفاق القاهرة الرئيسية هي انه لم يأخذ في الاعتبار كل الفصائل الصومالية. وزاد: "لم تفسد اثيوبيا اتفاق القاهرة، بل انسحب عدد من الشخصيات الصومالية البارزة من محادثات السلام في القاهرة. وعندما عادت الفصائل الى أديس ابابا حاولنا تشجيعها على تسوية خلافاتها وتعديل اتفاق القاهرة كي يشمل كل الفصائل والقبائل". الى ذلك قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة في اديس ابابا ل "الحياة" ان زيناوي والرئيس السوداني عمر البشير تبادلا رسائل أخيراً. وأكدت ان مندوب السودان الدائم لدى الاممالمتحدة اللواء الفاتح عروة نقل رسالة خطية من البشير الى رئيس الوزراء الاثيوبي أخيراً. واحيطت زيارة عروة وهي الثانية من نوعها في أقل من سنة بتكتم شديد وتعتقد مصادر ديبلوماسية أن رسالة البشير الى زيناوي تأتي للتمهيد لعقد قمة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد منتصف الشهر الجاري، وتبادل وجهات النظر في شأن المسائل الواردة في جدول أعمال القمة. ولم تستبعد المصادر اتفاق الجانبين على ترتيب لقاء بين البشير وزيناوي في جيبوتي. وغادر عروة أديس ابابا بعد زيارة استمرت اياماً عدة عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الاثيوبيين. ويعتبر عروة أحد منسقي العلاقات السودانية مع دول القرن الافريقي، واحتفظ بعلاقات جيدة مع قياديين في اثيوبيا على رغم الخلافات الحادة التي عصفت بعلاقات الخرطوم مع أديس ابابا.