هذا التاريخ ليس تاريخاً لنهاية الكرة السعودية، وإنما بداية عمل كبير لمستقبل مشرق لكرتنا، وللعودة إلى الأمجاد التي تحققت في الحقبة الزمنية الماضية. وبنظرة سابقة لمشاركتنا الأولى في كأس العالم1994، والتي أقيمت في الولاياتالمتحدة الأميركية، فإن للمستوى الباهر الذي قدمه نجومنا في ذلك الوقت أسباباً عدة منها: أولاً: تم إيقاف احتراف اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية عام1403 وحتى عام 1413 للهجرة تقريباً، وكانت النتائج المثمرة لهذا القرار بروز عدد كبير من النجوم اللامعين في جميع المراكز، الذين تحقق من خلالهم الفوز بأول بطولة آسيوية عام 1984، وتوالت بعد ذلك الانتصارات السعودية بتحقيق تلك البطولة ثلاث مرات متتالية، وكذلك التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية. ثانياً: عند مشاركة لاعبي المنتخب لمعسكرات ومشاركات لتمثيل الوطن، لا يكون هناك توقف للمسابقات المحلية، وتكون الفرصة متاحة للبدلاء لتقديم أنفسهم، وتم اكتشاف عدد من اللاعبين المميزين في ذلك الوقت. ثالثاً: مستوى الأجهزة الفنية من كوادر أجنبية، والتي كانت تعمل في الأندية تصل لمرتبة خبراء مثل بروشتش وكوبالا وفيلهو وعدد ممن لا تحضرني أسماؤهم كانت لها دور في صقل كم كبير من المواهب. رابعاً: وجود عدد كبير من مدرسي التربية الرياضية من الرياضيين الممارسين للألعاب في الأندية، اسهموا في صنع المواهب المدرسية، من خلال الأنشطة المدرسية وتقديمهم للأندية، فكان التنافس بين المدارس مشابهاً لتنافس الأندية. وبعد تلك المشاركة في كأس العالم، بدأ المستوى يقل تدريجياً من مشاركة لأخرى، فضعفت منافستنا على كأس آسيا، وبات التأهل لكأس العالم بشق الأنفس أحياناً وأحياناً تخدمنا نتائج الفرق الأخرى، ومن ثم عدم القدرة على الفوز بكأس الخليج، حتى انتهى بنا المطاف بالخروج من التأهل لكأس العالم. فعدم التأهل ليس عيباً، فقد سبق للمنتخب الفرنسي الخروج من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994، وبدأ الفرنسيون بدرس الأخطاء وتشخيصها على أيدي خبراء مختصين في هذا المجال، ووضعوا البرامج العلمية المناسبة، وتمكنوا بعد ذلك من تحقيق كأس العالم عام 1998 في فرنسا، بقيادة مدربهم ايمي جاكيه. فعلى اتحادنا الموقر لكرة القدم - برئاسة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، واللذين لا يألوان جهداً في خدمة الكرة السعودية - أن يستفيد من هذا الخروج بالبحث ودراسة الحلول المستقبلية، واختيار ذوي الاختصاص العلمي في هذا المجال لتقديم ما لديهم من أفكار وخطط مستقبلية، حتى تعود كرتنا كما كانت عليه من التطور والرقي. وسأبدأ من مقالي المقبل سرد بعض أسباب الهبوط في المستوى وكيفية علاجه، بحسب رؤيتي الشخصية وتقديم آراء تطويرية، أتمنى أن تكون مفيدة، خصوصاً أن لدينا عدداً من النقاد والأكاديميين والرياضيين السابقين القادرين على تقديم رؤى أفضل مما سأقدمه. نقاط متفرقة * سامح الله الأخطاء المطبعية التي جعلت من رؤيتي الفنية لمباراة منتخبنا مع البحرين رؤية مشوشة. * فريق التعاون قدم في مبارياته السابقة هذا الموسم، مستوى مميزاً ومواهب قادرة على العودة بالفريق لمصاف دوري المحترفين، أتمنى لهذا الفريق الكبير والفرق الأخرى التوفيق والسداد. * أتمنى من الأجهزة الفنية والإدارية في الأندية، عمل معسكر مفتوح للاعبين من اليوم الثالث من شهر شوال، لترتيب مواعيد النوم والتغذية بعد انقضاء الشهر الكريم، مع الحذر في وضع البرامج والأحمال التدريبية. * اللهم اقبل صيامنا وقيامنا، ولا تجعل حظنا منها الجوع والعطش والتعب. [email protected]