جاءت محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء حسن الالفي التي تزامنت مع محاكمة اكثر من 500 من اعضاء "الجماعة الاسلامية" في خمس قضايا عرفت باسم "تنظيم طلائع الفتح الاسلامي" امام محكمة عسكرية لتوضح ان "الجهاد" عاد الى ممارسة نشاطه وارتكاب عمليات عنف، بعد فترة توقف برزت فيها "الجماعة" من خلال عمليات عدة في القاهرة والصعيد استهدفت ضرب السياحة واغتيال مسؤولين ورجال أمن. ويتزعم الدكتور ايمن الظواهري الذي يعيش حالياً في مدينة بيشاور الباكستانية جماعة "الجهاد" التي يعتبر اعضاؤها ان عبود الزمر الذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 40 عاماً في قضيتي اغتيال السادات وقلب نظام الحكم، "زعيم روحي" على رغم اعلان "الجماعة الاسلامية" ان الزمر عاد الى مجلس شورى "الجماعة" قبل 9 اشهر وقبل بالدكتور عمر عبدالرحمن اميراً ل "الجماعة". ويحرص المتهمون من "طلائع الفتح" على ترداد هتاف له مغزاه داخل اقفاص الاتهام لتأكيد ان "الجهاد" هو غير "الجماعة الاسلامية"، فهم يهتفون: "يا ظواهري يا عبود... جيش محمد سوف يعود. والمعروف ان الظواهري هو المتهم الرقم واحد في قضية "طلائع الفتح". ورد اعضاء "طلائع الفتح" على الحوار الذي نشرته "الوسط" مع اثنين من قادة "الجهاد" هما محمد مكاوي وعبدالحميد سلطان قبل اسبوعين وجاء فيه ان "طلائع الفتح" هو تنظيم منشق عن "الجهاد". ومن داخل قفص الاتهام نفى مجدي محمد سالم احد قادة "الطلائع" الذي يحاكم ضمن الجزء الاول من "التنظيم" امام المحكمة العسكرية ان تكون "طلائع الفتح" انشقت عن "الجهاد" وقال ل "الوسط": "ان هتافات المتهمين في القضية تؤكد ان الظواهري هو زعيم "جماعة الجهاد" وليس احداً غيره، وان "الجهاد" لم تعرف احداً باسم عبدالحميد سلطان لكي يتحدث عنها او عن نشاطها. اما محمد مكاوي فهو مجرد عضو انضم حديثاً قبل ان يذهب الى بيشاور، ولم تسند اليه اية مهام تنظيمية او حركية، في حين كان الظواهري من مؤسسي "الجهاد" وله دور بارز في الحركة الاسلامية منذ الستينات". وتناول سالم ايضاً الحديث الذي اجرته الزميلة "الحياة" مع ابو طلال القاسمي عن الدكتور ايمن الظواهري بهذه الطريقة. اذ ذكر القاسمي ان الظواهري اعتقل مع مجموعة اخرى من دون ان يكون لهؤلاء دور محدد في حركة الجماعات الدينية، ونتيجة لما تعرضوا له من تعذيب فانهم اسسوا بعد تبرئتهم في قضيتي اغتيال السادات ومحاولة قلب نظام الحكم تنظيماً حمل اسم "مجموعة الجهاد" ثم "جماعة الجهاد"، والامر الذي يعرفه القاسمي ولم يذكر هو ان "جماعة الجهاد" كانت قبل اغتيال السادات وانه حدث دمج بينها وبين "الجماعة الاسلامية" نتج عنه تنفيذ عملية المنصة. وختم سالم تصريحه بقوله: "من العجيب ان يذكر القاسمي ان مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" كان برئاسة كرم زهدي وعضوية محمد عبدالسلام فرج وآخرين، وان عبود الزمر انضم اليهم في فترة لاحقة. والحقيقة المؤكدة ان فرج كان امير "الجماعة الاسلامية". في حين كان الدكتور عمر عبدالرحمن زعيماً روحياً، اما الزمر فلم ينضم في وقت لاحق، كما ذكر القاسمي، ولكنه من المؤسسين بعد دمج "الجهاد" و"الجماعات الاسلامية"، ولم يكن مجرد عضو عادي. وتابع: "اما عن قصة الاخ عبود الزمر فان تعليقنا على ما ذكره القاسمي، بانه عاد الى مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" قبل تسعة اشهر هو ما يحدث في جلسات محاكمة المتهمين في قضية "طلائع الفتح". فهتافاتنا دائماً لعبود الزمر الذي نعتبره رمزاً لحركة "الجهاد"، والدليل على ذلك انه لم يصدر اي مخطوط عن الزمر يؤيد مزاعم ابو طلال، بل سبق ان اصدر عبود في كانون الاول ديسمبر الماضي بياناً نفى فيه مثل هذه المزاعم"، واضاف: "اياً كان الموقع الذين يحتله عبود فانه رمز لنا". وقال سالم ان الزمر اعد قبل نحو ثلاثة اعوام وثيقة تحت عنوان "ورقة عمل حول مشروع الجبهة الاسلامية" اقترح فيها التنسيق بين "الجماعات الاسلامية" ذات العقيدة الصحيحة وتكوين مجلس شورى عام يضمهما، وانه رأى ان هناك ثلاث جماعات يمكن دمجها في جماعة واحدة، وهي: "الجماعة الاسلامية" و"الجهاد" و"الاخوان المسلمون"، اضافة الى بعض علماء الدين، كالشيخ احمد المحلاوي وعبدالله السماوي وغيرهما، واضاف سالم ان التطورات والاحداث التي وقعت بعد ذلك، ومن بينها مقتل الدكتور علاء محي الدين المتحدث باسم "الجماعة الاسلامية" واغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق كانت سبباً في تنفيذ الفكرة، مشيراً الى ان جماعة "الاخوان المسلمون" لم ترد على عبود الزمر سلباً او ايجاباً. وتلقت "الوسط" بياناً بواسطة الفاكس بعنوان: "اهداف جماعة الجهاد"، لم يتضمن اية اشارة الى جهة الارسال وحمل توقيع "المكتب الاعلامي لجماعة الجهاد" جاء فيه: "كثر الحديث في الفترة الاخيرة وخاصة بعد الهجوم الذي قام به مجاهدو جماعة الجهاد ضد وزير الداخلية اللواء حسن الالفي، عن جماعتنا وطبيعتها واهدافها وعقيدتها، وهذه المسائل وان كنا فصلناها في اصداراتنا المختلفة الا اننا رأينا انه من المفيد ان ننشر موجزاً باهدافنا". وقال البيان "ان الدكتور ايمن الظواهري، امير الجماعة، حدد وسائل واهداف الجماعة" التي منها "اقامة دولة الاسلام... التي تعمل على نشر عقيدة التوحيد وتربية الامة تربية اسلامية بعيدة عن الخرافات والبدع وتحرير اراضي المسلمين ...".