} يجري وزير النفط السوري محمد ماهر جمال محادثات في تركيا تهدف الى تعزيز التعاون في مجال صناعة النفط والغاز بين البلدين سيما وان سورية تشكل بوابة تركيا الى الدول العربية. تتجه سورية حالياً الى التركيز على صناعة الغاز كمحرك اساسي في الاقتصاد السوري بعدما تم اكتشاف احتياط غاز كبير في العامين الاخيرين يعادل نحو 35 في المئة من احتياط الغاز المكتشف على مدى الاعوام الماضية. وتعقد الحكومة آمالاً على استثماره محلياً والسعي الى تصديره الى دول الجوار. علماً ان احتياطي الغاز الطبيعي بلغ نحو 595.1 بليون متر مكعب مطلع عام 2000. وفي اطار سعيها لزيادة عملها وانتاجها من الغاز زار جمال اخيراً مشروع جمع الغاز المرافق من الحقول النفطية في دير الزور الذي تنفذه شركتا "كونوكو" الاميركية و"الف اكيتان" الفرنسية الذي سيُوضع في الاستثمار في تموز يونيو المقبل. واطلع على سير العمل في المشروع المتضمن استثمار كميات الغاز المرافق لانتاج النفط في منطقة دير الزور. ويُتوقع ان يؤمن المشروع في السنوات الاولى من بدء العمل فيه الحاجة المحلية من الغاز المنزلي في سورية التي يتم استيراد نحو 40 في المئة منها من الخارج سنوياً بقيمة خمسين مليون دولار اضافة الى ان المشروع سيساهم في ايقاف حرق الغاز. ويأمل القائمون على المشروع، الذي بلغت كلفته نحو 400 مليون دولار، ان يوفر دخلاً بقيمة 180 مليون دولار، على ان تقوم الشركتان الاميركية والفرنسية بإدارة المشروع وتشغيله خلال فترة استرداد مدتها اربع سنوات، ثم تسلمان المشروع للكوادر الوطنية. وركزت الحكومة السورية اخيراً، بعد اكتشاف احتياط كبير من الغاز على استثمار المكثفات الغازية الجديدة لاستخدامها في تنمية الحاجة المحلية واستعداداً للتصدير لبعض الدول المجاورة. وتم الاتفاق اخيراً على تزويد لبنان بنحو 3 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً لاستخدامه في محطتي توليد الطاقة الكهربائية في البداوي والزهراني اضافة الى امكانية تزويد تركيا بحاجتها من الغاز الطبيعي. ويصل انتاج سورية من الغاز حالياً الى نحو 13 مليون متر مكعب في اليوم. وقال جمال ان "الانتاج سيتزايد تدريجاً بادخال مشاريع جديدة في الانتاج مع تطوير الحقول المكتشفة ليصل الى نحو 24 مليون متر مكعب يومياً سنة 2005 تقريباًَ في حال تم تنفيذ المشاريع المقررة في مواعيدها". وكانت الفترة الاخيرة شهدت اكتشافات غازية مهمة في سورية في ثلاثة مواقع هي "شرق السلسة التدمرية" و"جبل البلعاس" و"منطقة ابو رباح"، اذ تم تجهيز الآبار واقامة محطات جمع الغاز في حقول ارك وضبيات والهيل بطاقة انتاجية بلغت 4.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، ونقله عبر خطوط الى محطات توليد الطاقة الكهربائية حسب الطلب اليومي وضمن التنسيق الاسبوعي ما بين الادارة العامة للشركة السورية للنفط وادارة مستثمري الغاز في وزارتي الكهرباء والصناعة. ومن بين المشاريع التي تم تنفيذها حتى الآن مشروع محطة غاز "حقل نجيب" التابع للمنطقة الوسطى، حيث زاد انتاج الغاز نحو 5،1 مليون متر مكعب في اليوم، و"محطة تخفيض الضغوط والقياس" وسيؤمن تزويد محطة الزارة الكهربائية بالغاز. كما يتم حالياً انجاز مشروع "ضاغط الريان" الذي سيؤمن مرونة في تزويد المستهلكين بالغاز من المصادر كافة. ومشروع بناء خط نقل الغاز من تدمر الى حلب بطول 235 كلم وبقطر 24 بوصة، سيتم المباشرة بتنفيذه قريباً وسيعمل على تزويد محطة كهرباء حلب بالغاز. وتستكمل حالياً اجراءات تنفيذ خط حمص - بانياس بطول 235 كلم وبقطر 24 بوصة لتأمين الغاز الى مستهلكي الساحل السوري وهي محطة توليد الطاقة في بانياس ومصفاة بانياس ومعمل اسمنت طرطوس. اضافة الى ذلك تم الاعلان للتعاقد مع شركة دراسات عالمية من اجل وضع التصاميم الاساسية للمنشآت السطحية اللازمة لتجميع ومعالجة ونقل الغاز، وهناك مفاوضات جارية مع بعض الشركات العالمية لتنفيذ هذا المشروع وتطوير هذه الحقول. وتسعى سورية الى احلال الغاز بدلا من الوقود السائل في المؤسسات الكبيرة لرفع الطاقة التصديرية من النفط، كما اقامت عدداً من خطوط نقل الغاز من المصانع الى المؤسسات الانتاجية في وسط البلاد وشرقها.