ابتداء من أول العام المقبل، من يخلف جاك ديلور على رأس المفوضية الأوروبية؟ هذا السؤال مطروح حالياً في بروكسيل. وفي كل يوم يبرز اسم جديد، يضاف الى لائحة الاسماء. المرشح الوحيد المعلن هو المفوّض السير ليون بريتان، المسؤول عن العلاقات الاقتصادية الخارجية، لكن مشكلته انه بريطاني. وعلى رغم قناعاته الأوروبية التي لم تعد موضع شك، بعد ان خاض باسم الاتحاد الأوروبي مفاوضات "دورة الاوروغواي" في اطار "الغات"، فإن لندن معفاة من التزامات رئيسية أقرّتها معاهدة ماستريخت، حول السياسة الاجتماعية، خصوصاً السياسة النقدية. ثم ان الموقف البريطاني الحالي، في تجميد مشروع التوسيع باتجاه النمسا والسويد وفنلندا والنروج، لا يخدم مصلحة بريتان. رئيس الوزراء الاسباني فيليبي غونزاليس، الذي طرح كبديل محتمل لديلور حتى الأسابيع الماضية، لم يعد في موقع الصدارة النسبي. ومشكلته انه اسباني أولاً واشتراكي ثانياً، وعملاً بالأعراف الأوروبية، بعد رئاسة ديلور، من المفترض ان يكون الرئيس المقبل للمفوضية من بلد شمالي وذا توجه سياسي ديموقراطي - مسيحي اذا أمكن. من هنا ورود ثلاثة أسماء الآن: رود لوبيرز وجان - لوك دوهان وويلفريد مارتنس. الأول هولندي والآخران بلجيكيان، ويبدو أن دوهان رئيس وزراء بلجيكا هو الأوفر حظاً حتى إشعار آخر، لأنه أثبت، أولاً، فعالية سياسية في ترؤسه الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الماضي، ويقال ثانياً انه مرشح الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران والمستشار الالماني هلموت كول. إلا أن مشكلته انه يترك فراغاً على المستوى البلجيكي الداخلي، خصوصاً ان الصيغة الاتحادية الجديدة بين مقاطعات الفلاندر والوالوني وبروكسيل تعاني من مشاكل تطبيق وتهدد دائماً بعودة الخلاف اللغوي بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية. ثم ماذا لو تعقّد الوضع السياسي للاتحاد الأوروبي أكثر من ذلك، وبالتالي جرى التمديد سنتين لجاك ديلور؟ بالطبع لم تقفل بعد لائحة الاسماء، وهناك من لا يستبعد عودة هانز - ديتريش غينشر الى الواجهة السياسية الأوروبية، انما من بروكسيل. ومهلة الانتظار لن تتجاوز مبدئياً ثلاثة أشهر، مع انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي، في أواخر حزيران يونيو المقبل.