التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    «الصندوق العقاري»: إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي «سكني» لشهر نوفمبر    "تعليم الرياض" يحتفي باليوم العالمي للطفل    تقنية جازان تختتم برنامج الحرفيين بتدرب اكثر من 100 متدرب ومتدربة    فيصل بن بندر يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف غداً مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "البرلمان العربي" يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    " هيئة الإحصاء " ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    تأثير اللاعب الأجنبي    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هزة الشهر الماضي في لبنان هل هي مقدمة أم "التنفيس" المنتظر . الزلزال العظيم يضرب الشرق الأوسط قبل نهاية القرن
نشر في الحياة يوم 07 - 04 - 1997

لم يعد التفكير بالزلزال الكبير الذي يتهدد منطقة الشرق الأوسط مجرد احتمال او تكهن. فالهزات الأرضية الأخيرة في لبنان أواخر شهر آذار مارس الماضي، والزلازل القوية الأخرى التي هزت لبنان وسورية ومصر وفلسطين وقبرص في السنوات الماضية، ترسخ المؤشرات والدلائل التي تنذر بقدوم الهزة الكبرى او الزلزال العظيم.
وكانت "الوسط" أشارت في عدديها 156 و256 الى احتمال تعرض البلدان العربية الشرق أوسطية الى زلزال هائل ينذر بكارثة على طول خط الاضطراب الجيولوجي الممتد من سهل البقاع الى خليج العقبة. وإذا كان زلزال عام 1956 الذي ضرب لبنان بقوة 9.5 درجات بمقياس ريختر، والزلزال الأخير الذي ضرب لبنان ايضاً بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر، أثارا رعباً كبيراً وهلعاً لدى المواطنين دفعهم الى مغادرة منازلهم والهرب الى الشوارع والمناطق النائية هرباً من الدمار وتداركاً للخطر. فإن الزلزال المنتظر سيكون بقوة 7.7 درجات ريختر، ما يهدد بدمار وخسائر لا يعرف مداها سوى الله سبحانه وتعالى.
حذّر خبير الزلازل والهزات الأرضية الأميركي وولتر هايز من ان المؤشرات الجيولوجية الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في محيط المنطقة الشاملة لقبرص - البقاع - وادي الأردن - خليج العقبة، تنذر باقتراب موعد الحدث الكبير الذي يهدد المنطقة مع مرور الأيام. وبما ان الزلازل غالباً ما تعود الى مناطقها السابقة كل 30 او 40 عاماً، فإن الزلازل التي أصابت أريحا عامي 1927 و1957 تنذر باحتمال قدومها قريباً. لذا يخطط العلماء والخبراء لعقد مؤتمر مهم في الاسكندرية في 17 ايار مايو المقبل بمشاركة من السعودية والأردن ومصر واسرائيل والولايات المتحدة وايطاليا وغيرها، لضمان وصول المعدات والأجهزة اللازمة لاعطاء الانذار المبكر قبل حدوث الزلزال المدّمر في المنطقة ما بين سهل البقاع وخليج العقبة. وسيلي ذلك المؤتمر اجتماع دولي أوسع يضم علماء من مختلف انحاء العالم في مدينة أسوان ما بين 2 - 3 تشرين الثاني نوفمبر بدعم من منظمة اليونيسكو وجمعية المسح الجيولوجي الأميركية.
تجدر الاشارة الى ان هزات أرضية قوتها 7 درجات بمقياس ريختر كانت وقعت تحت خليج العقبة في حزيران يونيو وتحت المياه القريبة من جزيرة قبرص في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي.
ويتوقع العالم الأميركي هايز ان تفوق قوة الزلزال المحتمل وقوعه في الشرق الأوسط 7 درجات بمقياس ريختر. مما يتطلب تزويد الخبراء في تلك المنطقة بمعدات وأجهزة متطورة جداً بدل الأجهزة المستخدمة حالياً هناك. خصوصاً وأن معدات جديدة بدأ تجهيزها وتشييدها في منطقة غرب البحر المتوسط لاكتشاف الهزات الأرضية المعتدلة الممكن حدوثها في اسبانيا والمغرب وايطاليا.
وبالمقارنة مع الهزات العنيفة التي تصيب ولاية كاليفورنيا الأميركية وبعض المدن اليابانية بين الحين والآخر، فإن كافة العوامل الجيولوجية تشير الى ان الزلزال الذي يهدد المنطقة الممتدة من خليج العقبة عبر وادي الأردن وسهل البقاع الى جزيرة قبرص، سيكون مدمراً بما يشبه الكارثة التي أدت الى توسيع البحر الميت وبحيرة طبريا في أواخر القرن التاسع عشر.
وبسؤاله عن الوقت الذي يتوقعه لحدوث تلك الكارثة، صرّح العالم هايز لپ"الوسط" بأن الزلزال قد يحدث بعد أسابيع او أشهر في نهاية القرن العشرين… "كل ما يمكنني قوله هو انني لن أجازف ببناء منزل لي في وادي الأردن او سهل البقاع إذا ما أردت ان أحافظ عليه لعشر سنوات".
وكان خبراء الزلازل عقدوا اجتماعين طارئين في أواخر العام الماضي في كل من قبرص وبرشلونة بين 8 - 11 و15 - 19 كانون الأول ديسمبر الماضي. وشارك في اجتماع قبرص علماء من الجزائر، المانيا، اليونان، الكويت، موريتانيا، المغرب، عمان، تونس والولايات المتحدة. كما شارك في اجتماع برشلونة خبراء من الجزائر، بريطانيا، كولومبيا، فرنسا، ايطاليا، اليابان، المغرب، البرتغال، سويسرا والولايات المتحدة. وجاء حضور دول مثل أميركا وبريطانيا واليابان وكولومبيا، وهي دول غير أقليمية، للاستفادة من خبراتها في هذا المجال.
ومن المنتظر ان تستضيف المغرب مؤتمر برشلونة المقبل هذا العام او العام المقبل. بينما ستستضيف تونس مؤتمراً آخر عن "مخاطر الهزات الأرضية وكيفية تقويمها".
الأخطار المحدقة بالمنطقة العربية
وأكد الدكتور ديفيد بوث، خبير الزلازل في المركز البريطاني للمسح الجيولوجي لپ"الوسط" ان منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر زلازل مشابهة في قوتها وتواترها لتلك التي تتهدد اليابان وولاية كاليفورنيا الأميركية وغيرهما من المناطق المنكوبة في العالم. فبعض أجزاء الشرق الأوسط تتميز بأنها مواقع نشاط زلزالي لا يقل أهمية عن ذاك الذي تشهده اليابان. فحركة القارة الهندية باتجاه الشمال تولد قوة دفع تتعرض لها الطبقات الأرضية الممتدة بين الهند فأيران والعراق ثم تركيا. ما يجعل هذه الدول عرضة لزلازل قد يكون بعضها ضحلاً وعنيفاً كتلك التي أصابت تركيا وايران قبل سنوات. غير ان مدير مرصد حلوان المصري الدكتور جوزيف صدقي نفى لپ"الوسط" امكان حدوث زلزال في المنطقة العربية، مؤكداً "ان الزلزال الذي تعرضت له مصر في تشرن الأول اكتوبر 1992 يعد ضعيفاً بالنسبة الى الزلازل اليابانية". وأضاف ان أقوى زلزال تعرضت له مصر كان ذلك الذي ضرب جزيرة شدوان في البحر الأحمر عام 1969 وبلغت قوته 3.6 درجة بمقياس ريختر، وهو ايضاً لا يقارن بالزلازل القوية التي تضرب الجزر اليابانية من وقت الى آخر. وقال: "انه على رغم ان المنطقة العربية ليست نشطة جداً زلزالياً إلا انه ينبغي الاهتمام بمراعاة عوامل مقاومة الهزات الأرضية العنيفة عند تشييد المنازل والأبنية المختلفة في تلك المنطقة".
وكان بعض الدول العربية والشرق أوسطية تعرض، خلال السنوات السبع الماضية، لهزات أرضية متفاوتة في القوة والأثر. ففي 22 حزيران يونيو 1990 تعرضت ايران لزلزال عنيف جداً دمر مساحة تبلغ 100 ميل مربع من شمال غرب البلاد. وقد ذهب ضحية هذا الزلزال اكثر من 40 ألف شخص، وأصيب قرابة 100 ألف آخرين بجروح متفاوتة. اما قوة الهزة الارضية الهائلة فقد بلغت 7.7 درجة بمقياس ريختر. ووصلت آثاره الى مدينة اذربيجان حيث دمرت بعض المنازل.
وفي 13 آذار مارس عام 1992 تعرضت منطقة ارزينكان التركية لهزة عنيفة بلغت قوتها 2.6 درجة بمقياس ريختر واستمرت مدة 30 ثانية. وقد دمّر هذا الزلزال نصف المدينة التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، وراح ضحيته اكثر من ألف شخص اضافة الى ألوف الجرحى.
وتعرضت جمهورية مصر العربية لهزة أرضية عنيفة في 12 تشرين الأول اكتوبر 1992، استمرت لمدة دقيقة واحدة، اهتزت خلالها مدينة القاهرة وضواحيها. وقدرت قوة الزلزال بپ9.5 درجة بمقياس ريختر، ذهب ضحيته اكثر من 450 شخصاً وأصيب حوالى 4 آلاف آخرين بجروح.
وفي 18 آب اغسطس 1994 أصيبت مدينة سيركا الجزائرية بهزة أرضية بلغت قوتها 6.5 درجة بمقياس ريختر، أدت الى مقتل 147 شخصاً اثناء نومهم واصابة 289 بجروح مختلفة. كما فقد أكثر من 10 آلاف شخص منازلهم نتيجة الزلزال. وقد تبعت ذلك هزات ارتدادية بقوة 1.5 درجة ريختر اثارت الذعر والرعب في قرى ومدن مقاطعة مسكارا. اما اكثر المناطق تعرضاً للاضرار فكانت منطقة بوحنيفة المشهورة بينابيعها الطبيعية الساخنة ومنطقة بوهاني. وتعرضت مدينة مسكارا للزلزال الذي امتدت آثاره حتى مدينة عوران العاصمة الاقليمية الواقعة في خليج البحر المتوسط.
وفي 26 آذار مارس من هذا العام تعرض لبنان الى عشر هزات أرضية تراوحت قوتها بين 5.2 و5.5 درجات على مقياس ريختر كانت أولاها أقواها 5.5 درجات وكان مصدرها "فالق روم" في اقليم الخروب. وهو المكان ذاته الذي وقع فيه زلزال عام 1956 المدمر في شهر آذار ايضاً. وقد جاء ذلك الزلزال بقوة 9.5 درجات بمقياس ريختر وشعر المواطنون خلاله برعب كبير وانطلقوا في الشوارع وفوق التلال هرباً من الدمار وخطر تداعي الأبنية فوق رؤوسهم. كما شعر المواطنون بالمخاوف ذاتها خلال الزلزال الأخير الذي انتقلت ارتداداته الى مدن عدة مثل بيروت، الشوف، زحلة، بعلبك، حاصبيا، صيدا، صور، النبطية وبنت جبيل. وفي اليوم نفسه حصلت هزات أرضية في مدينة دمشق وفي اسرائيل. وكانت سلسلة من الهزات بقوة 7.5 درجات بمقياس ريختر حصلت في 22 كانون الثاني يناير عام 1996 في كل من لبنان وسورية وقبرص.
الزلزال كما يراه خبراء لبنانيون
وصرّح البروفسور محمد حراجلي خبير علم الزلازل واستاذ الهندسة الإنشائية في الجامعة الأميركية في بيروت لپ"الوسط" بأن "الترددات تتكثف وهي احتمال وارد تطول أو تقصر حسب قوة الزلزال، وتقدر مدتها ما بين عشرة أو ثلاثين يوماً ثم تخف تدريجياً مع مرور الوقت إذا كانت درجة الزلزال 5 حسب مقياس ريختر، وما نجم من أضرار مادية طفيفة كان الحد المتوقع، وكلما كانت درجة الزلزال او الهزة بسيطة كلما خفت مدتها وأضرارها. وحسب الدراسات فإن الزلزال بقوة 6 درجات تستمر مدته ما بين 15 و20 ثانية، إما بقوة 7 أو 5،7 درجات فمدته تتراوح ما بين 30 و40 ثانية إلخ... وهي زلازل مدمرة".
ولا يخشى اللبنانيون هذا الزلزال بعد أربعين سنة. لكن ما يخشونه فعلاً المقولة التي تتناول وقوع لبنان على خط الزلازل، وأن الدراسات توقعت زلزالاً مشابهاً لزلزال 1956 ومصدره فالق روم في جزين وآخر كزلزال سهل البقاع 4،7 د الذي حصل عام 1759 وكان مصدره فالق اليمونة وذلك بسبب مضي أربعين عاماً على الزلزال الأول وحوالى 220 عاماً على الثاني.. فهل لبنان عرضة لهكذا زلزال مقبل وقريب في البقاع؟ وما هي طبيعة لبنان الجيولوجية وما قصة الفوالق التي تعد بالمئات على الخريطة الجيولوجية اللبنانية.. وهل جميعها خطرة أو مناطق ضعف ومصادر للزلازل؟ أم أن فالقي اليمونة وروم هما الأكثر خطراً؟ وهل مساحة لبنان تخوّله بسلامة منطقة من دون أخرى أم يلحق الدمار بجميع مناطقه؟
إذا كانت المراجع والدراسات تفيد بعدد لا حصر له من الزلازل أو الهزات كالتي ضربت لبنان تاريخياً بصورة عامة وبيروت، التي دمرت أكثر من مرة بصورة خاصة، وكذلك بعلبك في البقاع وصور وصيدا في الجنوب وشحيم وجوارها في إقليم الخروب إلخ.. هي معلومات تتضارب بين مرجع وآخر سواء بالنسبة الى عام الزلزال أو درجته، علماً أن لا تقدير لعدد كبير من الزلازل ورغم ذلك نشير أنه في العام 1365 ق. م. دمر زلزال مدينة جبيل، كما لقيت مدينة صور نصيبها عام 525 ق. م. وفي العام 349 م. دمر معظم مدينة بيروت، كما عرفت أقوى زلزال لها عام 551 م. فتدمرت كلياً. وفي العام 1759 م. و1202 م. وقع زلزال في البقاع وفي 1956 م. في الجنوب وإقليم الخروب وبيروت... ناهيك عن 30 هزة حصلت منذ 1982 تراوحت قوتها ما بين 7،2 وخمس درجات..
إلا أن حراجلي أكد لپ"الوسط" بأن "لبنان منطقة زلازل يعود تاريخها الى العام 1365 ق. م.، وقد حصلت زلازل كثيرة عبر التاريخ أبرزها تلك الحديثة التي استطعنا معرفة تفاصيل علمية حولها وفي مقدمها زلزال 1202، ومصدره فالق اليمونة في البقاع وكذلك زلزالا 1759 بدرجة 4،7 د و6،6 د حسب مقياس ريختر، وبوسعنا القول أنه الأقوى منذ تاريخه إضافة الى زلزال 1956".
وأضاف حراجلي: "وحسب البحاثة الأوروبيين في منطقتنا فإنهم يشيرون الى أن الهزات تحصل عندنا بصورة عنيفة ضمن فترة قصيرة، يرتاح بعدها الفالق لمدة طويلة الى أن تسرّب الطاقة بقوة ما خزنته خلال السنين.. والسبب يعود الى أن الصفيحتين الأفريقية - المشرقية والآسيوية - العربية تلتقيان في لبنان عبر فالقي البحر الأحمر واليمونة، وبتحركهما ونتيجة احتكاكهما صعوداً العربية ونزولاً المشرقية تتخزن الطاقة وينجم عنهما هزة.. وهما أي الصفيحتين في حركة وتغير دائمين منذ ملايين السنين.. لا شيء ثابتاً في ما يتعلق بالتكهن عن هزة أو زلزال، كما أشارت وكالة "سي. أن. أن" عن توقع الأميركيين للهزة قبل عام.. فهم أنفسهم ما كانوا يدرون بوجود فالق في المنطقة - أي فالق البحر الميت -". وأضاف حراجلي: "تتحرك الصفائح حسب تقديرات الخبراء في حدود خمسة ملليمترات سنوياً، وعبر السنين تتخزن الطاقة".
أما المهندس الدكتور شارل ثابت مدير مركز الدراسات الجيوفيزيائية في بحنس فشرح قائلاً: "يمر في لبنان خط زلازل، والحركة الزلزالية كانت وستستمر، لأن لبنان يشكل حدود الصفيحتين العربية والمشرقية، ويمر فيه صدع رئيسي يبدأ من البحر الأحمر باتجاه البحر الميت ويمر في لبنان، ويدعى بفالق اليمونة، ويتجه الى سورية فيعرف بفالق الغاب، ويستمر الى جنوبي تركيا متصلاً بفالق شرقي الأناضول، الذي يتفرع منه فالقاً بالبحر نحو قبرص إلخ... مما يعني أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة حركة زلازل تكتونيا... وبالتالي فإن هذا الصدع الرئيسي الذي يمر في لبنان ويسمى بفالق اليمونة هو حدود الصفيحتين، وتتفرع منه مئات الفوالق منها فالق روم الذي يمر بجزين وبسري ويلف الدامور باتجاه البحر.. لذا هو الفالق الذي يحمل الحركة الأكبر وهو نقطة الضعف الأكبر وتتجمع تحته الطاقة بسبب حركة الصفيحتين...".
ويضيف ثابت: "يشمل لبنان مئات الفوالق الموزعة في كل المناطق، وأرض لبنان تكسرت تاريخياً بالفوالق الناجمة عن الهزات، لذا وبسبب الفوالق المتعددة لن تحدث الطاقة جديداً، وإنما تتسرب من خلال نقاط الضعف أي الفوالق الموجودة أو حدود الصفائح زلازل وهزات...". وأشار ثابت: "أكثر من مرة كان لبنان مصدراً للهزة والزلزال منذ 1365 ق. م. كأول زلزال كتب عنه، سواء على اليابسة او البحر، ويحمل تاريخه 12 زلزالاً مدمراً لسواحله وكان مصدره البحر مخلفاً وراءه موجات نسميها باليابانية "تسونامي"، التي لا تحصل دون زلزال ما فوق 5،6 د، أما سرعة الموجة فتصل الى حوالي 800 كلم في الساعة وعلوها الى عشرين متراً، وهي موجة مدمرة لا يقف في وجهها شيء سواء أبنية أو بواخر إلخ..".
ويؤكد المهندس ثابت: "كل هزة حسب درجتها لها عودة بعد تخزين الطاقة استناداً الى الدراسات الإحصائية ولكن ليس بالضرورة حصولها في وقت محدد، كما حدث لتوقعات زلزال 1956 الذي كان متوقعاً تكراره بعد أربعين عاماً أو آخر شبيه بزلزال 1759 أو 1202 بعد 250 أو 300 سنة..7 لأن الشرط الأساسي هو اكتمال تجمع الطاقة بكمية معينة مسببة لزلزال... ليس بوسع أحد التنبؤ بدقة فقد يفوق الأمر التوقعات. إذ قد يحصل زلزال ما قبل عشر سنوات أو بعد مئة عام". لكن المهندس ثابت أكد بأن "فالق اليمونة هو الفالق الأصعب في لبنان لأنه الأكثر حركة تاريخياً، فهو متصل بمئات الفوالق في مختلف المناطق منها فالق الوسط التجاري وفالق النهر في بيروت مثلاً". أما الدكتور حراجلي فقد أولى الأهمية في وقوع زلزال الى فالق اليمونة المتفرع عنه فالق روم، لأن الزلازل تاريخياً انحصرت فيه، حتى بيروت تدمرت تدريجياً من الفالق هذا، الذي هو جزء من فالق بحر الميت طوله ألف كيلومتر وما فالق روم إلا كسر صغير من اليمونة وهناك إمكانية حصول زلزال في أية نقطة من فالق بحر الميت الأساسي، وتكمن الخطورة ÷ي لبنان من فالق اليمونة لأنه حسب الدراسات كلما كبر الفالق كلما نجم عنه زلزال قوي، أما فالق روم فلا يعتقد أنه يخزن طاقة قوية بسبب قصره ولا ينجم عنه زلزال أكبر من ست درجات... لكن لبنان ككل معرض لمستوى الأضرار والمخاطر نفسه في حال حدوث زلزال قوي 5.6 د او اكثر حسب مصدره وموقعه... أما احتمالات حصول زلزال كبير في لبنان فهي مرجحة حسب الدراسات مرة كل 500 عام بسبب مساحته الصغيرة، وليس بسبب تعدد الفوالق فيه.
دروس الماضي ومواجهة المستقبل
من البديهي والمفيد ان نتعلم من تجارب الماضي وتجارب الآخرين. فالخسائر الفادحة التي تكبدها بعض الدول العربية والأجنبية سابقاً نتيجة سوء التحضير وهشاشة الاستعداد لمواجهة مثل تلك الكوارث الطبيعية. اضافة الى سوء التوعية واهمال مراقبة المشاريع الانشائية والمعمارية وطرق هندستها ومواد البناء المستعملة لانجازها، أدت، وستؤدي، بلا شك، الى ما لا تحمد عقباه. الأمر الذي يتطلب من المسؤولين في الدول العربية عامة ولبنان الغارق في بحر اعادة البناء والتعمير خاصة، ضمان التزام القائمين على هذه المشاريع بالتقيد التام بقوانين السلامة، مع السعي لعدم تحويل العاصمة بيروت الى غابة من الأسمنت قابلة للتداعي عند حدوث الزلزال الكبير
كيف تتصرّف لدى حدوث هزّة أرضية
قبل الهزّة
- تفقد احتمالات حصول حرائق، وتسرب الغاز او المياه… وثبت الامدادات الكهربائية وخزانات المياه والسخانات.
- علق بشكل متين الرفوف والخزائن
والمكتبات على حيطان البيت.
- ضع الأغراض الثقيلة والضخمة وكذلك الأواني الزجاجية والصحون القابلة للكسر على الأرض او على الرفوف السفلى.
- علّم أفراد الأسرة كيفية قطع الكهرباء،
الغاز والمياه.
- احتفظ بمتناول اليد بالأغراض التالية:
راديو نقال مع بطاريات احتياط.
ضوء نقال مع بطاريات احتياط.
حقيبة طوارئ للاسعافات الأولية تحتوي
على الأدوية اللازمة لأفراد العائلة.
كتاب الاسعافات الأولية.
طفايات للحرائق.
قناني مياه.
أرقام هاتف الاطفاء والدفاع المدني والطبيب.
طعام. سيولة.
خلال الهزّة
حافظ على الهدوء و حاول تهدئة الآخرين.
1 - إذا كنت داخل المبنى:
احم نفسك تحت طاولة متينة
او تحت سرير او جانب حائط دعم،
ابتعد عن الزجاج.
إذا كنت في مبنى مرتفع،لا تهرع الى المخرج قد يكون الدرج منهار.
لا تستخدم المصعد الكهربائي.
2 - إذا كنت في الشارع:
ابتعد عن الأبنية او الاسلاك الكهربائية والأشجار.
اتجه بهدوء نحو مكان فسيح.
لا تعود الى البيت قبل التأكد من انتهاء الهزّة.
3 - إذا كنت في السيارة:
تحاش الجسور والأغراض المتساقطة في الطريق دمار، اسلاك كهربائية، أشجار… وكذلك الدمار والتفسخ.
أوقف سيارتك بأسرع ما تمكنك الحيطة.
ابق في داخلها لحين انتهاء الهزّة.
بعد الهزّة
استعد لهزات أخرى ممكنة او محتملة
1 - بعد الهزّة مباشرة:
تفقد المصابين.
استمع الى الراديو لاتباع التعليمات الازمة.
ابتعد عن الشواطئ وضفاف الأنهر
بسبب امكانية ارتفاع الأمواج.
اقطع الغاز والكهرباء.
امتنع عن التدخين ولا تشعل ناراً
منعاً لحصول أي انفجار او حريق.
لا تلمس الاسلاك الكهربائية المتساقطة
على الأرض.
ابتعد عن الأبنية المتصدعة لأنها يمكن
ان تنهار اثر الهزات اللاحقة الممكنة.
2 - بعد ساعات من حصول الهزّة:
اخل المكان ولا تنسى الحاجات الضرورية وذلك بانتظار النجدة بأفضل الأساليب.
لا تستعمل المصعد الكهربائي لتفادي احتجازك بداخله.
لا تخرج الى الشارع لتفقد الاضرار. وافسح الطريق لفرق الاسعاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.