اجرى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني أول من أمس في الرباط محادثات مع الرئيس الغيني لانسانا كونتي. وقالت مصادر مغربية ان المحادثات التي تمت على انفراد، طاولت التطورات في القارة السمراء. وزادت المصادر ان اللقاء هيمنت عليه ردود الافعال المرتبطة بالتفجيرين اللذين استهدفا السفارتين الاميركيتين في كل من نيروبي ودار السلام، وأفق العلاقة بين الولاياتالمتحدة والدول الافريقية، في ضوء ذلك. وتابعت ان الملك الحسن الثاني وكونتي عرضا كذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، في اطار تحقيق مزيد من "الاندماج الافريقي"، في اشارة الى الدعوات المتزايدة التي تطالب المغرب بمعاودة انتسابه الى منظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها في 1984 بعد قبول المنظمة الافريقية عضوية جبهة "بوليساريو". الى ذلك، ارسلت قبيلة صحراوية احتجاجاً الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان حول موقف أحد شيوخ جبهة "بوليساريو" في عملية تحديد الهوية في مكتب الرباط. وطالبت قبيلة الشرفاء أبي السباع السايح الأمين العام للامم المتحدة باتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان "حقنا في المشاركة في استفتاء تقرير المصير" المقرر تنظيمه في شباط فبراير المقبل. ودانت الرسالة التي وجهتها القبيلة الى أنان "التصرفات اللاانسانية" لشيخ "بوليساريو" المشارك في عملية تحديد هوية القبيلة المذكورة في مكتب الرباط، حيث تتواصل أعمال تحديد هوية الاشخاص المتحدرين من أصول صحراوية الذين نزحوا نحو شمال المغرب إبان الاحتلال الاسباني للصحراء الغربية. وهددت القبيلة الصحراوية بامتناعها عن المشاركة في أي عملية لم يشارك فيها اعضاء منها. وزادت ان موقف شيخ بوليسارو "لا يمكن ان يحدد مصير قبيلة برمتها"، في اشارة الى الرفض الذي طاول اعداداً كبيرة من اعضاء القبيلة. في غضون ذلك، ذكرت مصادر الاممالمتحدة ان المغرب وبعثة الاممالمتحدة الى الصحراء الغربية "المينورسو" وقعا اتفاقاً عسكرياً في شأن مراقبة الاسلحة والذخائر والمتفجرات التابعة لوحدتي الدعم الهندسي وإزالة الألغام. وزادت ان هذا الاتفاق "الذي جاء بعد مشاورات مكثفة مع السلطات المغربية" يقدم مبادئ لتوجيه مناولة تلك الاسلحة المنتشرة غرب الحائط الرملي الدفاعي. وأشارت المصادر الى ان المهندسين المكلفين إزالة الألغام من المنطقة يقومون حالياً بعمليات استطلاعية لتحديد مكانها والفترة الزمنية التي تستغرقها عملية ازالتها. وينص اتفاق هيوستن الموقع بين المغرب وجبهة بوليساريو برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر على الانتهاء من اعمال تحديد هوية المتحدرين من أصول صحراوية في نهاية الشهر الجاري، للافساح في المجال أمام أعادة توطين اللاجئين الصحراويين، وإزالة الألغام قبل تنظيم استفتاء تقرير المصير. وذكرت مصادر الاممالمتحدة ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعمد في الوقت الراهن الى التسجيل المسبق للاجئين وأفراد اسرهم المباشرين في شمال موريتانيا وفي منطقة تندوف غرب الجزائر، وفق ما نصت عليه خطة التسوية. وتابعت ان المفوضية سجلت 220 ألف لاجئ في مدينتي الزويرات ونواذيبو في موريتانيا، حيث من المتوقع الانتهاء من أعمال التسجيل في نهاية هذا الشهر. في حين تم تسجيل 310 آلاف لاجئ في منطقة تندوف.