في الوقت الذي رفض فيه عدد من موظفي الملحقية السعودية في دولة السويد ( تحتفظ «الحياة» بأسمائهم)، الرد على مطالب أكثر من 15 طالباً سعودياً مبتعثاً إلى الدراسة هناك، بخصوص عدم صرف مكافآتهم الرسمية لفترة تجاوزت ثلاثة أشهر من دون إيضاح أسباب هذا التأخر، فوجئ عدد من الطلاب برسائل نصية قبل يومين تؤكد لهم إيداع مكافآتهم في حساباتهم الخاصة، بينما لم يجد الطلاب أي مبالغ مالية تذكر في حساباتهم. واستغرب عددٌ من الطلاب المبتعثين للدراسة هناك ما سموه «لغة التمويه والتهدئة» التي تستخدمها الملحقية في التعامل معهم، وقالوا ل «الحياة»: «تم إرسال «إيميل» نهاية الأسبوع الماضي يفيدنا بأنه تم صرف المكافأة لنا، وإيداعها في حساباتنا، لكننا فوجئنا بأننا لم نتسلم أي مبالغ مالية، كما أنه لايوجد في حساباتنا أي شيء»، مؤكدين رفض موظفي الملحقية الرد على استفساراتهم وتساؤلاتهم حول تأخير مكافآتهم والتي استمرت طوال هذه الفترة. وأوضح أحد الطلاب المبتعثين للدراسة في دولة السويد (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن ابتعاثه للدراسة في الخارج كان من طريق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تحت برنامج خادم الحرمين الشريفين لإعداد المدربين التقنيين، وأفاد أنه عند وصوله إلى دولة السويد بتاريخ 18/08/1432 عمل على فتح ملفه في الملحقية من طريق بوابة المبتعثين في الإنترنت كأي طالب مبتعث. وأضاف: «عملنا بعد ذلك على إرسال قرارات الابتعاث التي توضح أن تاريخ بداية الصرف هو 17/08/1432، وخطابات بداية المباشرة، ونفذنا كل ما طلب منا من قبل الملحقية وحصلنا عليه من الجامعة، وللأسف منذ ذلك الحين لم يتم صرف أي مكافأةٍ لنا»، مشيراً إلى أن عذر الملحقية في بادئ الأمر كان عدم إرسال وزارة التعليم العالي خطاب موافقة بدء الصرف وذلك لأن قرارات ابتعاثهم، والموضح فيها بداية موعد الصرف صدرت من طريق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والتي بدورها اتفقت تماماً مع وزارة التعليم العالي على شؤون الصرف الخاصة بهم. وزاد: «بقينا على هذه الحال لمدة تزيد على شهر ونصف، وتم إخبارنا أن الملحقية تسلمت خطاب موافقة بدء الصرف ولكن لم يتم صرف أي مكافأة، وذلك تحت عذر جديد، وهو أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لم تكن مضافةً إلى نظام الملحقيات والابتعاث، كوزارتي التعليم العالي، والصحة»، مؤكدين أنهم سيعملون على إرسال خطاب ثانٍ لوزارة التعليم العالي لإضافتها في النظام. من جانبه، أكد طالب آخر من طلاب الابتعاث التابعين لمؤسسة التدريب المهني والتقني (فضل عدم ذكر اسمه) أن الملحقية عادت لتخبرهم بعد أسبوع أن وزارة التعليم العالي ستغير أحد بنودها المتعلقة بنظام التدريب المهني، «لكنه للأسف لم يتم إخبارنا عن ماهية ذلك البند،وهل تم حل مشكلة إضافة المؤسسة للنظام أم لا؟». ولفت إلى أنه وطوال هذه المدة حاول الطلاب الاتصال بالملحق الثقافي ودائماً ما يتم الرد عليهم من قبل سكرتيرة مكتب الملحق بأنه ليس موجوداً أو أنه مشغول باجتماعاته، فيما سماه «محاولة واضحة منه لتطفيشنا، وصرفنا عن المطالبة بحقوقنا، لأنه لا يعقل أن يكون هناك اجتماعات تمنع الملحق من لقائنا طوال هذه المدة، فضلاً عن أنه وضع أصلاً لخدمة الطلاب، والرد على اتصالاتهم لمدة ثلاثة أشهر بل إنه لا يرد نهائياً على ايميله الخاص بتاتاً». وأشار إلى أنهم استطاعوا الحصول على رد من الموظفين على اتصالاتهم واستفساراتهم بعد معاناة، وطول انتظار، «وكانت كل ردودهم للأسف الشديد غير مقنعة، وليست ملزمة أبداً، فهي غير مقنعة، ونحن نحتفظ بأسمائهم جميعاً من دون استثناء ومستعدون لإبرازها وقت الطلب». وأفاد أن هناك أكثر من 200 طالب، مبتعث تم إرسالهم بعدهم بشهر أو شهرين، إلى دول أخرى، واستلموا مكافآتهم في وقتها المحدد، وهو ما يأملون توضيحه بخصوص خطاب وزارة التعليم العالي ثم عدم وجود المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.