حذر علماء من احتمال وقوع زلزال في مدينة لوس انجلس بولاية كاليفورنيا الأميركية، تتعدى قوته 5 درجات على مقياس ريختر، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وأشارت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نقلاً عن "وكالة الفضاء الدولية" (ناسا)، إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 99 في المئة بأن يضرب زلزال بقوة 5 درجات أو أكثر على مقياس ريختر عاصمة ولاية كاليفورنيا، فيما قالت "هيئة المسح الجيولوجي" الأميركية أن نسبة خطر حدوث الهزة هي 85 في المئة. واعتمدت أبحاث "ناسا" على قياس الاختلافات في سطح القشرة الأرضية التي أحدثها زلزال وقع في آذار (مارس) 2014 في المنطقة. وقدر علماء في "هيئة المسح الجيولوجي" أن نسبة احتمال وقوع زلزال بقوة 8 درجات أو أكثر في كاليفورنيا خلال 30 عاماً زادت من 4.7 في المئة، إلى 7 في المئة. ونقلت وكالة "رويترز" الإخبارية عن مدير "مركز كاليفورنيا الجنوبي للزلازل" توم جوردان، قوله: "نحن محظوظون لأن النشاط الزلزالي في كاليفورنيا كان منخفضاً نسبياً خلال القرن الأخير. لكننا نعرف أن القوى التكتونية تقوي باستمرار من شدة منظومة فالق سان اندرياس، ما يجعل وقوع زلازل كبيرة أمراً لا مفر منه". وأوضح المشرف الرئيس على تقرير الهيئة نيد فيلد، أن "منظومة النماذج العلمية الجديدة تأخذ في الحسبان الهزات التي قد تحدث على فوالق أخرى، بدلاً من النظر إلى كل صدع على حدى". وعلى رغم الدراسات العلمية والأبحاث المخصصة لدراسة ظاهرة الزلازل وأسبابها، لا يزال العلماء غير قادرين على التنبؤ بحدوث الهزات الأرضية قبل وقوعها. وقال عالم الزلازل في "المركز الوطني الفرنسي للبحوث"، اريك دوبيل إن "التنبؤ بالزلازل أمر غير ممكن على الإطلاق في الوقت الحالي"، موضحاً أنه "من أجل التنبؤ بالهزات الأرضية، سيتعين علينا الإجابة على ثلاثة أسئلة، هي أين ومتى وما هو حجم الزلزال؟ ونحن لا نستطيع أن نفعل ذلك. ولو كان ذلك ممكناً، لأخلينا المدن قبل وقوع الهزات". ووقوع الزلازل ليس أمراً جديداً على مدينة لوس انجلس التي تحملت على مر التاريخ عدداً من الهزات الأرضية التي لا يزال علماء الجيولوجيا يرجعون إليها في دراساتهم. ففي كانون الثاني (يناير) 1857، أحدث زلزال "فورت تيجونبلغت" الذي بلغت قوته 7.9 على مقياس ريختر، ضرراً هائلاً في فالق سان اندرياس شمال المدينة. وامتدت هزته لتصل إلى شمال كاليفورنيا وجنوبها، ومدينة لاس فيغاس في الشرق، متسببة في مقتل شخص نتيجة انهيار منزل. وفي آذار (مارس) 1872، تسبب زلزال أصاب فالق أوينز فالي، شرق كاليفورنيا، بمقتل 27 شخصاً بعد انهيار صف من المنازل. وأدت هذه الهزة التي بلغت قوتها 7.8 درجة على مقياس ريختر، إلى إزاحة صخور الأرض أفقياً سبعة أمتار، ومتراً واحداً عمودياً. كما تسببت في توقف الساعات في مدينة سان دييغو، جنوب الولاية، وفي خسائر ممتلكات تقدر قيمتها ب250 ألف دولار، وهو مبلغ كان يعتبر كبيراً في ذلك الوقت. ومن أشهر الزلازل التي وقعت في كاليفورنيا، زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر أصاب مدينة سان فرنسيسكو في آذار (نيسان) 1906، ما أدى إلى تدمير 80 في المئة من المدينة، ووفاة ثلاثة آلاف شخص على الأقل. ويعتبر هذا الزلزال إلى الآن، أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي أصابت الولاياتالمتحدة، ما دفع العلماء إلى تسميته ب "الزلزال العظيم". ويدرس آثاره العلماء الذين يبحثون في الدورات الزلزالية، وهي الهزات الارتدادية التي تستمر في الحدوث إثر وقوع زلزال بقوة 7 أو أكثر على مقياس ريختر. ولم تصب الولاياتالجنوبية بزلازل في مثل خطورة "الزلزال العظيم" حتى العام 1952، عندما وقعت هزة أرضية بلغت قوتها 7.3 على مقياس ريختر وتسببت في أضرار بقيمة 60 مليون دولار وحصدت حياة 12 شخصاً. ونتج من هذا الزلزال وقوع ما يقارب 200 هزة ارتدادية بقوة تتعدى 4 درجات خلال أيلول (سبتمبر) من ذلك العام.