كان من المفترض ان تشكل ادارة مدينة موستار في البوسنة، الموضوعة منذ منتصف العام 1994 تحت وصاية الاتحاد الاوروبي ممثلاً بالعمدة السابق لمدينة بريمن هانز كوشنيك، مختبراً للتعايش بين المسلمين والكروات، في اطار كونفيديرالي أوسع كرسه كذلك اتفاق دايتون. وبمدى الاقتراب من تحقيق خطوات عملية، أبرزها الدمج بين القوات الامنية المحلية وتأمين حرية كاملة لانتقال الاشخاص، تمهيداً لاجراء انتخابات موحدة في موعد أقصاه تموز يوليو المقبل، أخذت المشكلات تتراكم في موستار، وتهدد على المدى الطويل، البناء الفيديرالي بين كرواتيا والبوسنة، ما دفع ممثل الاتحاد الاوروبي هناك الى التهديد بالاستقالة. هانز كوشنيك، على رغم انتقاده جميع الاطراف، يضع المسؤولية الرئيسية في حالة التردي الراهنة، على عاتق المتطرفين الكروات، ولم يكن من باب الصدفة ان يبحث الرئيسان كلينتون وتودجمان قضية موستار، ثم تتصل وزيرة الخارجية الايطالية سوزانا انييلي باسم الاتحاد الاوروبي بالرئيس الكرواتي. ان مشكلة موستار، على رغم جهود كوشنيك المدنية، لم تنجح في توفير الثقة المطلوبة، والاتحاد الكرواتي - المسلم، القائم على الورق منذ آذار مارس 1994، لم يتمكن حتى الآن من تحقيق خطوات عملية تساهم في تثبيت مشروع السلام مستقبلاً، ولعل ما يثير اكثر قلق المسؤولين الاوروبيين في بروكسيل، ان تجربة موستار مدعوة الآن للتوسيع في سياق اتفاق دايتون والمهمة الموكولة الى "الممثل الأعلى" في البوسنة، رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدث، اضافة الى ذلك، تطرح مسألة صدقية القوة الامنية الأطلسية على المحك، اذا تعرض الوضع في موستار لانتكاسة أمنية او حتى اذا انتهت المهلة القانونية ولم تزل المدينة مقسمة ومشرذمة بين احياء وبلديات، وفي اي حال اوضح كوشنيك، انه لا بد من تبديل المشرف الاوروبي على موستار، اذا ما تقررت اعادة بناء المدينة على اساس قطاعين منفصلين.