أثارت الضجة بسبب بنطلون ارتدته، واستقالت من عملها في"الأممالمتحدة"لترفع عن نفسها الحصانة، أمام القضاء السوداني، ذلك حين تعرّضت الصحافية السودانية لبنى أحمد حسين إلى الحكم بالجلد 40 جلدة أو الغرامة، رفعت بطاقتها الحمراء في وجه الأنظمة التي اعتبرتها ضد المرأة، وكذلك بطاقتها الصفراء ضد كل مسكوت عنه، لكنها أخيراً فضلت الخروج بعيداً على رغم منعها من السفر، إلا أنها سافرت للتكريم في صنعاء، ومن هناك انطلقت إلى باريس لتصدر كتاباً بعنوان"40 جلدة بسبب بنطلون"، مطلقة"صافرة"البداية لمرحلة جديدة في حياتها... تقول لبنى في حوارها مع"الحياة":"أنا مع المرأة القوية لا العنيفة"، وتضيف:"العقل السليم ليس دائماً في الجسم السليم"... فإلى تفاصيل الحوار: أين موقع الرياضة من حياتك؟ - روحي رياضية، وأعشق الرياضة حتى النخاع، وطالما كان هناك التزام بقواعد اللعبة من الخصم، فأنا ألعب حتى النهاية، وربما من دون أن أشعر بالتعب. ما الرياضة التي تفضلين ممارستها الآن؟ - تسلّق الجبال. لماذا؟ - لأن هذه الرياضة تُكسب صاحبها الإصرار على المواصلة وبلوغ القمة مهما كانت المعوقات، وحين يصل يشعر بأنه حقق ما كان يصبو إليه. هل تتعصبين لأي من الأندية؟ - التعصب ضد فكرة الرياضة، أنا لا أتعصب أبداً لأي من الأندية، بل أشجع اللعبة الحلوة دائماً، في الكرة، وفي الإعلام أيضاً. في اللعبة الإعلامية، بأي الخطط الرياضية تلعبين، الهجوم أم الدفاع؟ - يقولون إن خير وسيلة للدفاع الهجوم، لأنه أقصر الطرق للدفاع، لذا أنا أفضل الهجوم دائماً، لأن الدفاع يربكك، أما الهجوم فيربك الخصم دائماً، ويكون دائماً هو الذي يفكر كيف يدافع، لا كيف يهاجم. في وجه من تشهرين البطاقة الحمراء؟ - الذي يلعب بيده في مباراة كرة قدم، والعكس، وكل ما هو خارج عن المألوف بصورة فجة يستحق البطاقة الحمراء، فهذا خروج على القواعد، ووقتها يستحق الطرد فوراً. لو تلعبين كرة القدم، ماذا ستلبسين البنطلون، أم الشورت؟ - الشورت طبعاً. ما أول قرار ستتخذينه لو توليتِ رئاسة اتحاد كروي؟ - الحرص على نزاهة التحكيم. فالتحكيم أهم شيء في المباراة، هو الذي يكفل تحقيق العدالة بين الفريقين، وإذا لم تتوافر هذه النزاهة، سيتحول اللعب إلى شيء آخر غير كونه لعباً، وربما يسود العنف بين اللاعبين، وتفشل المباريات تماماً. البعض يرى أن الرياضة تعاني التعصب، ما رأيك في ذلك؟ - بل يجب أن تعلمنا الرياضة عدم التعصب، فالتعصب حماقة، ويجعل الإنسان غير قادر على التفكير، ويجب أن تكون الرياضة مثالاً حقيقياً لما نسميه"الروح الرياضية"أي قبول الخسارة مثل قبول المكسب تماماً. ما رأيك في بعض الشبان الذين يحتفلون بالتخريب؟ - هؤلاء لا يحبون وطنهم، ولا فريقهم، ولا حتى أنفسهم، يضرون بكل ما حولهم بغباء لا يمكن وصفه، وأعتقد أن هناك ثقافة عنيفة منتشرة الآن بين الشبان، وهذا ما يدفعهم إلى مثل هذه الأعمال، وتجب معالجتها من جميع المختصين، ووضع القوانين التي تحميهم أولاً، وتحمي غيرهم، وبهذا يسود الاحترام بين الجميع. أين يتقاطع الرياضي مع الصحافي؟ - كلاهما يخضع لتقويم الجمهور مباشرة قبل تقويم الحكم والإداريين، كلاهما له خصم وهدف وفريق عمل، وهناك أصول وقواعد للعب"الجد". وماذا عن كتابك الأخير"40 جلدة بسبب بنطلون"؟ - هذا الكتاب هو بمثابة دق ناقوس الانتباه لكل إنسان، أود أن أقول من خلاله إن لكل إنسان حقوقاً، عليه أن ينتزعها، لا أن ينتظر أن توهب له، فحق إذا لم تأخذه بنفسك فأنت لا تستحقه، فكثيراً من النساء تم جلدهن في صمت، ولا أرضى لا لنفسي ولا لغيري مثل هذا الوضع. هل أنت مع تعلّم المرأة الرياضة العنيفة للدفاع عن نفسها؟ - أنا مع المرأة القوية، لا العنيفة، ولا الضعيفة. المرأة القوية القادرة على حماية نفسها من أي مكروه تتعرض له، لكن بعيداً عن تحولها إلى كائن عنيف يزيد العنف في الشوارع وفي البيوت، تعلّم المرأة رياضة للدفاع عن نفسها أنا معه تماماً، ويجعلها أيضاً ذات قوام ممشوق وصحي. العقل السليم في الجسم السليم... كيف ترين هذا المبدأ؟ - ليس دائماً، الحمار سليم الجسم، ويعمل كحمار، العقل السليم هو الذي يفكر حتى لا أقول يتفكّر. ما رأيك في ما حدث بمباراة مصر والجزائر، وما حدث في السودان؟ - بالطبع أمر مؤسف للغاية، فكل من شارك في هذه المهزلة مفتقدون للروح الرياضية، الموضوع كله لعبة، وحين تؤدي اللعبة إلى مثل هذا العنف، والاتهامات المتبادلة، فهذا أمر مؤسف، كما أن حكومة السودان كان عليها أن تتخذ الاحتياطات الكافية حتى لا يصل الأمر إلى هذا الوضع. من تشجعين من الأندية السودانية؟ - أشجع الفريق القومي المنتخب، فهو مكون من لاعبين يلعبون في الأندية السودانية فتشجيعي للمنتخب تشجيع لكل الأندية السودانية، فأنا غير متعصبة أبداً لفريق ضد آخر. قال كابتن المنتخب السوداني هيثم مصطفى إنه من الممكن شراء الصحافيين بنصف صحن فول، فما تعليقك؟ - لم أقرأ هذا الكلام، لكن عموماً فمثل هذا الكلام مرفوض تماماً، وعلى رغم أن المجال الصحافي مثله مثل أي مجال فيه الشريف وفيه غير الشريف من يقبل أن يشترى بنصف صحن فول أو أقل، إلا أن الكلام العائم لا معنى له، وكان عليه أن يحدد من يقصد تحديداً حتى لا يكون الاتهام عاماً، وهذا اتهام مرفوض تماماً. هل ستشجعين فرنسا في المونديال المقبل، أم سيكون لك منتخب آخر تشجعينه؟ - لا أعتقد، هل مجرد أني أقيم الآن في فرنسا أن أشجع فرنسا، وإذا سافرت إلى إنكلترا أشجع إنكلترا، لست مهتمة بهذا الأمر تماماً، بل أشجع دائماً اللعبة الحلوة، وأكرر من دون أي تعصب.