أعلن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز امس الثلثاء ان الحكومة الهندية ستتخذ قراراً بشأن تطوير اسلحة نووية او التخلي عن ذلك، بعد مراجعة استراتيجيتها الدفاعية. ورأت مصادر عسكرية في باكستان ان الاعلان يهدف الى قطع الطريق على الضغوط التي ينوي المندوب الاميركي لدى الولاياتالمتحدة بيل ريتشاردسون ممارستها على نيودلهي لدفعها الى التخلي عن برنامجها النووي. وقال الوزير الهندي ان مجلساً جديداً للأمن سيتولى هذه المراجعة الاستراتيجية لكنه لم يحدد موعداً زمنياً لانجازها، مؤكداً ان بلاده لم تتخل عن سياستها ابقاء الخيارات مفتوحة وعدم التوقيع على اي تعهد بوقف تطوير الاسلحة النووية. وعلى رغم هذا الاعلان، توقعت مصادر عسكرية في اسلام اباد ان يمارس ريتشاردسون الذي يقود وفداً يضم 15 شخصاً من بينهم مساعد وزير الخارجية الاميركي كارل اندرفورث وصلوا الى نيودلهي امس ضغوطاً على باكستانوالهند لحملهما على تخفيف حدة التوتر ووقف سباق التسلح بينهما خصوصاً في مجال تطوير الصواريخ، وذلك بعد اطلاق باكستان صاروخ "غوري" الذي يصل مداه الى 1500 كلم ويحمل رأساً حربية زنتها 750 كلغ وهو قادر ايضاً على حمل رؤوس نووية. وكان هذا التطور جاء بعد اطلاق الهند صواريخ عدة بعيدة المدى الأمر الذي اعتبرته باكستان تهديداً لدول المنطقة. وأعربت المصادر الباكستانية عن اعتقادها ان صاروخ "غوري" قادر على ضرب كل المدن الهندية الرئيسية. وفي المقابل، قلل قائد القوات الجوية الهندي من اهمية صاروخ "غوري" مشيراً الى ان صاروخ "بريثفي" الهندي قادر على الرد وبعنف. إلا ان وزير الخارجية الباكستاني جوهر أيوب خان اكد ان الصاروخ الباكستاني لا يمكن اسقاطه وهو قادر على حماية الامن الباكستاني. ورأى مراقبون ان تحرك واشنطن يعكس عدم ارتياحها لفوز الحزب الهندوسي المتطرف في الانتخابات الاخيرة في الهند ووصوله الى السلطة هناك ما يعني حسب احد المحللين، ان "على واشنطن التعامل مع نتانياهو جديد في المنطقة"، خصوصاً ان الحزب الهندي مدفوع باحلام وايديولوجيات توسعية متطرفة. ورأى محللون ان الخطوات التي اتخذتها القيادة الهندية في اعقاب وصول أتال بيهاري فاجبايي الى رئاسة الوزراء في الهند من تشكيل مجلس الامن الهندي وإيلاء اهمية قصوى للجانب الامني، تهدد المنطقة بحرب رابعة بين البلدين اللذين خاضا ثلاثة حروب منذ استقلالهما عام 1947. كما لفت نظر المراقبين اعلان نيودلهيوموسكو افتتاح "خط هاتفي ساخن" بين فاجبايي والرئيس الروسي بوريس يلتسن وتأكيد الجانبين التزامهما اقامة رابط استراتيجي بينهما، ما يشكل انحيازاً من جانب الهند الى حليفها التقليدي روسيا وابتعاداً من الولاياتالمتحدة. لكن ذلك لا يعني في اي حال ان الموضوع النووي لا يشهد عقبات خصوصاً وان ثمة خلافات حادة في هذا الشأن بين شركاء الائتلاف الحكومي. ولا بد من الاشارة الى ان موسكو نددت على لسان الناطق باسم خارجيتها بسباق التسلح بين الهندوباكستان.