شكا طلاب مبتعثون ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى السويد عدم تسلمهم مكافآتهم المالية منذ ثلاثة أشهر، مشيرين إلى أنهم لم يبلغوا بأسباب هذا التأخر المتواصل، على رغم نداءاتهم المتكررة واستفساراتهم الملحة للمسؤولين عنهم في الملحقية السعودية لدى استوكهولم وأكد طلاب ملتحقون ببعثة السويد الدراسية ل«الحياة» أنهم يعيشون أوضاعاً سيئة للغاية جراء عدم صرف مكافآتهم كل هذا الوقت، خصوصاً وأن كثيراً منهم يعتمد عليها كمصدر وحيد للدخل أثناء دراستهم. ولفت أحد الطلاب (فضل عدم ذكر اسمه) في حديث ل«الحياة» إلى أنه حاول مراراً وتكراراً معرفة تأخر صرف المكافآت، واتصل بالملحقية السعودية لمعرفة السبب لكنه لم يجد إجابة شافية، مؤكداً أنه وعدداً من زملائه الطلاب وخلال فترة الشهور الثلاثة الماضية حاولوا الاتصال بوزارة التعليم العالي لكنهم لم يجدوا رداً. وقال: «حاولنا عبر البريد الإلكتروني واتصلنا هاتفياً، لكننا لم نجد تجاوباً من أحد سواء من مسؤولي الوزارة أو موظفيها، وحتى صفحة التواصل مع وزير التعليم عند إرسال شكوى تظهر أن الخادم لا يعمل». وأشار إلى أنهم قرروا مخاطبة إدارة الملحقيات للبعثات الطلابية في السعودية خلال الفترة القليلة المقبلة بهدف الإسراع في صرف المكافآت نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها غالبية الدارسين، كاشفاً خوفهم الشديد من طول فترة بقائهم من دون مكافآت. وأضاف: «بعض الطلاب خصوصاً غير الميسورين مادياً باتوا يفكرون جدياً بالعودة إلى أرض الوطن، كونهم لا يستطيعون تحمل كلفة المعيشة هناك، كما أن ظروف الدراسة تقتضي استعداداً مادياً جيداً في معظم الأحيان، وهو ما يخشون ألا يتمكنوا من الوفاء والالتزام به». وقال مبتعث آخر (رفض الإفصاح عن اسمه، خشية العقاب) إنه وزملاءه الطلاب يحاولون تغطية مصروفاتهم الشهرية من حساباتهم الشخصية. وقال: «كل طالب بحاجة إلى 7300 كرونا سويدي شهرياً أي مايعادل 3650 ريالاً سعودياً وهذا أحد شروط الحصول على الإقامة في السويد، إضافة إلى التزام الطلاب بدفع رسوم اتحاد الطلبة الذي يتراوح بين 150 و 400 كرونا، أي ما بين 75 و 200 ريال، فضلاً عن 750 كرونا شهرياً تعادل 375 ريالاً شهرياً كمصاريف للكتب والملخصات الدراسية». وعن إسكان الطلاب وكلفته المادية أوضح أنه لا يوجد في السويد نظام يتعامل مع إسكان الطلبة، وهذا معناه أن الطلاب المبتعثين هم المسؤولون عن تأمين مقار إقاماتهم. وقال: «الحصول على سكن أمر صعب للغاية، ويستحيل على الطالب إيجاده بمبلغ معقول، خصوصاً في المدن الطلابية مثل لوند أو بسالا أو المدن الكبيرة الأخرى». وحاولت «الحياة» بدورها، الاتصال بمسؤولي الملحقية السعودية في السويد لمعرفة أسباب تأخر صرف مكافآت الطلاب المبتعثين إلا أنها لم تجد رداً.