كشف خبير في مجال الأبنية الخضراء أن دول مجلس التعاون الخليجي تخسر نحو 200 بليون ريال سنوياً، بسبب مشكلات كبيرة وتدهور في المباني والخرسانة المسلحة. وقال الاستشاري عضو مجلس إدارة المجلس السعودي للأبنية الخضراء الدكتور محمد تاج الدين الحاج حسين إن من أهم أسباب تآكل وتدهور الخرسانة استخدام الأسمنت البورتلاندي العادي فقط المقاوم للكبريتات من دون أية إضافات من أسمنت البوزلان، مشيراً إلى أن إضافة البوزلان تقلل من استخدام الموارد الطبيعية المستخدمة في صناعة الأسمنت، وتُحسن من الخواص الكيماوية والفيزيائية للخرسانة الخضراء. وأضاف الحاج حسين في تصريح أمس أن استخدام البوزلان يقلل من المسامية والنفاذية، ويزيد من الترابط والتماسك بين جزيئات المواد المكونة للخرسانة، ما يمنع دخول الأحماض وأملاح الكبريتات والكلورايد والكربون للخرسانة الخضراء، ما يقلل من الصيانة ويزيد من العمر الافتراضي للمبنى. وتابع: «بعد بحث استغرق أعواماً عدة، توصلت إلى أن من أسباب ديمومة الخرسانة في المباني الرومانية، التي دامت أكثر من 2000 عام، استخدام الخرسانة الرومانية في جميع البلدان التابعة للإمبراطورية الرومانية، إذ وجد المهندس المعماري فيتزوف في القرن الأول الميلادي أن أفضل خلطة للخرسانة الرومانية تكمن في خلط 66 في المئة من بودرة البراكين الطبيعية مع نحو 33 في المئة من الحجر الجيري المطحون وإضافة الماء». وأكد أن هده الخلطة طبقت في جميع المشاريع الرومانية، إذ أرسل الإمبراطور الروماني وقتها أكثر من مليون جندي للمساعدة في بناء مشاريع ومعابد ومباني وحدائق رومانية في أنحاء بلدان الإمبراطورية الرومانية، كما أرسل السفن التي تحمل أطناناً من بودرة بركان قرب مدينة بوزولي بمقاطعة نابولي في إيطاليا. وأشار إلى أنه قام بجولة على مدن كاليفورنيا في عامي 2009 و2011، ووجد أن المباني الخضراء في ولاية كاليفورنيا وغيرها من الولايات في أميركا الشمالية تحتوي على الخرسانة الخضراء بنسبة 50 إلى 70 في المئة، وأن استخدام البوزلان المحلي زاد من النقاط الخضراء للأبنية هناك، كما أن الخرسانة الخضراء تشبه في تركيبها الخرسانة العادية من ناحية المواد مثل الرمل والحصى والماء والأسمنت، ولكنها تمتاز عنها باستبدال جزء من الأسمنت بالبوزلان بنسب تراوح بين 20 و 85 في المئة بحسب المواصفات المطلوبة في المبنى والعمر الافتراضي للمشروع. وشدد على أنه «كلما زادت نسبة البوزلان في الخرسانة كلما زاد العمر الافتراضي للخرسانة، إذ إن استخدام الخرسانة الخضراء مهم لبيئتنا المستدامة». وأشار عضو مجلس إدارة المجلس السعودي للأبنية الخضراء إلى أن مصانع الأسمنت في السعودية والعالم تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة بنسبة 7 في المئة، مؤكداً أن هذه النسبة أكبر من الانبعاثات الصادرة عن استخدام وسائل النقل من القطارات والسيارات والشاحنات والسفن الحربية والطائرات. وزاد: «ثبت علمياً أن إنتاج طن من الأسمنت يتسبب في انبعاث 1,5 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة بالجهاز العصبي والتنفسي، إضافة إلى زيادة عالية في أمراض الربو وسرطان الرئة وغيرها، مع تدمير وتلويث مصادر الماء والهواء والتربة المحيطة بمصانع الأسمنت. ولفت الحاج حسين إلى أنه «يوجد في السعودية حالياً 17 مصنع أسمنت تنتج نحو 60 مليون طن من الأسمنت سنوياً، ويصدر عنها قرابة 85 مليون طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون»، مؤكداً أن فكر الباحثين في العالم ودعاة البيئة اتجه إلى عمل خرسانة خضراء بدلاً من الخرسانة العادية لحماية البيئة والصحة العامة.