وقع الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان وممثل المسلمين في هيئة الرئاسة البوسنية علي عزت بيغوفيتش في القصر الرئاسي في زغرب أمس الأحد، اتفاقاً لإقامة علاقات خاصة بين كرواتيا والاتحاد الفيديرالي الذي يضم المسلمين والكروات البوسنيين. وينص الاتفاق على روابط واسعة سياسياً واقتصادياً وثقافياً بين الاتحاد الفيديرالي البوسني وكرواتيا المجاورة، في مقابل السماح للاتحاد بحرية المرور عبر الأراضي الكرواتية واستخدام ميناء بلوتشا الكرواتي على البحر الادرياتيكي. وكان المسلمون البوسنيون رفضوا مرات عدة خلال السنوات الثلاث الماضية توقيع مثل هذا الاتفاق، آخرها الاسبوع الماضي عندما أفاد رئيس الاتحاد الفيديرالي ايوب غانيتش الذي رأس وفد الاتحاد في المفاوضات مع حكومة زغرب، ان "مطالب كرواتيا تتعارض مع دستور جمهورية البوسنة - الهرسك والسيادة التي أقرها لها اتفاق دايتون للسلام". واعترفت اذاعة زغرب امس عند استعراضها توقيع الاتفاق بأن الرئيس بيغوفيتش "بدا غير مرتاح لعدد من بنوده على العكس من الرئيس توجمان الذي أعرب عن تفاؤله لمضامينه". ووصف زعيم الحزب الليبرالي البوشناقي في البوسنة - الهرسك محمد فيليبوفيتش الاتفاق بأنه "يهدد وحدة أراضي الاتحاد الفيديرالي البوسني وينفذ أحلام الكروات بتحقيق كرواتيا الكبرى من خلال الاستحواذ على قسم من الأراضي البوسنية". وكان الكروات البوسنيون هددوا بتشكيل كيان خاص بهم اسوة بالصرب "إذا واصل المسلمون رفضهم توقيع اتفاق خاص أشبه بالاتحاد الكونفيديرالي مع كرواتيا". وامتدحت اذاعة بلغراد الاتفاق أمس ونقلت عن مسؤولين من صرب البوسنة بأنه "فتح المجال لتنفيذ اتفاق التكامل الذي وقعته الجمهورية الصربية البوسنية العام الماضي مع يوغوسلافيا الاتحادية". وكان المسلمون البوسنيون عارضوا الاتفاق بين صرب البوسنة وبلغراد باعتباره خطوة نحو تقاسم البوسنة - الهرسك بين صربيا وكرواتيا. وجاء توقيع الاتفاق أمس بين كرواتيا والاتحاد الفيديرالي نتيجة ضغوط دولية قوية على المسلمين خصوصاً بعدما ندد المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب ومسؤولون أميركيون يشرفون على تطبيق اتفاق دايتون الاسبوع الماضي بموقف المسلمين، ووصفوا زعماءهم بأنهم "يفتقرون الى الشعور بالمسؤولية ما اثار تساؤلات حول جدية رغبة المسلمين البوسنيين في التفاوض مع كرواتيا وحسن نياتهم في التوصل الى اتفاق بين الطرفين".