"تبيِّن هذه النتيجة الى اوروبا الغربية ما يمكن ان ينتظرها اذا لم تساهم في حل مشاكل اوروبا الشرقية والوسطى". هكذا علق المختصون في المفوضية الاوروبية في بروكسيل على نتيجة الاستطلاع الاول من نوعه، الذي اجرته المفوضية بالتعاون مع معهد غالوب البريطاني، لجس نبض الرأي العام في عشرة بلدان كانت تشكل جزءاً من الاتحاد السوفياتي او تدور في فلك الكرملين. الاستطلاع شمل عشرة آلاف شخص، وجرى في وقت واحد في تشيكوسلوفاكيا وبولونيا والمجر وبلغاريا ورومانيا والبانيا والجمهوريات البلطيقية والقسم الاوروبي من روسيا الواقع غرب الاورال. وكان من الطبيعي، كما اشارت دراسة المفوضية، ان تلجأ هذه الاخيرة على الرغم من ماكينتها الموصوفة بأنها "الأكثر فعالية في العالم"، الى خدمات معهد غالوب وخبرته التقنية من اجل استيعاب وتحليل المعلومات التي افاد بها هذا الاستطلاع. على ان الاسئلة التي وجهت الى هذه النماذج المختارة بالصدفة من الذين تزيد اعمارهم عن 15 سنة، تناولت من جهة نظرة الرأي العام في البلدان المعنية الى مشاكله والاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعصف بعالمه المتغير، ومن جهة ثانية نظرته الى الغرب الاوروبي وتحديداً الى المجموعة الاوروبية التي كانت تستعد يومذاك لإقرار معاهدة ماستريخت. التشاؤم، في اي حال، هو سيد الموقف، مع انطباع لدى الرأي العام في رومانيا والبانيا وبلغاريا، بأن الوضع المعيشي قد يتحسن هناك خلال عام 1992. الا ان رومانيا هي البلد الوحيد الذي افاد فيه الاستطلاع ان اكثرية نسبية من الرأي العام 48 مقابل 35 في المئة هي ضد الانخراط في اقتصاد السوق. وفي المقابل، افادت اكثرية في البلدان المعنية، مع اختلاف في النسب بالطبع، انها غير راضية بما فيه الكفاية عن تطور المسار الديموقراطي، لا بل ان اكثرية واضحة في روسيا 82 في المئة واستونيا 70 في المئة افادت ان حقوق الانسان غير محترمة في موسكو وتالين. غير ان هذه النسب تنقلب الى حد ما، عندما يتعلق موضوع السؤال بالمجموعة الاوروبية، لأن اكثرية تتراوح بين 50 و75 في المئة عبرت عن موقف ايجابي منها. لكن، في مقابل عجلة الرومانيين والبولونيين والمجريين للانخراط "الفوري" في عضوية اوروبا الپ12، هناك استعداد من قبل الآخرين جميعا للانتظار ... خمس سنوات. بانتظار ذلك، افادت نسبة قدرتها الدراسة بنحو 13 مليون شخص عن نيتها بالهجرة الى الغرب الاوروبي و"نواته المركزية"، اي مجموعة الپ12.