أكد معاون وزير النفط السوري الدكتور نادر النابلسي ان سورية تركز كل جهودها لاحلال الغاز محل الوقود السائل في المؤسسات الانتاجية الرئيسية، وانها لا تنتج سوى 6 في المئة من الكهرباء اعتماداً على الغاز وتخطط لرفعها الى 70 في المئة. وقال في حديث اجرته معه "الوسط": "لكي نفكر بتصدير الغاز الى الخارج يجب ان يكون عندنا احتياط ثابت ومعقول لسنوات عديدة، لانه عندما نريد توقيع عقد مع اية دولة مستوردة نقيم انابيب الغاز للعمل خلال 24 ساعة لتزويد منشآتها الانتاجية التي تعتمد على استمرارية تدفق الغاز، لذلك يجب ان يكون العقد مستمراً وثابتاً وان أكون متأكداً من الاحتياط حتى يطمئن الزبون لوضع استثماراته، لذلك نحن ندرس الآن الاحتياطي من الغاز". وعن الانباء التي ذكرت ان تركيا عرضت على سورية نقل الغاز الى اوروبا عبر اراضيها، قال النابلسي: "هذا غير وارد لأننا نفكر بالداخل وبتأمين السوق المحلية من الغاز لأكبر فترة ممكنة وليس لفترة قصيرة. لا نستطيع تصدير الغاز من دون معرفة حاجتنا الاستراتيجية والدائمة من هذه المادة". واوضح النابلسي ان الحكومة السورية تقوم باحلال الغاز محل الوقود السائل "بشكل تدريجي، وفي بداية عام 1993 ستشهد قفزة نوعية حيث ستعمل محطات تشرين ومحردة وبانياس وجندر الكهربائية على الغاز بدلاً من الفيول، وفي نهاية 1996 سنشهد القفزة الثانية لاحلال الغاز في معمل اسمنت عدرا جنوبدمشق الذي يستهلك 350 الف طن من الفيول، وفي معمل الحديد في حماة ومصنع الاسمنت في طرطوس اللذين هما قيد الانشاء". واوضح انه على رغم عمل المصانع السورية على الغاز فانها "ستبقى جاهزة للعمل على الفيول في حالة توقف تدفق الغاز اليها". وعن اثر احلال الغاز محل الفيول في الاقتصاد السوري قال النابلسي انه "سيؤدي الى ريعية عالية، فكمية الفيول التي نوفرها من استخدام الغاز ستؤثر على تصديرنا من النفط، فالغاز المرافق للنفط بدلاً من حرقه نستخدمه في منشآتنا الصناعية، اضافة الى دوره في اقامة المصانع الجديدة وتشغيل الايدي العاملة". وفي ما يتعلق بكيفية نقل الغاز الى المصانع البعيدة عن ابار الغاز قال النابلسي: "يوجد الآن خطان لنقل الغاز، الاول من حقول جبيسة الهول، مرقدة، كبيبة في شمال شرقي سورية، الى محافظة حمص وسط البلاد تبلغ طاقته نحو بليوني متر مكعب يمكن رفعها الى ثلاثة بلايين متر مكعب بتركيب المضخات، ويبلغ طوله 475 كلم وقطر الانبوب 16 بوصة. الخط الثاني من حقول دير الزور في شرق سورية الى جنوبدمشق مرورا بتدمر في الوسط وتبلغ طاقته نحو 4 بلايين متر مكعب يمكن رفعها الى خمسة بلايين متر ويبلغ طول الانبوب 440 كلم وقطره 18 بوصة. واقمنا اخيراً خطاً فرعياً من قرب تدمر الى حمص ومحطة محردة، وندرس الجدوى الاقتصادية من اقامة خط ثالث من حقول المنطقة الوسطى الارك الى المنطقة الساحلية طرطوس وبانياس تقدر طاقته بنحو 6 بلايين متر مكعب وقطر الانبوب 22 بوصة". وحول اهم معامل الغاز الرئيسية في البلاد قال الدكتور نابلسي: "يوجد الآن ثلاثة مصانع رئيسية: الاول هو السويدية ويعالج 660 الف متر مكعب في اليوم ينتج منها 560 الف متر مكعب من الغاز النظيف و122 الف متر من الغاز المنزلي اضافة الى 60 طناً مخلفات و20 طناً كبريت. المصنع الثاني هو في حقول جبيسة وينتج 5،1 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يومياً و200 الف متر منه للاستخدام الداخلي ويتم ضخ 2،1 مليون متر مكعب يومياً الى معمل سماد الامونيا - يوريا في حمس، وينتج 70 طناً من الغاز المنزلي في اليوم، و40 طناً مكثفات و50 طناً من الكبريت. المصنع الثالث هو عمر في شمال شرقي سورية وتبلغ طاقته 5،4 مليون متر مكعب، ينتج 4 ملايين متر مكعب من الغاز النظيف في اليوم و350 طناً من الغاز المنزلي و4500 طن من المكثفات. وسينقل الغاز النظيف الى محطة تشرين الحرارية في جنوب العاصمة". وعن الهدف من "الندوة الاقليمية لتطوير واستغلال الغاز الطبيعي" التي نظمتها وزارة النفط السورية خلال الشهر الجاري بالتعاون مع اللجنتين الاقتصاديتين لغرب آسيا وأوروبا وبرنامج الاممالمتحدة الانمائي، قال النابلسي: "خلق الحوار وفتح المناقشات بين الجهات العاملة في مجال الغاز، من مسؤولين ومنتجين ومستهلكين وخبراء ولمناقشة اسعار الغاز العالمية والتكنولوجيا المطبقة في الصناعة الغازية والقروض المالية وستستفيد الحكومة السورية من النتائج التي وصل اليها المشاركون".