أكدت الدكتورة لمياء باعشن أنه لا يوجد خلاف قائم بينها وبين رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني، وأن الجدل الذي حدث قبل أيام في الصحافة الثقافية، حول موضوع المرأة وإنجازاتها"لا يفسد للود قضية". وقالت:"سيبقى القحطاني زميلاً حتى وإن اختلفت وجهات النظر"، مضيفة أن تكريمها في صالون عبدالمقصود خوجة الأدبي"الإثنينية"، مساء الاثنين الماضي، هو تكريم"للمرأة المبدعة والمثقفة، ودليل على ما أنجزته المرأة عموماً. ولا أعرف أية مؤسسة حكومية احتفت بالمثقفة". وقال عبدالمقصود خوجة إن المرأة هي نصف المجتمع،"وما تكريمنا في الإثنينية للدكتورة لمياء باعشن، إلا دليل على اهتمامنا بما تقدمه المرأة عموماً في مختلف المجالات". وأضاف خوجة أن المواهب المتعددة"التي تمتلكها باعشن، سواء في النقد الأدبي أم الترجمة أم حرصها على لمّ شتات التراث الحجازي وتوثيقه، والجهد الذي بذلته في استخراج الحكايات والقصص الدارجة في منطقة الحجاز من صدور من يحفظونه، واستشعارها لأهمية الحفاظ على تاريخ هذه الأرض، يجعلنا نفاخر بها وبجميع بنات وسيدات هذا المجتمع، ونقدر لها دورها ومبادرتها في الحفاظ على الموروث، وتعريف الأجيال المقبلة به"، متمنياً أن تبادر المؤسسات الحكومية بذلك. وأشاد الأديب عبدالفتاح أبومدين بدور باعشن في الثقافة العربية،"وامتلاكها قوة في الشخصية وفي الحجة... إن هناك شبهاً كبيراً بينها وبين الأديبة العربية الراحلة"بنت الشاطئ"عائشة عبدالرحمن، وما احتفاء الصديق عبدالمقصود خوجة بها، إلا دليل على دور المرأة في تنمية وتثقيف المجتمع، وإبراز القدرات، التي تمتلكها فتيات هذا الوطن". وركزت باعشن، في ليلة تكريمها، على أهمية الأدب الشعبي والتراث الدارج في الحجاز، متطرقة إلى الصعوبات التي واجهتها، والجهد الذاتي الذي بذلته في توثيق الفلكلور الشعبي. وقالت:"المواقف التي مررت بها والحكايات والقصص التي كنت أسمعها، إبان نشأتي في حارة المظلوم في جدة، قبل سفري للدراسة إلى أميركا، أوجدت في داخلي حنيناً كبيراً وشوقاً إلى ما كنت أعيشه"، مضيفة"إن ما زادني تعلقاً به ما شاهدته في الخارج من اهتمام بالتراث وتوثيقه، وتعريف الناس به". وأشارت إلى ما يفعله اليهود في نسب الموروث الشعبي الفلسطيني إلى تراثهم وسرقته، وزادت: إن الشعب الفلسطيني أدرك ذلك، وبدأ في احتواء تراثه وتوثيقه، وأصبح من أكثر الشعوب العربية، حرصاً وتوثيقاً للأدب الفلكلوري الدارج". وبينت باعشن أن التراث الشفاهي"غير ملموس ولكنه جدير بالاحتفاء، وبحثي فيه على أسس علمية ومنهجية"، مضيفة أن أدب الفلكلور العالمي"مستخرج مما تتداوله المجتمعات عبر الشفاه، كحكاية السندريلا وبعض مسرحيات شكسبير وغيرها وهي في النهاية خلاصة تجارب بشرية عميقة". وفي ردها على توقفها على تراث الحجاز وعدم دراسة التراث الشعبي في مناطق المملكة الأخرى، قالت باعشن:"لإنني عشت الحياة الحجازية منذ طفولتي ومررت بمواقف عدة ونشأت في هذه البيئة، ويجب على نساء المناطق الأخرى أن يكشفن لنا عن مكنون تراثنا وتعريفنا به"، مشيدة بجهود بعض الباحثين مثل محمد صادق دياب وهند باغفار وصفية بن زقر ومحمد علي مغربي وغيرهم. وحول تدريس الأدب الفلكلوري في الجامعات قالت باعشن:"لو حدث ذلك لكنا آخر من يهتم ويدرس هذا النوع من الآداب، لأن العالم سبقنا بكثير في هذا الموضوع. والملاحظ في بعض البلدان العربية أن هناك خجلاً من تداول هذا التراث، ومحاولة بعضهم قتله. وأكدت أن هناك بعض الاهتمام من دارة الملك عبدالعزيز،"لكن هذا لا يكفي، ونرجو أن نرى مراكز أخرى متخصصة في الخليج عموماً". وحول جمع التراث في المتاحف، قالت باعشن:"إن الجمع المتحفي قاتل للتراث لأنه سيبقى أسير الجدران، والذي يجب هو تعميمه وتعريف الأجيال المقبلة به، وطموحي مختلف وبعيد عن العرض في المتاحف". وحول طغيان اللهجة المحكية على اللغة الفصحى أوضحت:"على العكس تماماً اللغة العربية هي لغة القرآن وهي الأساس لكن تحويل التراث الشفاهي الدارج إلى فصيح هو ممارسة لطمس هويته الحقيقية وهو ينافي الأساس العلمي لهذا النوع من الآداب، وأنا في النهاية باحثة علمية ميدانية ولا يحق لي أن أغيره أو أبدله". وقدمت باعشن عرضاً مرئياً لمشروعها"التبات والنبات"، الذي جمعته في 6 أجزاء، وأجادت فيه توظيف المؤثرات الصوتية، وطريقة العرض ونال استحسان الحضور وتفاعل معه".