إذا قدر له اللعب لنادي برشلونة الإسباني الموسم المقبل، فسيكون صخرة دفاع المنتخب الجزائري مجيد بوقرة، أو"الماجيك"كما يلقبه مشجعو غلاسكو، أول جزائري وعربي يلعب لأفضل ناد في العالم، إنه شرف لا يدعيه، لكنه يؤكد علو كعب الكرة الجزائرية وقدرة نجومها على اللعب مع"الكبار". قبل ست سنوات، في حزيران يونيو من عام 2004 انضم بوقرة للمنتخب الجزائري وخاض أولى مبارياته أمام منتخب زيمبابوي، وأحرز أول أهدافه مع"الخضر"أمام منتخب جزر الرأس الأخضر في عام 2007 وتعادل المنتخبان بهدفين لكلاهما، إلا أن وجود اللاعب مع المنتخب الأول مر كعدمه، ولم يعره الجزائريون وقتها إلا قليل منهم، أي اهتمام وذهب ضحية انحسار الكرة الجزائرية وتراجع بريقها قارياً، وقتها كان اللاعب مجرد رقم عادي في معادلة فريق ال"غونيون"من دوري الدرجة الثانية الفرنسي، قبل أن يتأكد أن"تغيير الأجواء"يمكن أن يفيده كروياً ومادياً، وبدأ له أن"الأجواء الإنكليزية تلائمه أكثر"على حد تعبير جمال بلماضي نجم المنتخب الجزائري السابق، فانطلق على سبيل الإعارة في عام 2006 إلى نادي"كروي ألكسندرا"الإنكليزي ليلفت في ظرف وجيز انتباه كشافة الأندية الإنكليزية، فسارعت تطلب خدماته ولم يظفر به في الأخير سوى نادي شفيليد وينزداي الذي لعب له لموسمين كاملين قبل أن ينضم في عام 2008 إلى نادي غلاسكو رانجرس الذي أحرز معه ثنائية تاريخية بطولة الدوري والكأس المحليتين 2009. ويعتقد المتتبعون أن القوة البدنية الهائلة للاعب الجزائري 1.90م و 88 كلغ ساعدته كثيراً على التأقلم مع اجواء البطولتين الإنكليزية والأسكتلندية وفرض نفسه فيهما، إلى درجة تحول إلى محبوب جماهير"غلاسكو"التي اختارته الموسم الماضي، أفضل لاعب في الفريق، ليس ذلك فحسب، بل إن قدرة بوقرة "27"سنة في استخلاص الكرة من أقدام المدافعين بشكل سلس وسهل وميولاته الهجومية من دون الإخلال بالوظيفة الدفاعية من خلال مساهمته، في غالبية الأوقات في إحراز أهداف مع نادي غلاسكو والمنتخب الجزائري 4 أهداف في 37 مشاركة دولية جعلت أعين غوارديولا، مدرب برشلونة تميل نحوه بإعجاب كبير إلى حدالرغبة بانتدابه الموسم المقبل، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية إسبانية وإنكليزية أخيراً، ولعل ما لفت المتتبعين أكثر وجعلهم يشيدون بمستواه الرفيع أداؤه المميز في مباراة ربع نهائي البطولة الأفريقية أمام المنتخب الإيفواري ونجاحه بإحراز التعادل هدفين لهدفين في الوقت بدل الضائع برأسية قبل أن يسهم في فوز الجزائر في الوقت الإضافي بثلاثة اهداف لهدفين. وذكرت التقارير أن مدرب برشلونة يكون أوفد مبعوثين عنه إلى أنغولا التي أقيمت أخيراً على أراضيها البطولة الأفريقية، لمعاينة المدافع الجزائري القوي، وقدما، بحسب المصادر ذاتها، تقريراً في مصلحة بوقرة الذي اختير ضمن التشكيلة المثالية لمنتخب الدورة، ليس ذلك فحسب، بل إن التصريحات التي أطلقها بعض ركائز أفضل ناد في العالم حالياً تشفع للمدافع الجزائري قد تشفع له بالانتقال الصيف المقبل للنادي الكاتلاني، إذ أوردت أخيراً وسائل إعلام إسبانية عن تشافي، نجم برشلونة، قوله:"لقد شاهدت بعض مباريات البطولة الأفريقية للأمم، وقد تفاجأت بالمستوى الذي أظهره بلحاج نادي بورتسموث وبوقرة، إنهما يطبقان الأسلوب نفسه الذي نطبقه مع بيب غوارديولا". لكن بوقرة، الذي سيكون اسعد جزائري الصيف المقبل في حال انتهت الصفقة كما يريدها ومن ورائه ملايين الجزائريين والعرب، يرفض استباق الأحداث، ويؤكد أنه"لا شيء وصله لحد الآن"، ويتابع:"حالياً أركز على عملي مع غلاسكو، وبعد المونديال سيكون حديثاً آخر، ولا أدري ماذا سيكون وقتها، أعلم أن الأمر سيكون مفيداً في حال واصلت على هذا المنوال، والمهم أنني اليوم مع غلاسكو وأريد أن أحرز معه مجدداً لقب الدوري". وفضلاً عن نجم برشلونة، فإن كثيراً من الجزائريين يعتقدون أن صخرة الدفاع الجزائري يمتلك من القدرة البدنية والمهارة الفنية ما يجعله يحمل ألوان النادي الإسباني الكبير، إذ أكد المدرب والنجم الأسبق للمنتخب الجزائري رابح ماجر أن"بوقرة وحسان يبدة لاعب بورتسموث هما الجزائريان الوحيدان القادران على اللعب لأكبر الأندية العالمية خصوصاً برشلونة". وأضاف:"بوقرة لاعب جيد، وقد تطور أداؤه كثيراً إذ أظهر ذلك خلال الموسم الحالي، انه يدافع بشكل جيد، ويسهم بإحراز أهداف تكون أحياناً حاسمة، واعتقد أنه الجزائري الوحيد، برفقة حسان يبدة، القادر على اللعب لأكبر الأندية العالمية. أعرف أنه سيجد صعوبات في ظل وجود بويول وميليتو، لكنني واثق من أنه سينجح. أتمنى له كل التوفيق". في حين اعتبر جمال بلماضي، نجم المنتخب الجزائري في 2004، أن"بوقرة يملك من القدرات البدنية والذهنية ما يسمح له بالنجاح بالدوري الإسباني". وزاد:"إنه لاعب ذكي ينتقل من مرحلة إلى مرحلة. من الدرجة الثانية الفرنسية إلى الدرجة الثانية ثم الدرجة الأولى الإنكليزية، واخيراً الدرجة الأولى الأسكتلندية". وشدد زميله السابق بالمنتخب مهدي مينيري أن"بوقرة قادر على اللعب مع برشلونة على رغم صعوبة المهمة في البداية"، وأوضح قائلاً:"بوقرة لعبت إلى جانبه مع المنتخب وأعرف جيداً قدراته الفنية والبدنية. إنه قادر على اللعب لأي فريق في العالم خصوصاً بعد المستوى الرائع الذي كشف عنه في الأمم الأفريقية الأخيرة، صحيح أنه سيلقى بعض المعوقات في بادئ الأمر، لكنني واثق من نجاحه. وقد راهن الكثيرون على فشله أول الأمر عندما التحق بنادي غلاسكو، لكنه اليوم نجم الفريق الأول بلا منازع".