حاول كثيرون النيل منه، أو على الأقل الإقتراب من هالته، لكن أياً منهم لم ينجح... حتى أمس قريب. منذ العام 1970، حافظ "رانج روفر" على مكانته رمزاً لا يتزحزح عن أعلى هرمية السيارات الرباعية الدفع والفخمة في آن. كثيرون غفروا له هفواته في الجودة تارة وفي بخاسة بعض بلاستيكيات مقصورته تارة أخرى، ناهيك بعدم إمكان نقله أكثر من خمسة ركاب. لكن عذره بقي معه. أليس جسراً جامعاً لعالمَي الفخامة والدفع الرباعي؟ وسعى الأميركيون أولاً الى زحزحة "الرانج" من عليائه، بموديلات لا يقل بعضها إغراء عن الآخر. لكن ثمّة حلقة بقيت ناقصة حتى في أغنى موديلاتهم، وهي تتمثّل بذلك الشعور الذي لا يكف عن تذكيرك بأنك في فئة مشتقة عن شاحنة خفيفة. لا خلاف على التلبيس الجلدي والخشبي وبعض الأزرار الكهربائية من هناك وهناك، لكن السلوك هو سلوك شاحنة خفيفة، خلافاً ل"رانج روفر" الأقرب منها كلها الى سيارة الصالون سيدان الفخمة. لكن الأمر سيختلف كثيراً من الآن فصاعداً، مع نزول ليكزس "إل إكس 470" الجديد. صحيح انه، كالموديلات الأميركية، مشتق عن موديل شاحنة خفيفة "لاند كروز 100" الجديد، لكن هذه "الشاحنة الخفيفة" تضم أكثر من صيغة في أنظمة تعليقها وخياراتها... منها المعد للإستخدام الخدماتي، ومنها ما صُمّم خصيصاً للمنافسة في قطاع السيارات الفخمة مباشرة كالتعليق الهيدروليكي الضبط. بإختصار، لم تترك تويوتا سوراً من أسوار "رانج روفر" إلا ودكّته في فئة "إل إكس 470" تحديداً، ولو كان أعلى فئات "لاند كروزر 100" الجديد أكثر من مؤهّل لمقارعة "رانج روفر" وسواه. فمهندسو الصانع الياباني يؤكّدون بأن "لاند كروزر 100" تخطى مستويات "رانج روفر"، خصوصاً في الهدوء و في فاعلية الكبح... منذ كان نموذجاً خاضعاً للتطوير، أي قبل بدء التحسينات التدريجية التي تسبق إطلاق الموديل! وكيف لا تصدّقهم عندما تمضي في "إل إكس 470" على حلبة الإختبار بسرعات تناهز 140 الى 160 كلم/ساعة عالية لقطاع السيارات الرباعية الدفع ومستوى هدوء المقصورة يشعرك بأنك في سيارة صالون فخمة ولا يشوبها الضجيج الذي تبدأ في سماعه عند نحو 120 كلم/ساعة في سيارات كثيرة من هذا القطاع؟ خارجياً، يطل "إل إكس 470" بمقدّم يشبه "جي إس 300" الأقرب نفسياً الى فتوة زبون "إل إكس 470" مما الى رزانة "إل إس 400" و"رسميتها". وتطالعك المقصورة التي تتسع حتى ثمانية ركاب، بمستوى تجهيزي تشعر فعلاً بأنه مصمم لسيارتك، وليس كأنه مجموعة تلبيسات خشبية وجلدية مضافة لتحويلها من شاحنة خفيفة الى سيارة فخمة. أماكن التوضيب وافرة والرؤية ممتازة في مختلف الإتجاهات، لا سيما مع تركيب العجلة الإحتياطية تحت الصندوق الخلفي عوضاً عن الباب الخلفي بما يزيد الرؤية عند الرجوع. وتمنح المقصورة خيارات طي مختلفة لصفَّي المقاعد الأوسط والخلفي، لتوزيع المساحة بما يتلاءم مع عدد الركّاب والأمتعة المنقولة. تتنقل بين خطوط السير المختلفة من نحو 140-160 كلم/ساعة بدقة قريبة جداً من التي تجدها في سيارة صالون، وليس كعدد من السيارات الرباعية الدفع التي تترنّح يميناً ويساراً بسبب إرتفاعها عن الأرض، وخصوصاً الأميركية التي يميل تعليقها الى اللين إجمالاً. أهم من ذلك كله، يأتيك محرّك الأسطوانات الثماني V الجديد البالغة سعته 7.4 ليتر، بهدير لا يفقد نعومته حتى أعلى مجالات دورانه، وبتلبية جيدة التوزيع بين النسب الأربع في العلبة الأوتوماتيكية الإلكترونية الضبط. وتبلغ قوة المحرّك 228 حصاناً/4800 د.د. قوة صافية، أي مع زوائد المحرّك وعزم دورانه صافٍ أيضاً 8.409 نيوتون-متر /3400 د.د. بما يكفي للنهوض بالسيارة بنشاط في مختلف ظروف قيادتها. الدفع رباعي بإستمرار، مع علبة تحويل بين مجموعتَي نسب طويلة للظروف العادية وقصيرة للمسالك الوعرة. ويمكن إيصاد علبتَي التروس التفاضلية الوسطى والخلفية بكبسة زر لمنع تغريز السيارة بسبب دوران إحدى العجلات أو بعضها إنزلاقاً في الرمال أو الوحول مثلاً. وترقى التجهيزات الى ما يمكن أن تتوقعه من ليكزس وتضم، إضافة الى التلبيسات الجلدية والخشبية في إطار أنيق، كهربائية تحريك مختلف الوظائف المباشرة النوافذ والمرآتين وفتحة السقف، وراديو/كاسيت/كومباكت ديسك ومبدّل لستة أقراص وإمكان تعديل إرتفاع المقود وعمقه، والقفل المركزي مع تحكّم من بُعد، والضبط الأوتوماتيكي للسرعة، ومخرجَي طاقة 12 فولت أولهما في المقدّم والثاني في المؤخّر. ومن نواحي السلامة تتوافر وسادتان هوائيتان مواجهتان في المقدّم، ومانع إنزلاق كبحي ABS وعلبة تروس تفاضلية خلفية محدودة الإنزلاق لتحويل فائض العزم من العجلة الخلفية المائلة الى الإنزلاق، الى الأخرى المقابلة لها. فوق ذلك، تتمتّع السيارة بنظام تعليق هيدروليكي يسمح بتبديل إرتفاع الهيكل بين وضعيات ثلاث: عادية، أو متدنية تهبط 5 سنتم في المقدّم و4 سنتم في المؤخّر لتسهيل الصعود الى السيارة أو النزول منها أو عالية ترتفع 4 و5 سنتم في المقدّم والمؤخّر على التوالي لتسهيل التعامل مع المعابر الشديدة الوعورة. ويبلغ طول السيارة 89.4 متر وعرضها 94.1 متر وإرتفاعها 85.1 متر، وقاعدة عجلاتها 85.2 متر. ويتسع خزّانا الوقود ل141 ليتراً 96 و45 ليتراً.