يتولى الاتحاد الأوروبي لمدة عامين الاشراف المباشر على ادارة مدينة موستار في البوسنة ممهداً بذلك لوضع ساراييفو تحت اشراف الأممالمتحدة. وعين لهذه المهمة العمدة السابق لمدينة بريمن الالمانية، هانز كوشنيك، بمعاونة 45 خبيراً و200 شرطي، ورصد مبلغ 32 مليون ايكو 38.4 مليون دولار للشهور الستة المقبلة، التي تعتبر ذات أهمية حاسمة، سواء لجهة إعمار المدينة أو لجهة تحقيق بداية مصالحة بين الأطراف المتحاربة. ويشكل حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وقادة القوة الدولية، الى جانب الرئيسين الكرواتي والبوسني ووزيري خارجية المانيا واليونان، خلال تسلم كوشنيك مهماته رسمياً، أكثر من حضور رمزي، اذ يؤكد التزام إنجاح هذه التجربة، خصوصاً ان النزاع يجتاز وضعاً حرجاً على المستويين السياسي والعسكري. وهناك أولوية اعمارية في اعادة تأهيل شبكات الماء والكهرباء ووسائل الاتصال، ثم المدارس والمستشفيات، فيما يتواصل عمل الخبراء في المدينة للتوصل في أقرب وقت الى تقدير تام للخسائر المادية التي سببتها الحرب، خصوصاً في الاحياء الشرقية المسلمة، حيث بلغ أحياناً حجم التدمير نحو 80 في المئة. لكن مبادرة الاتحاد الأوروبي تبقى سياسية ايضاً، وبالنسبة إلى كلاوس كينكل وزير الخارجية الالماني، ستشكل موستار في مستقبل قريب مثالاً للتعايش بين المجموعات الاثنية الثلاث في ما كان يسمى الاتحاد اليوغوسلافي، كما ان الوثيقة التي أعدتها الرئاسة الالمانية للاتحاد الأوروبي تراهن على عودة محتملة للأقلية الصربية التي كانت تشكل قبل الحرب نسبة 19 في المئة في مقابل 34.8 للمسلمين و33.8 للكروات. كل ذلك مرتبط بمصير المبادرات السياسية الحالية حول تسوية سلمية للنزاع، وفي هذا الاطار تحاول مجموعة الاتصال ان تسجل تقدماً، عجزت عن التوصل اليه المبادرات والمحاولات السابقة للاتحاد الأوروبي. وموستار هي محاولة نجاح جزئية... للرد على فشل سياسي.