نفى مدير المركز الثقافي العربي بسام كردي أن تكون"القوة الشرائية"للسعوديين وراء اهتمام المركز بنشر مؤلفات الأدباء والمثقفين السعوديين والسعوديات. وقال في حديث إلى"الحياة"إن المركز يهتم بالنص الجيد بغض النظر عن جنسية المؤلف،"وإلا لكان المركز اهتم في فترات سابقة بنشر مؤلفات العراقيين والليبيين الأغنياء!". وأضاف:"إذا كان النص رديئاً ولا يتوافق مع معايير المركز الصارمة في النشر فإنه لا ينشر". وامتدح كردي معرض الرياض الدولي للكتاب، باعتباره من أهم وأكبر معارض الكتب العربية، مشيداً بنوعية الكتب التي نشرها المركز بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي. مصنفاً معرض الرياض بأنه يأتي في المرتبة الثانية بعد معرض المغرب من ناحية تنوع الفعاليات الأدبية والثقافية المصاحبة، وبعده يأتي معرض القاهرة،"أما بالنسبة إلى القوة الشرائية فإن معرض الرياض في المقدمة، ويأتي بعده معرضا المغرب والقاهرة". وأضاف:"لا شك في أن المقر الجديد للمعرض وفّر مساحات كبيرة للزوار وللناشرين، لكنه يفتقد المرافق الخدماتية التي تهم الناشرين العرب". وعن تفاوت أسعار الكتب التي يصدرها المركز قال كردي إن كلفة إنتاج الكتاب وعدد صفحاته هما اللذان يحددان قيمته،"بغض النظر عن قيمته الأدبية والعلمية، ولا نريد أن ندخل في متاهات لا غنى عنها، في ترضية مؤلف وإغضاب آخر". مؤكداً أن المركز يتدخل بالتنسيق مع المؤلف في صياغة الكتب من العنوان وحتى التفاصيل الفنية، وأضاف:"في الروايات يحصل أن يعيد المركز صياغة الرواية بصورة يراها المركز الأقرب لتحقيق فكرة المؤلف، وبالنسبة إلى المؤلفين الجدد فإن المركز يشجعهم ويدعمهم". وامتدح كردي إصدارات نادي الرياض الأدبي التي ينشرها المركز في معرض الرياض، وقال:"عرضنا في هذا المعرض 6 كتب مميزة في النقد والدراسات الأدبية، وهي تجد حركة بيع جيدة في المعرض، ونسعى إلى تعزيز أوجه التعاون مع النادي". وحول تفرد"المركز"في نشر أعمال المؤلفين والمؤلفات السعوديين قال كردي إن هناك دور نشر عربية كثيرة تهتم بنشر إنتاج السعوديين والسعوديات، لكن"من دون شك فإن مؤلفات السعوديين والسعوديات أصبحت مطلوبة في معظم المعارض العربية التي نشارك فيها، وهي تحتوي على قيمة أدبية عالية". ووضع كردي كتاب الدكتور عبدالله الغذامي"القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة"في صدارة أكثر الكتب السعودية التي ينشرها المركز مبيعاً في معرض الرياض، وبعده تأتي رواية يوسف المحيميد"الحمام لا يطير في بريدة"، ثم كتاب عبدالله الوشمي"فتنة القول في تعليم البنات في السعودية". مشيراً إلى أن المركز يحرص على المشاركة في جميع المعارض العربية، لكن"إذا حصل تقارب في مواعيد معارض فإننا نتفق مع دور نشر شقيقة على عرض كتبنا في معرض تكون فيه نسبة الإقبال أقل من معرض آخر". وحول ما يردده الزوار عن غلاء الأسعاء تساءل كردي:"الدنيا كلها في غلاء فلماذا الكتاب لا يرتفع سعره؟"مضيفاً:"من قبل أن يبدأ المعرض ونحن نسمع أصواتاً تردد هذه الأسطوانة". ووصف تأجير المساحة في المعرض بأنها"هي الأغلى في العالم وهذا سبب آخر من أسباب ارتفاع أسعار الكتب". موضحاً:"إن كان هناك غلاء وتلاعب في الأسعار فهو لا يتم من دور نشر، ولكن يتم في دور الكوكتيل، وهذه الدور تجمع الكتب من هنا ومن هناك، كأي مكتبة تجارية وتأتي لتشارك وتستغل المعرض وترفع الأسعار". وأبدى رغبته في أن يتفهم الزوار سبب الغلاء، وألا يتحاملوا على الناشر"الذي له هم ثقافي في المقام الأول، إضافة إلى وجود هاجس الربح لديه"، مضيفاً:"نحن في الدار مثلاً نعمد إلى الطباعة الفاخرة والملونة، ولدينا طاقم متكامل من محررين أدبيين ومدققين لغويين، إضافة إلى دفع حقوق الترجمة العالمية، التي باتت مرتفعة في الآونة الأخيرة".