احتجت إسرائيل لدى مصر على حكم قضائي مشدد - أشغال شاقة مؤبدة وغرامة 500 ألف جنيه مصري - اصدرته غيابياً محكمة جنايات جنوبسيناء ضد الإسرائيلي سيمون يعقوب داهان بتهمة الاتجار بعقاقير الهلوسة L.S.D المعروفة باسم "الطوابع المخدرة". واعتبرت اسرائيل في احتجاجها ان الحكم مشدد ومفاجئ، خصوصاً أنها كانت تعتقد ان قضية داهان انتهت باخلاء سبيله في 7 كانون الاول ديسمبر الماضي. وكانت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فرع نويبع وخليج العقبة قد القت القبض على الإسرائيلي داهان في قرية المعجنة التابعة لقسم نويبع خلال حفلة اقامها سياح اسرائيليون وألمان وايطاليون وكان من بين طقوسها تعاطي المخدر، وتولى الإسرائيلي داهان مهمة بيع الطوابع المخدرة للسياح. وجاء في تقرير الادارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم إلى النيابة ما يلي: "اخطرتنا الادارة العامة لمكافحة المخدرات في السويس إن الإسرائيلي سيمون داهان وعمره 34 عاماً ويحمل جواز سفر إسرائيلياً رقم 3070329 يزاول نشاطاً اجرامياً في تجارة المواد المخدرة حيث اعتاد القيام بجلب هذه المواد المخدرة من اسرائيل لترويجها في مصر... وعندما اقتحمت الشرطة المكان رمى سيمون داهان بالطوابع المخدرة في نيران كانت مشتعلة امامه، إلا أن جنود الأمن اطفأوها وأنقذوا 223 طابعاً منها. واصيب داهان بكسور في ساقيه عندما غافل حراسه وقفز من فوق سطح المبنى الذي احتجز فيه. واخلي سبيله بضمان مالي فغادر مصر في 18 كانون الاول ديسمبر الماضي وتحدد نظر القضية في نهاية شهر تموز يوليو الماضي. واثار هذا الحكم القضائي المشدد قضية تورط الإسرائيليين في تهريب المخدرات إلى مصر، خصوصاً أن هناك قضيتين اخريين أمام المحاكم المصرية تتعلقان بإسرائيليين تورطا في ترويج المخدرات داخل مصر. وتتركز معظم القضايا التي يتورط فيها اسرائيليون في ترويج المخدرات. وقبل أيام خرج الإسرائيلي بارين بن حيروت من السجن ورُحل فوراً إلى اسرائيل بعد ان أنهى عقوبة الحبس لمدة 7 سنوات. وفي جنوبسيناء أيضاً كانت أجهزة الامن قبضت على الإسرائيلي ديفيد برزاني في العام 1995وبحوزته كمية من البانجو والماريجوانا وحكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة . أما أشهر الاسرائيليين المتورطين في بيع المخدرات وترويجها داخل مصر فهو يوسف الياهو طحان 53 سنة الذي صدر ضده حكم بالاعدام العام 1986، لكنه لم ينفذ حتى الآن، الأمر الذي اثار اكثر من جدل سياسي وقانوني طوال السنوات الماضية، خصوصاً أن طحان ألقي القبض عليه وهو يهرّب الهيروين، أخطر أنواع المخدرات. وانتشرت اشاعات قوية عن وجود صفقة سياسية وراء تجميد وضعه. إلا أن وزارة الخارجية المصرية نفت اكثر من مرة وجود اتفاق سياسي مع اسرائيل في شأن هذه القضية.