أدى وضع صواريخ "بريشفي" الهندية الاستراتيجية القادرة على حمل رؤوس نووية في الخدمة ونصبها على طول الحدود الباكستانية - الهندية، الى تأزم العلاقات بين نيودلهي واسلام آباد، التي استأنفت برامجها الصاروخية المتطورة بعد ان كانت اوقفتها في ربيع 1991 بسبب الضغوط الاميركية. ويعتقد كثيرون بأن هذا السباق بين عدوتين تقليديتين في المنطقة خاضتا ثلاثة حروب مدمرة سيؤدي الى توترات جدية في المنطقة لا سيما ان الدولتين تملكان قدرات نووية. وعبّرت باكستان عن قلقها حيال نصب هذه الصواريخ على حدودها وقررت اخطار منظمة "نظام التحكم في تقنية الصواريخ" التي ستعقد اجتماعها المقبل في تشرين الأول اكتوبر في السويد. وكانت التجارب بدأت على الصاروخ في أوائل العام 1989 واختبر 12 مرة ويبلغ طوله 5،8 امتار ومداه 250 كلم ويحمل رؤوساً متفجرة بقوة 1000 كلغ. وحسب قول الجنرال جوشي قائد الجيش الهندي فإن هذا الصاروخ جعل اهدافاً جديدة سهلة المنال. وجاء نصب الصاروخ بعد أيام من اختتام زيارة رئيس الوزراء الهندي ناراسيما راو لواشنطن، كي لا تسبب له إحراجاً خصوصاً ان ادارة الرئيس كلينتون طلبت من الهند، عدم نصب هذه الصواريخ. لكن وزيراً باكستانياً وصف الطلب الاميركي بأنه يدخل "ضمن سياق المعايير المزدوجة لسياسة واشنطن". وبحوزة نيودلهي 75 صاروخاً من "بريشفي" خصصت 25 منها للقوات الجوية. وتنظر باكستان بقلق الى قدرة هذا الصاروخ على اصابة المدن الباكستانية الرئيسية باستثناء كويتا على الحدود الأفغانية - الإيرانية، لذا ترددت اخيراً معلومات عن نقل باكستان لقنابلها النووية من كاهوتا قرب اسلام آباد حيث مقر المشروع النووي الى كويتا لتكون بعيدة عن مجال الصواريخ الهندية. وكشفت مصادر في وزارة الدفاع الباكستانية عن نيتها في تطوير صواريخ "غزة 2" بالتعاون مع الصين، وكانت واشنطن احتجت سابقاً على هذا التعاون ما أدى الى تجميد المشروع بحجة الاستفادة من تقنية صواريخ ستينغر الاميركية التي زودت واشنطن بها المجاهدين الأفغان عن طريق اسلام آباد إبّان الغزو السوفياتي لأفغانستان، حيث تعهدت باكستان سابقاً بعدم تسريب تقنية هذه الصواريخ لأحد. وتمتلك باكستان صاروخ "حتف 1" الذي يصل مداه الى 70 ميلاً ويحمل رؤوساً متفجرة بزنة 1200 باوند، أما "حتف 2" فيصل مداه الى 180 ميلاً ويحمل رؤوساً متفجرة بزنة 1200 كلغ، لكن نظراً الى اتساع الرقعة الجغرافية الهندية لا تستطيع صواريخ باكستان ان تطال المراكز الحساسة في الهند. وتشير الزيادة في موازين الدفاع لكلا البلدين الى سباق تسلحي محموم، حيث ارتفعت موازنة الهند العسكرية من 94،5 مليار دولار للعام الماضي الى 4،7 مليار دولار للعام الحالي، اي بنسبة 20 في المئة، بينما تقدر مصادر باكستان الموازنة الهندية للدفاع بپ6،9 مليار دولار خلافاً لما تدعيه الهند.