لم تكن تعلم فريال مصري السعودية الأصل الأميركية الجنسية الآن أنها ستخوض الانتخابات التشريعية الأميركية يوماً من الأيام حين خرجت في رحلتها للتعلم من مكةالمكرمة وهي صغيرة، منطلقة من نيجيريا إلى مصر ثم بريطانيا، ووصولاً إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وتحديداً في ولاية كاليفورنيا. وعلى رغم أن لها نشاطها السياسي، إلا أن هناك اهتمامات رياضية في حياتها بدءاً من ممارسة المشي، ووصولاً إلى تسلق الجبال، مع أول سعودية تخوض الانتخابات التشريعية الأميركية فريال مصري وحوار بعيداً من السياسة. أين موقع الرياضة من حياتك؟ - أنا أعتبر نفسي رياضية جداً، فمنذ كنت صغيرة وأنا ألعب هاندبول، وكنت أمارس الجري، وأنط الحبل، وركوب الخيل والدراجات، كنت في الكشافة البحرية. ما الرياضة التي تفضلين ممارستها الآن؟ - الآن أكتفي بممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق والحدائق الجميلة، وأحياناً تسلق الجبال. هل تتعصبين لأي من الأندية السعودية؟ - أنا أعيش في الولاياتالمتحدة الأميركية، وحين يعيش السعودي خارج وطنه يكون متعطشاً لكل ما هو سعودي، فأنا أحب أن أرى اللعبة الحلوة في جميع المباريات السعودية ومن كل الفرق، فأنا أشجع الفرق السعودية كنوع من أنواع الحنين إلى الوطن، لأن ذلك يربطني ببلادي. لكن بالطبع هناك من تشعرين بالميل نحو أدائه من الفرق السعودية؟ - الأهلي والاتحاد، لكن من دون متابعة جيدة. في اللعبة السياسية، بأي الخطط الرياضية تلعبين، الهجوم أم الدفاع؟ - أفضل الهجوم دائماً، لأن الدفاع يضعني في موقف ضعف، وهذا لا أحبه، فأنا أحب التفاني في العمل، وأرى أنه من أجل تحقيق الفوز في أي مباراة سواء أكانت رياضية أم سياسية هو التصميم من أجل بلوغ الأهداف، فأنا أحاول أن أقوم بكل شيء غير متوقع في معاركي الانتخابية، وهذا يعطي قوة أكبر في اللعب. في وجه من تشهرين البطاقة الحمراء؟ - أشهرها في وجه الإنسان الكسول الذي لا يقدر الموقف كما ينبغي له أن يتم تقديره، فأنا أفضل الإنسان الذي حين يدخل في أي مجال لا بد من أن يبذل كل طاقاته، وأن يعطي كل ما عنده، وإلا فالبطاقة الحمراء في انتظاره. ما أول قرار ستتخذينه لو توليت رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ - إنشاء المدارس الرياضية في كل نادٍ من الأندية السعودية، والعمل على دعمها، وتعليم الأطفال حب اللعبة منذ نعومة أظفارهم، حتى يشبوا على حب الملعب والمستطيل الأخضر، فلا بد من أن يتعلم الطفل أن هناك هدفاً ينبغي تحديده والعمل على بلوغه طالما أن هدفه مشروع. هل أنت مع طريقة اختيار اللاعب الأفضل والفريق الأفضل عن طريق رسائل الsms التي يرسلها الجماهير؟ - لست مع هذه الطريقة بالتأكيد، فأرى أنه لا يوجد فيها أي عدالة، اختيار اللاعب أو أي إنسان في مجاله يجب أن يكون مأخوذاً في الاعتبار عوامل عدة أهمها: الكفاءة، وضرورة وضع معايير دقيقة للاختبار، وإن كانت طريقة الsms ربحية لبعض الشركات إلا أنها غير دقيقة في اختيار اللاعب أو الفريق الأفضل. برأيك... لماذا خسر المنتخب السعودي فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010؟ - السعودية بدأت حديثاً في دعم الرياضة، لكن ليس معنى عدم التأهل اليأس، بل على العكس لا بد من بذل المزيد من الجهد، مع الوضع في الاعتبار أن وجود الإمكانات لا يعني النجاح في يوم وليلة، في أميركا وبلاد أوروبا تبدأ الدول المتفوقة في كرة القدم من تعليم الأطفال الكرة في مدارس خاصة، وتدريبهم عليها حتى يشبوا قادرين على تحقيق بطولات حقيقية، وحتى وإن خسروا فليس معنى ذلك نهاية الكون، بل يعودون لمواصلة المشوار من جديد لتحقيق هدفهم في تحقيق النصر، لا بد من اللعب على تنمية الروح المعنوية، فهناك فرق كبيرة ظهرت وسرعان ما اختفت لأنها لم تواصل مشوارها لتحقيق أهدافها. البعض يرى أن الرياضة السعودية تعاني من التعصب... ما رأيك في ذلك؟ - هذا شيء طبيعي، خصوصاً في المجتمعات التي بدأت الانفتاح على العالم، الحماسة والتعصب يعتبران من ثقافة الرياضة، المهم أن نشجع الفريق سواء كسب أم خسر، وبشرط ألا يخرج التعصب عن النص. ما رأيك في بعض الشباب الذين يحتفلون بالتخريب؟ - هؤلاء الشباب التفاهة والفراغ تملأ حياتهم، وعدم فهم الأمور على حقيقتها يجعلهم يتصرفون بتصرفات غير مقبولة، وأنا أرى أن الرياضة على العكس من كل هذه التصرفات، فهي تعلم الإنسان التصرف السليم في كل المواقف. أين يتقاطع الرياضي مع السياسي؟ - في المراوغة، والإصرار على بلوغ هدفه، فلا يوجد لاعب لا يجيد المراوغة في الملعب، وكذلك السياسي الناجح لا بد من أن يجيد المراوغة السياسية ايضاً، فالسياسي يريد المكسب وكذلك الرياضي، وكلاهما يلعب وفق استراتيجية مدروسة. هل أنت مع تعلم المرأة الرياضة العنيفة للدفاع عن نفسها؟ - نعم، فالمرأة لا تعرف متى تتعرض للخطر، فلا بد من أن تكون مستعدة لكل الظروف، ورياضات الدفاع عن النفس التي يسمونها عنيفة أمر ضروري للمرأة. العقل السليم في الجسم السليم... كيف ترين هذا المبدأ؟ - أراه سليماً جداً، والإسلام علمنا أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي صلاتنا تجتمع عناصر ثلاثة (جسدية، روحية، عقلية)، الجسد يتحرك، والروح تسمو، والعقل يتدبر.