ادعى الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان ان البوسنة - الهرسك أرض كرواتية وان الحكم الشيوعي السابق تعمد فصلها، وبث تلفزيون ساراييفو فقرات من خطابه مع تقويم البوسنيين الذين وصفوه بأنه "دليل على حقد ناتج عن فشل مخططاته للبوسنة التي اتفق عليها مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش". وجاء خطاب توجمان في المؤتمر الرابع لحزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الحاكم الذي انعقد في زغرب خلال اليومين الماضيين وجدد رئاسته للحزب من دون منافس بينما أُنتخب وزير دفاعه غويكو شوشاك وهو من غلاة المتطرفين، نائباً له. وركز توجمان على الأوضاع في البوسنة واعتبر الانتقادات التي توجه لبلاده حول هذه القضية بأنها ناتجة عن عدم ادراك النهج البناء للسياسة الكرواتية. وقال: "كنا أول من اعترف بالبوسنة - الهرسك وعند انفصال الجمهورية الصربية أثناء الحرب دعمنا تأسيس جمهورية هرسك - بوسنة الكرواتية لدرء الضرر عن الكروات خصوصاً عندما ظهرت رغبة المسلمين في تشكيل دولتهم… وبدأ ينجلي الاتفاق بين الصرب والمسلمين لتقسيم المناطق الكرواتية شرق نهر نيريتفا منطقة موستار وانهاء الوجود الكرواتي فيها". وأشار توجمان الى ان كرواتيا وقعت اتفاق واشنطن 1994 الخاص بالاتحادين الفيديرالي البوسني الكونفيديرالي مع كرواتيا وساعدت على ابرام اتفاق دايتون 1995 من خلال انتصاراتها العسكرية ومساهمتها السياسية "اعتماداً على وعود الارتباط بين الاتحاد الفيديرالي البوسني ودولة كرواتيا بما يضمن صيانة مصالحنا الحيوية وحماية الكروات في البوسنة". وأوضح ان كرواتيا ستقوم بربط العاصمة زغرب بكل من مدينتي سبليت ودوبروفنيك بطرق برية تمر عبر مدن غرب البوسنة لأنه توجد اتفاقات في شأنها بين كرواتيا والبوسنة والولايات المتحدة "ونعتبر هذه الطرق ضماناً للكروات داخل الاتحاد الفيديرالي وسبيلاً مشروعاً لمصالح دولة كرواتيا". وأكد على ان البوسنة - الهرسك هي أرض كرواتية "لكن الشيوعيين فصلوها لأنهم تعمدوا بعثرة الكروات في الوقت الذي جعلوا اقليم فويفودينا ضمن صربيا على رغم ان وضعه مشابه للبوسنة". وتحدث توجمان بغضب عن التظاهرات التي شهدتها زغرب أثناء انعقاد مؤتمر الاتحاد الديموقراطي الكرواتي متهماً باثارتها من سماهم بالأعداء في الداخل والخارج الراغبين في هيمنة قوى الفوضى على كرواتيا. وقال ان "أهدافهم لن تتحقق لأن الاتحاد الديموقراطي الكرواتي باق في الحكم للسنوات العشر المقبلة على الأقل". وكان أكثر من 70 الف شخص اشتركوا في التظاهرات التي دعت اليها نقابات العمال في وسط زغرب وأصيب خلالها العديد من المتظاهرين وأفراد الشرطة بينهم أثنان على الأقل اصاباتهم خطرة، وأفاد بيان للنقابات الكرواتية ان التظاهرات ستستمر وتمتد خارج العاصمة زغرب وحمّل المتظاهرون الرئيس توجمان مسؤولية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تخيم على كرواتيا.