قالت مصادر في الأممالمتحدة ان الأزمة الجديدة بين العراق والمنظمة الدولية لم تغير برنامج الأمين العام كوفي انان بخصوص زيارته المرتقبة الى بلدان شمال افريقيا. وزادت ان كوفي انان سيبدأ اليوم زيارة لأوروبا في بداية جولة تقوده الى عواصم المغرب العربي. ومن المقرر ان تتصدر قضايا تفعيل خطة التسوية في الصحراء الغربية المحادثات التي سيجريها مع المسؤولين في المنطقة الى جانب قضايا اقليمية تتعلق بالأمن والاستقرار في منطقة الشمال الافريقي. وأوضحت المصادر ان الأمين العام للأمم المتحدة سيزور غدا نواكشوط حيث سيبحث مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع في تطورات ملف الصحراء الغربية التي تستعد لاستفتاء تقرير المصير المتوقع في كانون الأول ديسمبر 1999، اضافة الى قضية احصاء اللاجئين. وكان أنان طلب الى المغرب والجزائر وموريتانيا، اضافة الى جبهة "بوليساريو"، الموافقة على خطة معاودة انتشار القوات. وقال ان الاستفتاء رهن تنفيذ الاجراءات المتعلقة باعادة توطين اللاجئين، واضفاء الطابع الرسمي على وضع مفوضية اللاجئين التي ستشرف على هذه العمليات. وأشارت المصادر الى ان أنان سينتقل بعد نواكشوط الى مدينة العيون حيث توجد بعثة الأممالمتحدة الى الصحراء الغربية "المينورسو" للاطلاع على سير ترتيبات تنظيم الاستفتاء، ومنها الى مدينة مراكش حيث سيستقبله العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. ومن المنتظر ان تركز محادثات أنان في المنطقة على ترتيبات تنظيم الاستفتاء ومحاولة ايجاد تسوية للمشاكل المرتبطة بتحديد هوية طالبي التسجيل في القوائم المنتسبين الى ثلاث قبائل صحراوية متنازع في شأنها بين المغرب وجبهة "بوليساريو". وكان الأمين العام للأمم المتحدة اقترح لتفادي "اي قرار تعسفي يؤدي الى اقصاء اي شخص مؤهل للتصويت" على لجنة تحديد الهوية بحث طلبات التسجيل بالنسبة الى المنتسبين الى القبائل الثلاث. وأوضح انه قرر القيام بمهمة التحكيم بغاية تحقيق تقدم في شأن هذه النقطة. ومن شأن حل مشكلة تلك القبائل ان يسرع في وتيرة تنفيذ عملية التسوية والافساح في المجال امام بدء تنفيذ المراحل التالية من خطة هيوستن في شأن معاودة انتشار القوات وازالة الالغام ومعاودة توطين اللاجئين. وتأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى المنطقة غداة احتفال المغرب بذكرى تنظيم "المسيرة الخضراء" التي شارك فيها ما يزيد على 350 الف متطوع نحو الصحراء الغربية. وجرت العادة ان يوجه العاهل المغربي الملك الحسن الثاني خطاباً في المناسبة الى الأمة يعرض فيه آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، والسياسة التي يتبعها المغرب في سبيل انهاء المشكلة. وكان المغرب اكد التزامه بخطة التسوية برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر. وقال انه يلتزم بالمضي قدماً في تنفيذ ما تم الاتفاق في شأنه في هيوستن ومتابعة تطبيق عملية السلام "على اساس الشروط التي تضمن لها النجاح والحياد". يذكر ان الأمين العام للأمم المتحدة اجتمع قبل نحو اسبوعين في نيويورك مع وزيري الخارجية عبداللطيف الفيلالي والداخلية ادريس البصري. وقالت المصادر ان الاجتماع ركز على الاعداد للاستفتاء. وكان الموفد الدولي بيرنار مييه زار المغرب والجزائر وموريتانيا في منتصف الشهر الماضي، وأعد تقريراً حول جولته الى الأمين العام. وقرر مجلس الأمن قبل أيام تمديد انتداب مهمة "المينورسو" الى الصحراء الغربية حتى كانون الأول ديسمبر المقبل.