(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ رسمت اثنينية عبدالمقصود خوجة البارحة لوحة فنية مليئة بألوان الوفاء وعناصر التكريم احتفاء برائدة الفن التشكيلي السعودي الفنانة صفية بن زقر، وسط حضور كثيف من المثقفين والمثقفات والفنانين والفنات في ليلة من ليالي جدة الاستثنائية المليئة بألوان الطيف، كالتي نثرتها الفنانة عبر لوحاتها منذ 50 عاما في مجال الفنون البصرية حتى أضحت ابرز التشكيليات السعوديات، صفية بن زقر اكدت البارحة أن زيارتها في سن مبكرة للمتاحف الفنية في انجلتراوالقاهرة صقلت موهبتها التشكيلية وحققت حلمها الحقيقي في عام 1995م بولادة دار صفية بن زقر وبمساعدة من اخوتها الذين كان لهم دور هام في تشكيل حياتها الفنية بدعمهم، حسب قولها. واضافت أن الاهتمام بالفن داخل النظام التعليمي بدا متأخرا عن معظم البلاد العربية المجاورة، حيث صدر قرار وزارة المعارف باعتماد مادة الرسم للمرحلة الثانوية والمعاهد في عام 1956م بمسمى مادة الزخرفة، واقيمت اول مسابقة فنية في عام 1959م والتي فاز بها حينئذ الطالب عبدالحليم الرضوي رحمه الله، ومن ثم انشئت بعد ذلك المعاهد الفنية التي اسهمت في تشكيل جيل واع تسيد المشهد الفني السعودي الحالي. واستعرضت بن زقر بدايتها مع الفن التشكيلي والعقبات التي واجهتها متناولة مقتطفات من بعض كتبها الفنية وصالونها الأدبي والبرامج والأنشطة التي تقدم في دار صفية بن زقر، أبرزها ورش عمل فنية للكبار والصغار ومسابقة فنية للأطفال، مستذكرة أول معرض شخصي لها في عام 1968م في مدرسة دار التربية الحديثة للبنات افتتحه امير منطقة مكة آنذاك، ولفتت الى أنها اتجهت بعد ذلك الى تسجيل التراث السعودي الذي حوى كثيرا من النواحي الجمالية والتعبيرية في الحياة اليومية سواء في الحضر أو البادية، مقدمة شكرها وتقديرها لمن حضر ليلة تكريمها. من جهته استغرب الشيخ عبدالمقصود خوجة في كلمته تجاهل الاعلام وبعض الكتاب للفنانة صفية بن زقر، وقال انها فنانة لم تاخذ حقها اعلاميا كونها رائدة الفن التشكيلي النسائي في المملكة، حيث اسهمت 4 مدن عالمية في تشكيل شخصيتها الفنية انطلاقا من حارتها في حارة الشام في جدة، حيث التقاء تراث الماضي بالحاضر ثم القاهرة التي ارضعتها بواكير العمل الفني ولندن التي حصلت في جامعتها على شهادة الرسم والجرافيك وأخيرا باريس التي شكلت القها وحضورها في المشهد الفني. وقال خوجة ما أظن من نجاح صفية بن زقر الا اطلاق الفرنسيين على لوحتها «الزبون» مسمى «موناليزا الحجاز»، التي جسدت فيها جماليات المرأة في التراث الحجازي وما فيه من زخارف اسلامية. بدورها قالت الناقدة لمياء باعشن، إن صفية هي الانسانة العاشقة للفن بكل صوره وهي فنانة شاملة ثقافة وادبا ورسما، وما دارتها الا مؤسسة ثقافية ذات برامج وانشطة فنية تهدف الى المساهمة في ارتقاء الذائقة اللونية في المملكة. وفي السياق ذاته عبر الفنان هشام بنجابي عن سعادته بالمشاركة بهذه الامسية، مشيرا الى انه يمثل التشكيليين والتشكيليات في جدة احتفاء بزميلة مثلت المملكة في كثير من المحافل وشرفت بلادها بكل فخر واعتزاز مؤرخة للفنون التراثية واصفا بن زقر بأنها فنانة هادئة الطباع اسمها لمع من ذهب. أما عبدالله مناع فأكد انها ليلة استثنائية بلا جدال وان تكريمها تأخر كثيرا من قبل الاثنينية وهي مفاجأة للوسط الثقافي بلا جدال، حيث زامن ظهورها انعدام فنانات تشكيليات في المملكة فقد تحركت صفية بن زقر على ارضية تراث الحجاز. وعلى ذات المنوال قالت الكاتبة والاكاديمية فريدة فارس إن تأمل لوحات صفية بن زقر هو استرجاع للزمن الجميل، مضيفة القول لقد رسمت تفاصيل لوحاتها باحساسها وشغفها للتراث الحجازي القديم، وأشار الكاتب فاروق باسلامة الى ان صفية بن زقر صاحبة معلم من اهم معالم جدة الفنية التراثية وهي ذات انجازات فنية تشكيلية ابداعية في كثير من المجالات. إلى ذلك قالت الفنانة فاطمة عمران، إن صفية بن زقر ودارتها لهما الفضل الكبير على كثير من الدارسين والباحثين في مجال الفنون التشكيلية وطلاب الماجستير والدكتوراة.