ينتظر أن تستأنف لجان تحديد هوية سكان الصحراء الغربية مهامها في غضون الأيام القليلة المقبلة ولمدة ستة أشهر، في ضوء تقديرات أولية تضمنتها خطة للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في شأن اجراء استفتاء تقرير مصير المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو، والذي اقترح السابع من كانون الأول ديسمبر 1998 موعداً لتنظيمه. وعلى أساس هذه التقديرات ستستغرق عودة اللاجئين 14 شهراً والحملة الانتخابية للاستفتاء 3 أسابيع، فيما يتوقع أن تبلغ التكلفة الاجمالية لمهام بعثة الأممالمتحدة في الصحراء "المينورسو" 129 مليون دولار لتغطية نفقات الادارة والمراقبين العسكريين ومتطلبات وقف اطلاق النار وتمويل الحاجيات اللوجستية الأخرى. وشهد الاسبوعان الأخيران تحركات على هذا الصعيد، حيث التقى اريك يانسن نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء مسؤولين مغاربة في العيون كبرى مدن الصحراء ومسؤولين من بوليساريو، كما عقد وزير الداخلية المغربي ادريس البصري جلسات عمل مع شيوخ القبائل في الاقاليم الصحراوية الأعضاء في لجان تحديد الهوية والمراقبين المعتمدين لدى "المينورسو" لمتابعة عملية التحقق من هويات المصوتين في الاستفتاء. وسترتكز عملية تحديد الهوية الى المعايير الخمسة المصادق عليها والتي تشمل السكان المسجلين في الاحصاء الاسباني لعام 1974، واعضاء كل قبيلة صحراوية أو "فخذات" هذه القبائل الذين كانوا يعيشون في المنطقة خلال الاحصاء، لكن لم يتم احصاؤهم، والأقارب من أصول وفروع عائلات الأشخاص المنتمين الى احدى الفئتين السابقتين، وكذلك الأشخاص من أب صحراوي ولد في المنطقة، وكل شخص متحدر من قبيلة صحراوية أقام بالمنطقة مدة 6 سنوات متتالية أو 12 سنة بشكل متقطع. ويذكر ان المغرب وبوليساريو اتفقا في الجولة الرابعة من اللقاءات المباشرة بينهما التي عقدت في أيلول سبتمبر الماضي في هيوستن باشراف جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي السابق الوسيط الدولي في الصحراء، على استئناف عمل لجان تحديد الهوية. وهي المسألة التي شكلت احدى أبرز الصعوبات أمام جهود تنظيم الاستفتاء، وعلى ثلاث اتفاقيات أخرى، تتعلق الأولى بمدونة السلوك الخاصة بالطرفين المعنيين قبل تنظيم الاستفتاء واثناءه، والثانية بسلطة الأممالمتحدة خلال الفترة الانتقالية التي تمتد من انتهاء عملية تحديد الهوية للمصوتين الى حين بداية الحملة الاستفتائية. أما الاتفاقية الثالثة فتتعلق بالوثيقة المتضمنة لبعض المبادئ التي ينبغي أن تضبط استئناف عملية تحديد هوية المشاركين في الاستفتاء. وتفترض خطة انان ان تسير الأمور على أفضل وجه بعدما استطاع بيكر التغلب على العقبات الكبرى، وذلك باستكمال عملية تحديد الهوية والحفاظ على وقف اطلاق النار وخفض القوات والافراج عن أسرى الحرب والمعتقلين واعادة كل الصحراويين الذين من حقهم الادلاء بأصواتهم وعائلاتهم وتسهيل حملة الاستفتاء .