قبل قليل من انعقاد الجلسة الختامية لمجلس الجامعة العربية قال وزير الخارجية السوداني علي عثمان عن سبب عدم بقائه: "يا أخي لقد حضرت للقاهرة مرتين دون أن يذهب وزير خارجيتكم للخرطوم... ولولا تقديري وحرصي على الصالح العام ما حضرت، وأنبت عني في هذه الاجتماعات السفير". وفور انتهاء الجلسة غادر وزير السودان القاهرة بعدما التقته "الوسط": لماذا سحب السودان مشروعه الرامي الى درس موضوع المصالحة العربية؟ - سحبناه تحت رجاء وإلحاح من الامانة العامة وبعض مندوبي الدول العربية، بحسبان أن الوقت ليس ملائما، وحتى لا تكون إثارة الموضوع ورقة للمزايدة السياسية. تعلمون ان انتخابات تشريعية تجري في مصر خلال شهرين، وثمة دائرة انتخابية انشئت حديثا في حلايب... فما تعليقكم؟ - من المؤسف جدا أن يكون منهج الحكومة المصرية في حل مشكلة حلايب قائماً على سياسة فرض الأمر الواقع. وقضية الانتخابات في حلايب، نعتبرها امتدادا للعدوان المصري، ومحاولات التمصير التي تمثلت في تعزيز الوجود العسكري وإقصاء للوجود السوداني، استغلالا لظرف عدم تكافؤ القوى للاسباب المعلومة، خصوصاً وان السودان يخوض حربا لتأمين حدوده في جنوب البلاد، ويعاني من مظاهر الحصار الدولي عليه بسبب روحه التنموية المستقلة. هل يفكر السودان في تقديم شكاوى او اتخاذ اجراءات معينة؟ - السودان سيسعى بكل الحرص والجدية، اولا لمصالحة هذا الامر مع مصر، وفي سبيل ذلك سيظل متمسكا بكل ما يتيحه له القانون الدولي من قنوات ووسائل لحماية حقه سياسياً وقانونياً. هل أثرتم الموضوع في اجتماع مجلس الجامعة او في اطار اتصالات مصرية - سودانية؟ - كلا... لم يثر الامر في الجامعة، كما لم يثر مع مسؤولين مصريين حيث لم تنعقد في الاصل اية لقاءات للبحث في العلاقات الثنائية حتى الآن. ثمة توقع بأن تقدم اثيوبيا شكوى الى مجلس الامن، تتهم فيها السودان بالمساندة والتخطيط لعملية اغتيال الرئيس حسني مبارك على أرضها. ما هي خطتكم للتعامل مع هذا الموقف؟ - ليست هناك اسس موضوعية يمكن ان تنهض عليها شكوى اثيوبيا الى مجلس الامن، ولا حتى لجهاز فض النزاعات، لأنه لم ينشأ نزاع بين السودان واثيوبيا. فالسودان ملتزم الاتفاقية الموقعة بين البلدين بشأن تسليم المجرمين، بل ان السودان كان الطرف الذي نبّه الى وجود مثل هذه الاتفاقية. والأمر الثاني هو ان السودان اعلن انه ملتزم البحث عن المتهمين الذين يقال انهم دخلوا السودان، وتسليمهم عند القبض عليهم للسلطات الاثيوبية، والمشكلة التي واجهت السودان، في هذا الشأن، هي ان المعلومات التي قدمها الجانب الاثيوبي للمساعدة في القبض عليهم كانت شحيحة وفضفاضة وغير دقيقة، اضافة الى انها قدمت للسودان بعد انقضاء وقت طويل اكثر من شهر على وقوع الحادثة مما يعقد الأمر بالنسبة الى السلطات الامنية السودانية. وإن حدث، ما هي الاجراءات التي تزمعون اتخاذها في هذه الحالة؟ - عندئذ لكل حادث حديث. ونحن مطمئنون الى سلامة الموقف القانوني والسياسي بالنسبة الى السودان. يقال ان السودان مرشح لثورة "اكتوبر جديد"، فما تعليقكم؟ - نحن لا نمنع أحداً من ان يحلم ويبيع الوهم. لكننا مطمئنون الى أن الشارع السياسي في السودان بوعيه المعلوم لن يكون مشترياً لهذا الوهم.