الحوار ظاهرة كونية تدور بين طرفين لتوضيح بعض القضايا المجهولة لطرف، أو المختلف عليها في جو من الهدوء بعيداً عن التعصب والخصومة. الحوار المستنير هو الأسلوب الأمثل لحل المشكلات والتآلف بين مختلف التوجهات، وقد استبشر الجميع خيراً عندما صدرت توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الحوار بين أبناء الوطن، وعلى رغم مرور فترة من الزمن لم تصل حواراتنا الى شيء ملموس، حتى أصبح البعض يطلق عليه"حوار الطرشان". فالبطالة تنتشر في البلاد، والعمالة السائبة تتجول في شوارعنا، والتسول تجاوز المساجد إلى إشارات المرور، وإذا بقي اعتماد الحوار على جهود الأفراد المعينين، فلن يصل النقد المؤثر للأفكار الضالة ومناقشة الصعوبات التي تقف في طريق العلاج الشافي لأمراض العصر من بطالة وفقر. الحوار الصادق هو الحوار مع أصحاب القرار وأهل التأثير، أما حوار العامة مع بعضهم البعض، والتنقل من منطقة إلى أخرى فلن يجدي نفعاً، ولحل الحوار الناجح يتطلب من أمراء المناطق عقد حلقات حوار شهرية أو حتى سنوية لأعيان المنطقة وشيوخ القبائل ومن يرغب المشاركة من اهل العلم والفكر، بحيث يتم التحاور حول هموم الناس وتقديم الحلول المناسبة، حتى يثمر الحوار الذي دعا إليه ولي الأمر في الداخل، كما أثمر في الخارج. راشد البلوي - الرياض