يسدل الستار على معرض جدة الدولي للكتاب، اليوم (السبت)، أو بمعنى آخر يتبقى يوم واحد فقط على انتهاء النسخة الثالثة للمعرض أمام دور النشر، الذين تذمروا من ضيق وقت المعرض وقلة المبيعات، فطالبوا بتمديده لأسبوع واحد على الأقل، مشيرين إلى أن توقيته غير موفق لوقوعه في منتصف الشهر، إضافة لغلاء إيجارات أجنحة المعرض، معتبرين أن اليوم الأخير الذي جاء في عطلة نهاية الأسبوع الفرصة الأخيرة لهم لزيادة المبيعات. من جانبه، يؤكد العارض محمد رفعت أن الإقبال ضعيف قياسا بالعامين الماضيين، نظرا لوقوع وقت المعرض في فترة بعيدة عن استلام الموظفين رواتبهم، وهو ما يضعف القوة الشرائية، واشتكى في الوقت نفسه من غلاء سعر إيجارات أجنحة المعرض، إذ وصل سعر إيجار الواحد إلى 18 ألف ريال لمدة 10 أيام، وهو مبلغ عال جدا، بل إنه أكثر من ضعف إيجار الأجنحة في معرض الرياض الدولي للكتاب. الناشر المصري أبو محمد يتفق مع رأي سابقه حول ضعف الإقبال، مشيرا إلى أن يوم الخميس بالنسبة له أول يوم بيع حقيقي تزامنا مع بداية عطلة نهاية الأسبوع، مشددا على أن الإيجارات باهظة، إذ بلغ إيجار جناحه (13500) ريال، وهو مبلغ لم يحصله حتى الآن، مبديا تخوفه من انتهاء المعرض دون أن يصل لموازنة مع مصاريفه التي أنفقها، مطالبا بضرورة إعادة النظر في توقيت المعرض، مع الأخذ بالاعتبار خفض إيجار الأجنحة ومساواتها مع معارض الكتب الأخرى داخل المملكة وخارجها، مناشدا القائمين على المعرض بضرورة تمديده لأسبوع إضافي خدمة لدور العرض والناشرين والمرتادين في الوقت نفسه. بيد أن علاء حتاحت يرى أن الإقبال على المعرض هذا العام يعتبر مقبولا، إذا ما قارناه بالعام الماضي، واصفا النسخة الأولى من المعرض بالأكثر نجاحا على مستوى عدد الزائرين والمشتريات، لكنه يرى أن توقيته غير مناسب نظرا لبعد انطلاقته واختتامه عن موعد نزول رواتب الموظفين، واقترابه من الاختبارات المدرسية للمرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أن معرض الكتاب تزامن مع معرض آخر للسيارات ليؤثر بشكل أو آخر على مدى الإقبال. ولا يذهب صاحب دار كويتية فهد العيد عن رأي سابقيه في ضعف الإقبال، وغلاء الإيجار، وسوء التوقيت، لكنه يرى عطلة نهاية الأسبوع فرصة ذهبية لزيادة المبيعات وتعويض بعض الخسائر لبعض دور النشر، لافتا إلى أن هناك إقبالا متزايدا هذا العام على كتب تنمية الذات والقصص والروايات، وهو أمر إيجابي كون دارهم تركز على هذه النوعية من الكتب. .. ومشرف المعرض: لن نمدد.. مبيعاتكم جيدة «عكاظ» عرضت شكاوى العارضين وأصحاب دور النشر على المشرف على الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام والمشرف على المعرض الدكتور عبدالرحمن العاصم، الذي نفى نية الوزارة تمديد أيام المعرض، مشددا على أنها مجدولة منذ وقت طويل ولا يمكن التلاعب فيها بالتمديد أو التقصير. وفند العاصم في حديثه ل«عكاظ» حجج دور العرض والناشرين، مؤكدا على أن أسعار الإيجارات متوسطة وليست عالية، وأرقام مبيعات دور العرض جيدة، مستشهدا بأعداد المبيعات اليومية التي تؤكد عدم صحة ما ذهب إليه أصحاب دور العرض والناشرين. وأضاف: «حتى إن مددنا المعرض لأيام إضافية فإن أصحاب الدور لن يقتنعوا، وسيظلون يشتكون من ضعف الإقبال والمبيعات، وهو أمر يجانب الحقيقة لاطلاعنا على المبيعات». واستدرك العاصم بأن مبيعات دور العرض ليست على مقياس واحد، فالناشر الذي يعرض كتبا وعناوين قديمة ومستهلكة ولا تلبي رغبات الناس بالتأكيد لن يجد إقبالا، بخلاف من يحرص على تقديم كتب جديدة لمؤلفين لهم اسمهم ومكانتهم على المستوى الثقافي والأدبي والمعرفي، فهؤلاء سيكونون أكثر حظوة بالإقبال وأرقام المبيعات لديهم ستكون أفضل. وشدد على أن النسخة الثالثة من المعرض من أنجح المعارض التي أقيمت على مستوى المملكة من ناحية الإقبال والمبيعات وتنوع العناوين المطروحة وعدد دور العرض من (42) دولة مختلفة، مما يعزز تنوع خيارات مرتاد المعرض ويلبي رغباته وحاجاته المعرفية.