في إقبال على تعلم فن اشتهرت به المرأة العسيرية منذ زمن بعيد من خلال استخدام الألوان في النقش على الجدران والأثاث والأواني الفخارية وتزيين الديكور وغيرها، شاركت أكثر من 36 متدربة في ورشة القط والنقش العسيري، التي نظمتها اللجنة النسائية لجمعية الثقافة والفنون في فرع مدينة أبها. وأوضحت مقررة اللجنة النسائية إيمان عسيري أن الورشة عرفت بمفردات القط والنقش العسيري ومكوناته، مثل المربعات التي يطلق عليها مسمى ختمة والمثلثات وهي البنات والبعض يسميها محاريب والبلسنة والأمشاط والحظية، ومن الأسفل ما يسمى بمثالث والتقطيع العُمري، بينما ذكرت المدربة فاطمة الألمعي أن التدريب اشتمل على محاضرة تعريفية، وعرض مرئي عن فن القط والتلوين، وقالت:"فوجئت بالإقبال الكبير من صغيرات السن وأعمار من سن الابتدائية والمتوسطة والجامعيات وسيدات أعمال وكبيرات في السن على هذه الدورة، وقد بدأنا باللوحات وتخطيطها بالأسود والألوان المعتمدة في القط الأسود والأبيض والأخضر الأزرق والأحمر والبرتقالي والأصفر". وأضافت:"وقد عرفت المرأة في عسير بممارسة القط واستغلال ألوان الطبيعة في هذا الفن فكانت تستخرج اللون الأسود من الفحم والصمغ والأخضر من البرسيم والألوان الأخرى من الطبيعة ومن الطلح الأبيض ومن الرماد، وكانت المرأة في عسير تزين بيتها بالقط حتى الفقراء من أهالي عسير كانوا يزينون منازلهم بالألوان المميزة لهذا الفن"، لافتة إلى أن الهدف من البرنامج هو تعريف المتدربات بهذا الفن ومكوناته وطريقة القط واستخداماته في الرسم على الجدار والمناظر والكراسي وقطع الأثاث والأواني الفخارية والرسم على الطاولات"التختات"واللوحات والجدران والاستخدامات في جماليات الديكور، للحفاظ على هذا الفن والموروث الذي يعبر عن حضارة المنطقة. وأشارت المدربة نورة عبثان إلى أن هذه الورشة هي استكمال للورشة السابقة التي تؤكد حرص المرأة العسيرية على معرفة تراثها وموروثها الشعبي وتعلمه من مصادر موثوقة، وقالت:"لقد أذهلتني الفتاة العسيرية في بحثها عن هذا العلم ورغبتها في تعلمه والدليل على ذلك الإقبال الكبير التي تشهده هذه الدورات، التي تحتاج إلى دقة متناهية في العمل وإلى الصبر". وأضافت:"النقش العسيري يعرف بالقط، وأن رائدتي هذا الفن هما فاطمة أبوقحاص وشريفة أحمد ومنهما اكتسبنا هذا الفن وتعلمناه ونشرناه في عسير ونفذناه في منازلنا، فهو عبارة عن مربعات ويسمى بالختام ثم مثلثات وتسمى بنات والبعض يسميها بالمثلثات، وبينها الأباشي وبلسنة وهي المربع والمستطيل وحضية ومحاريب"، موضحة أن تلك المسميات هي مفردات النقش، وأنه بعد تنفيذ تلك الرسمة يبدأ بعدها رسم اللون الأسود ثم تدخل الألوان في مفردات النقش، والألوان هي"الأحمر والأزرق والأخضر والبرتقالي والأبيض والأصفر"، وعندما تكتمل اللوحة تتم الإعادة عليها باللون الأسود للتحسين. وذكرت إحدى المتدربات جميلة العلكمي أنها شاركت للمرة الثانية في ورشة القط، وأنها أحبت أن تتعلم تراث الأجداد وان تطبقه على لوحات وقطع الأثاث، لافتة إلى أن المتدربات أبدعن في ابتكار وإدخال ألوان جديدة على القط، وأنهن ابتدعن مقاسات هندسية وأفكاراً جديدة في تطبيق هذا الفن ليتم الاستفادة منه في الديكور المنزلي الحديث. من جهته، أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في أبها أحمد عسيري أن الجمعية تحرص على تدعيم جهودها في الحفاظ على التراث من خلال تقديم هذه الورش المميزة التي تظهر القديم والموروث بطابع حضاري يمكن الاستفادة منه، مشيراً إلى أن الجمعية تقيم الكثير من الورش التي تستحضر التراث وتطوره، وانه سيكون هناك معرض ختامي للقط نهاية هذا الشهر يضم إبداعات المشاركات في ورش العمل.