بعد الخروج المرير من كأس العالم 2010 كتب كثير عن أسباب الهبوط لمستوى الكرة السعودية في عدد من المقالات والأطروحات الإعلامية من رياضيين سابقين أو نقاد أو من المعاصرين للكرة السعودية والذين عملوا فعلياً داخل الأروقة الرياضية، وحمل فيها الاتحاد السعودي لكرة القدم النصيب الأعظم فبعض التحليلات تجدها صحيحة وواقعية والبعض منها تصفية حسابات ومنها المبالغ فيها. ولكن يجب علينا ألا نغفل أن هناك أطرافاً أخرى تشارك في هذا الهبوط العام في المستوى منها الآتي: أولاً: الأندية الرياضية 1-حرصت إدارات الأندية في الآونة الأخيرة التسابق ببناء المعسكرات ذات الخمسة نجوم وبناء مقر الإدارات الفخمة وتشييد المتاحف التي تحفظ الانجازات التاريخية للأندية، ولكنها أغفلت حال الملاعب في بعض الأندية والتي يشكو منها المدربون لسوء أرضيتها لأن الفريق الأول لا يملك إلا ملعباً واحداً تُجرى عليه التمارين اللياقية والفنية والمباريات الودية خلاف المباريات الرسمية على مستوى الفئات السنية مما يؤدي إلى تلف تلك الملاعب مما يسبب الإصابات المختلفة للاعبين. وكذلك ملاعب الفئات السنية الذي يتدرب عليها المئات في اليوم الواحد وملاعب ما يسمى بمدارس الأندية الصغيرة المساحة والتي لا تتجاوز 60 متراً مربعاً، ويتدرب فيها عدد كبير من اللاعبين مما يجعل التدريب مضيعة للوقت. 2- مستوى الأجهزة الفنية والطبية العاملة في الفئات السنية في بعض الأندية من حيث الكفاءة والخبرة فتجد النادي يحضر مدرباً أجنبياً بسعر قليل، وذلك للشح المادي الموجود لأن جميع الموارد المالية والدعم الشرفي يذهب للفريق الأول، ويكون صاحب تجربة قليلة مما يؤدي إلى عدم صقل المواهب بشكل علمي من الناحية الفنية والبدنية فيصل اللاعب إلى الفريق الأول، وهو ينقصه الشيء الكثير وكأن التطوير يبدأ من رأس الهرم وليس من القاعدة. 3- اهتمت بعض إدارات الأندية بنقل المنافسة من أرض الملعب لخارجه من حيث المزايدة على أسعار اللاعبين ليس الحاجة لهذا اللاعب بقدر ما هو إضعاف للنادي المنافس أو استنزاف قدراته المادية من دون النظر لمصلحة الكرة السعودية التي يتشدق بها البعض. 4- جلبُ عدد من اللاعبين الأجانب، وهم ذو المستوى المرتفع مادياً العادي فنياً والذي أرهق موازنات الأندية على حساب اللاعبين الموهوبين المحليين لأن بعض الإدارات تبحث عن الانجازات التي تدوّن لهم في فترة وجودهم من دون النظر للنتائج المستقبلية للنادي. ثانيا: اللاعبون: بعد ما أصبح البعض من اللاعبين أصحاب رؤوس أموال من العقود الكبيرة التي منحت لهم تقديراً لموهبتهم شغلهم ذلك عن الاهتمام بتطوير مستواهم الفني من جراء الاهتمام بمشاريعهم الخارجية والتي يجب أن يوضع لها شخص متخصص لذلك، ويفرغ اللاعبون وقتهم وذهنهم لتطوير قدراتهم الفنية والبعض الآخر تفرغ لتغيير نمط حياته من حيث الاهتمام بتغيير نوع سيارته من فترة لأخرى وشكله وملابسه فصرف اهتماماته لأشياء غير مرتبطة بمهنته الأساسية والبعض الآخر الذي لا يملك إلا القليل اهتم بالبحث عن مورد آخر كي يساعده على مجابهة الحياة مما أثر في عطاء اللاعبين ونزول مستواهم. كذلك عدم الاهتمام بمواعيد النوم والتغذية فتجد بعض اللاعبين المحترفين يسهر حتى ساعات الصباح الأولى ويخلد للنوم حتى ما قبل التدريب بساعتين ويأتي للتدريب من دون طاقة لعدم تناول الوجبات وبخمول كبير وتعب من عدم النوم باكراً كذلك اهتمام البعض بما يكتب عنهم في الإعلام والتأثر به سواء سلباً أو إيجاباً مما يؤدي إلى عدم التركيز وهبوط المستوى، خصوصاً إذا كان اللاعب ليس لديه القدرة على التعامل مع الإعلام. ثالثا: الإعلام الرياضي: الإعلام الرياضي هو جزء لا يتجزأ من النجاحات أو الإخفاقات التي تحققت وذلك لدوره الكبير والمهم فالإعلام الرياضي له دور كبير في إصلاح واكتشاف مكامن الخلل اذا كان النقد بطريقة هادفة وموضوعية وبعيدة عن المصالح وتصفية الحسابات، فنجد الإعلام انقسم لعدة أقسام إعلام نزيه يبحث عن المصلحة العامة، وإعلام يلعب على مشاعر الجماهير الرياضية، ويكتب بلسانها لكسب شعبية تلك الجماهير واعلام متعصب لا يهمه إلا مصلحة ناديه فقط، والقسم الأخير تفرغ للتطبيل والتلميع لبعض الرؤساء والأثرياء بحثاً عن مصلحته الخاصة. [email protected]