دخلت روسيا بواسطة الانذار الاطلسي، لفك الحصار الصربي عن ساراييفو، في لعبة التوازن الامني الذي يتشكل الآن فوق مساحة القارة الاوروبية، اضافة الى ان زيارة وزير الخارجية الروسي اندريه كوزيريف لمجموعة فيزيغراد نبهت الى الدور المفترض ان تلعبه روسيا في اي مبادرة نحو الاستقرار والأمن القاري. لكن هذا الانخراط الروسي المتدرج يتزامن مع توسيع لائحة البلدان في اوروبا الشرقية والوسطى والبلطيق والاتحاد السوفياتي سابقاً، للانخراط في مشروع "الشراكة من اجل السلام" الذي أطلقته القمة الاطلسية في بروكسيل في كانون الثاني يناير الماضي. آخر زائر لمقر الحلف الاطلسي لهذا الغرض هو الرئيس الالباني بيريشا. ومن المنتظر ان تستقبل بروكسيل الرئيس التشيكي فاكلاف هافيل. فيما تقدمت اكثر من عشرة بلدان حتى الآن بطلبات للانخراط. حتى ان دولاً عدة منها وقعت على وثائق التعاون في حالة نشوء ازمات محلية أو اقليمية تهدد مباشرة أمن هذا البلد أو ذاك. لكن في هذه الصيغة الجديدة لم يعد الحلف الاطلسي حزاماً امنياً بل مجالاً مفتوحاً، حتى لجمهورية روسيا، من اجل المساهمة في الامن القاري. بالطبع فان صيغة "الشراكة من اجل السلام"، لا تلزم نظام الدفاع الغربي بالتدخل في مواقع اللااستقرار في اوروبا الشرقية والوسطى، لكنها صيغة متقدمة جداً بالنسبة الى مؤتمر التعاون والامن الاوروبي، ويمكن في حال وجود ارادة سياسية ان تلعب دوراً فعالاً في احتواء النزاعات الاقليمية على المستوى الاوروبي، وتجنيها احياناً.