دخل عنصر جديد في الصراع في كراتشي، فبعد ان كان صراعاً اثنياً عرقياً فحسب أصبح عرقياً وطائفياً، حيث عمدت مجموعات السنة متمثلة ب "جيش الصحابة" والشيعة ممثلة بتنظيم "الفقه الجعفري" الى مهاجمة بعضهم بعضاً، وثمة من يتهم الحكومة الباكستانية بدفع هذه التنظيمات الطائفية الى التناحر كي تنزع ورقة التفاوض الرئيسية في احداث كراتشي من حركة المهاجرين، الخصم الاساسي لحزب الشعب في الحياة السياسية في اقليم السند بشكل عام وعاصمته كراتشي بشكل خاص. وكانت الاشتباكات الدموية في مدينة كراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان بين مجموعات المهاجرين الذين لجأوا الى باكستان ابان الانفصال عن الهند عام 1947 وتمثلهم حركة المهاجرين القومية بزعامة ألطاف حسين ومجموعات السنود السكان الاصليين للبلاد وينتمي معظمهم لحزب الشعب الباكستاني الحاكم بزعامة رئيسة الوزراء بنازير بوتو الى سقوط ما لا يقل عن مئة قتيل لقوا حتفهم في صدامات الشهر الجاري بين الطوائف المتنازعة، الى جانب اصابة المئات بجراح والحاق خسائر مادية ضخمة بالمدينة الحيوية، اذ عمد معظم رجال الاعمال والتجار الى تهريب رؤوس أموالهم الى خارج البلاد تحسباً لاشتداد الأزمة. وتقول مصادر الشرطة بأن حصاد العنف في كراتشي خلال العام الحالي تجاوز 650 قتيلاً. وتعود خلفية الصراع بين المهاجرين والهنود الأصليين الى تحكم المهاجرين بالحياة الاقتصادية والتجارية للبلاد نظراً الى النشاط المعروف للمهاجرين على حساب السكان الاصليين في كل انحاء العالم. وكانت الاضطرابات التي اندلعت في أيار مايو الماضي وامتدت لعدة أيام خلفت ما لا يقل عن 23 قتيلاً و122 جريحاً بينهم ضابط وخمسة جنود الى جانب حملات المداهمة والاعتقال التي طاولت 300 من ناشطي حركة المهاجرين التي يقيم زعيمها في لندن بعد ان دين ب 80 حالة جرمية، وتطالبه الحكومة بالمثول امام المحكمة في الوقت الذي يرفض ذلك ما لم يصر الى تشكيل "محكمة عادلة ونزيهة". وتسعى حركة المهاجرين الى اثبات ذاتها من خلال هذه الصدامات حتى تقنع الحكومة بالعدول عن موقفها في محاكمة زعيم الحركة والسماح له بالعودة. ولم تجزم الاجهزة الامنية الباكستانية حتى الآن بوجود علاقة ما بين الحركة والاستخبارات الهندية التي عادة ما توجه اليها التهم في الاضطرابات الباكستانية، لكن ثمة تلميحات صدرت عن المسؤولين العسكريين الباكستانيين بهذا الصدد، أولها اتهام مسؤول عسكري باكستاني رفيع المستوى عام 1991 للحركة بالتعاون مع الاستخبارات الهندية.