في اثنتين من أكبر الدراسات الوبائية العالمية حول دور فيتامين E في وقاية الإنسان من أمراض القلب والأوعية الدموية. قامت مجموعة من الباحثين في كلية الطب وكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، في الولاياتالمتحدة الأميركية بدراسة أكثر من 120 ألف رجل وامرأة من الاصحّاء الذين لم يسبق لهم الاصابة بأمراض القلب والذين تمت متابعتهم لمدة 4 سنوات للتأكد من تأثير وجبات الطعام الغنية بفيتامين 4 ومعوضاته في توفير الوقاية لهم من أمراض القلب. وقد أكدت نتائج الدراسة الأولى التي اشرف عليها الدكتور أريك ريم وشملت أكثر من 40 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و75 سنة يعملون في الحقل الطبي كبياطرة وأطباء أسنان وصيادلة ومداوين لأمراض العظام ومصححي البصر ومعالجي الأقدام، ان الرجال الأصحّاء الذين يتناولون كميات مرتفعة من فيتامين E في وجباتهم المدّعمة بمعوضات من هذا الفيتامين هم أقل إصابة بأمراض القلب بنسبة 40 في المئة من الأشخاص الذين يعتمدون على وجبات الطعام الفقيرة بهذا الفيتامين. وأن الرجال الذين تناولوا ما معدله 100 وحدة دولية من فيتامين E يومياً ولأكثر من سنتين حققوا أفضل النتائج الوقائية. بينما أكدت الدراسة الثانية التي اشرفت عليها الدكتورة ماير ستامغر وضمت أكثر من 80 ألف ممرضة تتراوح أعمارهن بين 43 و59 سنة، أن النساء في منتصف العمر اللاتي يتناولن كميات وفيرة من فيتامين E في وجباتهم وعن طريق المعوضات لفترة تتجاوز السنتين يعانين أقل من غيرهن من الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. ويعتقد الباحثون ان فيتامين E يمنع عملية تأكسد الكوليسترول السيء LDL - Cholesterol التي تؤدي عادة الى تصلب الشرايين والاصابة بأمراض القلب. نتائج جديدة تعتبر هذه النتائج الأولى من نوعها من حيث تأكيدها على ان تناول كميات مرتفعة من معوضات الفيتامين تخدم الصحة العامة وتوفر وقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك ينصح بعض الأخصائيين بضرورة التروي لحين ظهور نتائج لأبحاث دقيقة أخرى قبل المباشرة بتناول كميات كبيرة من فيتامين E. ويقول الدكتور كلود لانفانت مدير المعهد القومي لأمراض القلب والرئة والدم أنه لا يمكن للباحثين الذين قاموا بهاتين الدراستين ان يجزموا تماماً عما اذا كان فيتامين E هو المسؤول الوحيد عن هذا التأثير الوقائي او ان هنالك عوامل اخرى قد تكون لعبت دوراً ولم يتم اكتشافها بعد. يمتاز فيتامين E بصفات صحية عديدة جعلته واحداً من أهم الفيتامينات الوقائية والعلاجية المفيدة للإنسان في مختلف مراحل حياته. وعلى الرغم من أنه يولد مع الانسان، الا أن اجسادنا تعجز عن متابعة انتاجه مما يتطلب الحصول عليه من المواد الغذائية او المعوّضات الصناعية الصحية. أهم مصادره من أهم مصادره الغذائية الطبيعية، الزيوت النباتية وحبوب القمح والصويا ودقيق القمح والملفوف والسبانخ والخس والهندباء والسلق والبيض والفستق والنخالة. ومن المؤسف ان هذه المواد الغذائية تفقد جزءاً كبيراً من فيتامين E اثناء تعرضها لعملية الطبخ او بسبب تثليجها او تسخينها تحت حرارة مرتفعة. تتجلى وظائف هذا الفيتامين في قدرته على حماية خلايا الجسم من عمليات التأكسد الضارة الناتجة عن اتحاد الأوكسيجين مع عناصر ومواد أخرى، بحيث يحرك هذا الاتحاد عملية الهدم والتلاشي داخل الجسم، تماماً مثلما يحدث عندما تصاب المعادن بالصدأ ويتغير لون شرحات التفاح ليصبح بنياً بنتيجة التعرض للأوكسيجين. وتساعد خصائصه المضادة للتأكسد في المحافظة على الشباب وتأخير الشيخوخة وذلك بمحافظتها على نضارة الخلايا البشرية وعلى حيويتها ونشاطها. ويقوم فيتامين E بحماية الحوامض الأمينية وفيتامين A، ويزيد من مستوى الكوليسترول الجيد ذي البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة HDL-Cholesterol. هذا الاضافة الى قدرته على إصلاح الاضرار التي تصيب الجلد واعادة بنائه وذلك من خلال حث الجسم على توليد كميات كافية من صفائح الدم للمساعدة في عملية تجلط الدم وشفاء الجروح والحروق والنُدب. ويحافظ هذا الفيتامين على سلامة الدورة الدموية فيمنع المبالغة في عملية تجلط الدم ويضمن عدم تراكم الجلطات الدموية داخل الأوعية باذابتها وجعل طريق الدورة الدموية سالكة وخالية من العقبات، مما يؤمن الوقاية من أمراض تصلب الشرايين وجلطات القلب والدماغ. ومن مزاياه الأخرى قدرته على السيطرة على توازن كمية الذرات الحرة Free Radicals وهي من المنتوجات السامة لعملية التأكسد والتي تزداد غالباً عندما يتعرض الانسان للتلوث البيئي سواء كان مصدره الماء او الهواء او الطعام او الاشعاع. وفي هذا المجال يلعب فيتامين E دوراً مهماً جداً في الوقاية من أخطار هذه الذرات التي يعتقد العلماء والباحثون أنها قد تكون من العوامل المتسببة بالسرطان. ويزيد هذا الفيتامين من قدرة كريات الدم البيضاء على مقاومة الاخماج والجراثيم، فيساعد في الوقاية من أمراض عدة تتسبب بها. فيتامين وقائي وقد أدت الخصائص المذكورة المهمة لهذا الفيتامين الى كثرة استخدامه في المجالين الوقائي والعلاجي. ويزداد الاهتمام به في المجال الوقائي للعلاقة بين انخفاض مستوى فيتامين E وأمراض السرطان، وكذلك العلاقة بين انخفاض مستواه والاصابة بأمراض القلب. ويعتقد الخبراء المختصون بالتغذية أن متطلبات العصر وانتشار التلوث البيئي تفرض على الانسان تناول المزيد من هذا الفيتامين الذي لا يكفي تحصيله من الاغذية والوجبات العادية للطعام. وهنالك مجموعة من الناس تحتاجه بطريقة خاصة نظراً لظروفها المعيشية والعادات غير الصحية التي تتبعها. فالأشخاص الذين يتعرضون للضغوط المهنية والاجتماعية والنفسية معرضون لعملية التأكسد، والمدخنون معرضون للإصابة بأمراض الرئة، والرياضيون الذين يصرفون كميات كبيرة من الاوكسيجين معرضون لعملية التأكسد وأخطارها، والمصابون بمرض السكري معرضون لمشاكل في الدورة الدموية. والذين يأكلون كميات كبيرة من الشحوم معرضون لعملية التأسكد أيضاً ما لم يحصلون على فيتامين E لوقايتهم. ودواء علاجي وفي المجال العلاجي يستخدم الأطباء فيتامين E في علاج مرض فقر الدم الانحلالي عند الأطفال الخدج الذين يولدون قبل موعدهم، وفي الوقاية من أمراض الرئة المزمنة عند حديثي الولادة الذين يتعرضون للعلاج بالأوكسيجين. كما أنه يستخدم في شفاء الحروق والتشوهات الجلدية، وفي علاج تشنجات الساقين وحالات التليّف الكيسي الناتجة عن عجز الجسم على امتصاص الشحوم، ولتقوية قلة الاخصاب وتحسينها، وعلاج حالات التوتر والاضطراب والقلق التي تصيب النساء قبل موعد الدورة الشهرية، وعلاج جلطات الدماغ والقلب ومرض الدوالي والقرح الجلدية والندب والغنغرينا أو الموات وفقر الدم المنجلي وأوجاع الاعصاب والمفاصل ومرض تكيس وحوصلة الثدي. ويستخدم فيتامين E في منع حالات الاسقاط والاجهاض وفي تحسين نوعية خلايا سائل المني، وفي إعادة الحيض لمن تفتقده قبل أوانه، ولوقف الحكاك الشرجي والفرجي وعلاج حالات الجماع المؤلم. هذا بالاضافة لدوره في تخفيف آلام الولادة اذا اعطي للمرأة الحامل قبل وأثناء المخاض. ويؤكد الدكتور روبرت تنجردي، من جامعة كولورادو الأميركية، على نجاح فيتامين E في تقوية جهاز المناعة وحماية الجسم من الجراثيم والفيروسات والسموم. وفي اليابان يستخدم الأطباء فيتامين E في علاج التهاب الكبد لأنه يحمي الأنسجة الشحمية من عملية التأكسد الضارة، ويستخدموه ايضاً لرفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL-Choleserol في الجسم. ويلعب فيتامين E دوراً هاماً في حماية مادة الحمض النووي الوراثية DNA من التفسخ والانحلال الذي تسببه عملية التأكسد، ويوفر حماية للعيون من مرض السد او الماء الأزرق Cataract، ويقي الجسم من الاجهاد والضغوط النفسية والارهاق الشامل. اعراض النقص اما اعراض نقص الفيتامين E عند الأطفال فهي سرعة الهياج واحتباس السوائل داخل الانسجة والاصابة بفقر الدم الانحلالي. وعند الكبار تظهر أعراض الخمول والنوام وفقدان الحيوية والعجز عن التركيز الفكري وسرعة الهياج وانخفاض الرغبة الجنسية وارتخاء العضلات ووهنها. تعود أسباب نقص فيتامين E الى أمور عدة أهمها وجود خلل في عملية امتصاص الجسم للدهون، أو زيادة استهلاك الزيوت غير النباتية، أو زيادة استهلاك الاوكسيجين، والقيام بعمليات جراحية في المعدة والامعاء، والاصابة بأمراض اليرقان والتهاب الكبد او تليّفه. وكذلك الاصابة بمرض التليّف الكيسي. وتجدر الاشارة الى انه على الرغم من الفوائد العظيمة لهذا الفيتامين فان استهلاك كميات كبيرة جداً منه قبل استشارة الطبيب أمر غير محبذ. لأن الجسم لا يستطيع التخلص من الكميات الزائدة بل يختزنها في الانسجة الشحمية. ومن أعراض ارتفاع مستوى فيتامين E في الجسم، الغثيان والاسهال وضعف العضلات وارتفاع ضغط الدم واضطراب نبضات القلب.