توصلت دراسة حديثة لمختبر الجودة في أمانة الأحساء إلى أهمية استخدام ركام حصى الخرسانة بأحجام صغيرة، ونسبة عالية لكمية الأسمنت مع ثبات نسبة الماء إلى الأسمنت، بهدف إسقاط الإجهادات وتركيزها على العجينة الأسمنتية بدلاً من الركام، وصولاً إلى إنتاج خرسانة كثيفة وقليلة المسامية وعديمة النفاذية ذات ديمومة عالية. وأشار مدير الإدارة العامة للدراسات والتصاميم مشرف مختبرات الجودة في أمانة الأحساء المهندس نبيه الشعيبي إلى أنه لوحظ في الدراسة تحسّن درجة تشغيل الخرسانة والتي تعتبر من أهم المعايير في تصميم الخرسانة للمناطق الحارة تجنباً لجفاف الخليط الخرساني، إضافة إلى سهولة التعامل معه بعد صبه في القوالب. وأوضح الشعيبي أن الدراسة المنفّذة بعنوان"أساليب التعامل مع الركام الرديء لتحسين خواص الخرسانة"، ركزت في مضمونها على أساليب التعامل مع ركام الخرسانة إذا كانت خواصه الفنية رديئة من حيث القوة والتحمل ودرجة امتصاصه للمياه، ووجود طبقة من الغبار على سطحه، ومثل هذا النوع من الركام هو السائد في الركام المستخرج من محاجر المنطقة الشرقية في المملكة. وأضاف:"من أهم محاور تلك الدراسة تحسين خواص الخرسانة الطرية، من خلال رفع كفاءة التشغيل المتمثلة في سهولة الخلط والنقل والصب في درجات الحرارة العالية، إضافة إلى رفع قوة ومتانة الخرسانة المتصلبة بإنتاج خرسانة كثيفة قليلة المسامية ذات ديمومة عالية لمقاومة الظروف البيئية المختلفة، وفي الوقت نفسه فإن من أهم ما يميز هذه الدراسة فتح آفاق جديدة للتعامل مع الركام الرديء بصورة ونظرة إيجابية، من دون الحاجة لاستجلاب ركام من خارج البيئة المحلية". وأضاف المهندس الشعيبي:"يشغل الركام ما يزيد على 75 في المئة من الخلطة الخرسانية، ما يوضح أهميته كعامل رئيسي في التحكم بنتائج الخرسانة المنتجة، وفي المناطق الحارة تبرز الحاجة لإنتاج خرسانة لينة يمكن التعامل معها بسهولة، فإذا ما اقترن الركام الرديء ودرجة حرارة الجو العالية من دون أخذ أي احتياطات أو تدابير مسبقة فإن الخرسانة المنتجة تصبح ذات مواصفات متدنية، وذلك قد يؤدي إلى إحداث فشل في المنشأة أو في بعض أجزائها".