يعرف الأطباء مرض تصلب الشرايين بأنه عبارة عن ترسب مواد دهنية وكلسية على الجدران الداخلية للأوعية الدموية بما يعمل على حدوث ضيق أو انسداد فيها خاصة في الشرايين، وتشيع الإصابة بالتصلب في شرايين القلب، الدماغ، الجهاز الهضمي، الكلية، الساق والحوض، كما أن مضاعفات الإصابة خطرة أهمها تجلطات الدم التي تسبب حدوث الانسداد وما يولده ذلك من قصور ونقص في أكسجين الدم الواصل إلى مناطق الجسم المختلفة. أما أسباب تصلب الشرايين هي التدخين مرض السكري ارتفاع الدم، ارتفاع الكوليسترول في الدم، قلة الحركة، الوراثة، السمنة والبدانة. إلا أن الثالوث الخطير المسبب للإصابة: التدخين، السكري وارتفاع ضغط الدم. وتختلف الأعراض بحسب موقع الشريان المصاب في الجسم، ومن الأعراض الشائعة: - تصلب الشريان السباتي (شريان الدماغ). - مشاكل في النطق والنظر وشلل العضلات. - تصلب الشريان التاجي. - تصلب الشريان الكلوي - تصلب في أورده الساقين. - تصلب شريان الجهاز الهضمي. - وتشير التقارير الطبية إلى أن ضيق الشريان السباني (شريان الدماغ) هو الأخطر وتبدو أعراضه بشلل مؤقت أو شلل دائم وإن كان المصاب بهذه الأعراض قد يعود إلى حالته الطبيعية. وغالباً يتم التشخيص إكلينيكياً من خلال الفحص السريري أو التشخيص من خلال السونار أو بالأشعة المقطعية أو المغناطيسية لشرايين الرقبة أو من خلال الأشعة الملونة للأوعية الدموية. ويعد تصلب الشرايين من أمراض التقدم في العمر الأكثر انتشاراً نتيجة للتراكم المستمر لترسبات الكوليسترول والدهنيات على الجدار الداخلي للشرايين ومن ثم تليفها وتكلسها وما يترتب على ذلك من ضيق في الشرايين وتروية أنسجة الجسم، بالإضافة إلى أن هذه التجلطات والتكلسات قد تنحل وتسبب انسداداً في الشرايين وتزداد مضاعفاته مع وجود ارتفاع في ضغط الدم. تتمثل أعراض تصلب الشرايين ببرودة الأطراف خاصة القدمين، أوجاع الطرفين السفليين عند المشي، جفاف الجلد ، سقوط الشعر، وهشاشة الأظافر، تقرحات وغرغرينة في الأصابع. أما في حالة تصلب الشرايين التاجية بالقلب فتكون الأعراض عبارة عن تعب شديد عند أبسط مجهود، الشعور بالضغط والثقل على الصدر، حدوث الذبحة الصدرية وأحياناً تنميل في الكتف الأيسر واليد اليمنى. ويشير الأطباء إلى أنه نتيجة لتكون الجلطات وانتقالها مع الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة ومن أخطرها وصول الجلطة للأعضاء الحيوية مثل الدماغ، الرئة أو القلب، كجلطة الشرايين التاجية في القلب. بداية الإصابة: يبدأ تصلب الشرايين على شكل تلف مجهري بسيط في طبقة جدار الشريان في مرحلة مبكرة من العمر الذي يتطور مع الوقت، ووجود عوامل الخطورة مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين والسكري والكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم. كما أن التاريخ العالي للمرض قد يعكس وجود جيني (وراثي) كما لا ننسى دور السمنة وقلة الحركة كعامل خطورة، وبتفاعل جدار الشريان والخلايا الدموية وتتجمع وتلتحم مع الدهون والكالسيوم والخلايا الميتة وتترسب على الجدار، وتدريجياً تحفز هذه الترسبات من نشاط الجهاز المناعي الذي بدوره ينشط خلايا الدم البيضاء لإصلاح الخلل وهو سيكون غطاء ليفياً للترسب وبنموه يقل تدفق الدم وتزداد نسبة انسداد الشريان، ومع مرور الوقت سيسبب قطع مرور الدم فيه، كما قد يتمزق أو ينحل الغطاء الليفي على شكل جلطات تسري مع الدم لتصل إلى الرئة. وإذا ما انسد الشريان وقطع إمداد الدم عن الخلايا قد يؤدي للوفاة. أما تصلب الأوعية الطرفية، فإن العرج من أهم أعراضه الذي ينشأ تدريجياً على مدى سنوات، حيث يبدأ بألم طفيف في الساقين أثناء ممارسة الرياضة مصحوباً بثقل في العضلات، وقد يشعر المريض بآلام في أصابع القدمين أثناء الراحة وفي مراحلها المتقدمة يصاحبها ظهور إصابة الغرغرينا في أحد أو كل الأصابع وقد تمتد إلى الساق. الجلطات الوريدية: تعتبر الجلطات الوريدية من الأمراض الخطيرة لمضاعفاتها التي تشمل الوفاة، وعند تكون جلطات الأوردة فإنها تتمركز عند صماماتها وعلى الرغم من قدرة الجسم الفسيولوجية على إذابة هذه الجلطات فإنها بذلك تذيب الطعام أيضاً وعليه يجب علاج الجلطة الوريدية بأسرع وقت لتفادي هذه الحالة التي يترتب عليها عودة الدم باتجاه الجاذبية وتكدسه في القدم والانتفاخ المزمن. لذا يمكن الوقاية منها ومنعها بسهولة عن طريق اكتشاف المعرضين لها قبل حدوث الجلطة وعلاجهم السريع. ومن أهم العوامل التي تسهم في تكوينها أمراض الدم والأوعية الدموية المسببة لزيادة كثافة الدم، الأورام الحميدة أو الخبيثة، تناول بعض الأدوية المسببة لزيادة كثافة الدم، ركود الدم في الساق لعدم الحركة لمدة طويلة. دراسات علمية: عدة دراسات طبية أجريت على الأفراد النشطين وغير النشطين ومدى تعرضهم لمرض تصلب الشرايين التاجية، حيث توصلت الدراسات الأولية إلى أن عدم ممارسة الرياضة أو قلة الحركة تزيد من فرص الإصابة، كذلك الوقاية المكتسبة من أسلوب نمط الحياة بأن يكون الإنسان نشطاً طوال حياته، كذلك توجد علاقة قوية بين مرض تصلب الشرايين التاجية وساعات النشاط. وتؤكد الأبحاث أن التدريب الرياضي قادر على زيادة كفاءة الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية) كما يخفض من طلب الأوكسجين القلبي بشكل عام. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن أعراض مرض تصلب الأوعية الدموية تتفاقم وتزداد حدتها أثناء فترات الضغوط النفسية. كذلك المصابون بالاكتئاب يتعرضون لأمراض الأوعية الدموية والأزمات القلبية بنسبة مرتفعة، إذ إن الاكتئاب يُعد من عوامل الخطر للإصابة بقصور القلب. الوقاية خير من العلاج: نصيحة يقدمها الأطباء ألا وهي (الوقاية خير من العلاج) وهذا يعني الاهتمام بالصحة والابتعاد عن مسببات الإصابة بتصلب الشرايين، فمن النصائح الذهبية التي يقدمها العلماء والتي يعتبرونها بمثابة وقاية هي: @ تجنب تناول الدهون الحيوانية وغيرها من الأحماض الدهنية المتحولة الضارة. - الإقلال من اللحوم المشوية والمقلية. - تناول 100وحدة دولية من فيتامين "ه" لأنه أقوى الدفاعات ضد التأكسد. - تناول الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين "ج" والمواد الغنية بحمض الكربوليك المضاد للأكسدة. - تناول الأطعمة المحتوية على الدهون أوميغا 3كالأسماك خاصة السردين، التونة والماكريل. - الإكثار من تناول الثوم لقدرتهِ على منع تأكسد البروتينات الدهنية ومنع تجلط الدم. - استخدام زيت الزيتون لدورهِ في منع تأكسد البروتينات الدهنية. - تناول الشاي لاحتوائه على مضادات الأكسدة. - الاعتدال في تناول الصوديوم، لما للملح من دور في ارتفاع ضغط الدم. - المحافظة على الوزن المثالي. - ممارسة الرياضة بانتظام - تجنب صفار البيض والكبد والسمن. كما يشير الأطباء إلى أن هناك عوامل يمكن التحكم بها: - ارتفاع نسب الدهون بالدم (الكوليسترول والدهون الثلاثية). - ارتفاع ضغط الدم. - السمنة. - التدخين. - الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والدهنية. - عدم ممارسة الرياضة أو المشي. - ارتفاع مستوى الحمض الأميني الهوموسيستين. إذ يمكن التحكم بهذه العوامل من خلال اتباع النظام الغذائي الصحي المكون من الخضروات والفاكهة ومنتجات الألبان المنزوعة الدسم والطيور والأسماك والإقلال من النشويات والسكريات والدهون.