تستعد "دار الهلال" القاهرية لإعادة اصدار روايات ثلاث سبق نشرها للكاتب الجزائري محمد ديب الفائز بجائزة الاكاديمية الفرنسية لهذا العام، وهي جائزة سبق ان فاز بها الأديب المصري ألبير قصيري عام 1990 وتقدر قيمتها المادية ب 400 ألف فرنك فرنسي. الروايات الثلاث هي "النول"، "الحريق" و"البيت الكبير" التي سبق نشرها في اوائل السبعينات. وهي ثلاثية تتحدث عن الحياة الخاصة لأسرة جزائرية قبل وإبان فترة الثورة الجزائرية المسلحة. يعتبر محمد ديب واحداً من اهم روائيي الرعيل الأول للادب الجزائري المعاصر المكتوب بالفرنسية. ومن هذا الجيل كاتب ياسين ومولود معمري ومولود فرعون... الذين سبق أن ترجمت اغلب أعمالهم الى اللغة العربية خاصة في مصر. ألقيت الاضواء على ديب وأقرانه بشكل محدد ابان مناهضة الاستعمار الفرنسي، وعندما تحقق الاستقلال عانوا من ترسبات الإرث الاستعماري وطغيان لغة المستعمر وثقافته. وسافر بعض هؤلاء الى فرنسا وأقاموا هناك وحصلوا على الجنسية، لكنّهم بقوا مرتبطين وجدانياً بوطنهم، وبقيت جذورهم الثقافية حاضرة في أدبهم، يبدو ذلك من المتخيّل الذي حدد ملامح كتابتهم، ومن القضايا التي عالجها هذا الجيل من أدباء الجزائر. وأغلب هؤلاء الأدباء ممن كتبوا بالفرنسية، أو قرّروا العودة الى اللغة الأم، يعيشون بين الجزائروفرنسا مثل رشيد بوجدرة والطاهر وطار ورشيد ميموني... إنهم ممثلو الأدب الجزائري الحديث، ولعل الخطر الاصولي يتهدد حياتهم أحياناً - لأسباب عدّة أكثر من الآخرين.