حذر مسؤولون وخبراء في شؤون الزراعة من أزمة غذائية ستواجه الدول العربية في حال استمرارها في السياسات الزراعية الحالية، بخاصة أن الأراضي الزراعية تتقلص باستمرار، نتيجة التصحر والجفاف اللذين يصيبان المنطقة. وقالوا في ندوة ضمن جلسات القمة العربية الاقتصادية أمس بعنوان"الأمن الغذائي العربي والسياسات الزراعية"إن المساحات الزراعية في الدول العربية معرضة للتآكل بسبب زيادة الجفاف والتصحر وقلة المياه. ودعوا إلى توجيه وزيادة الاستثمارات في القطاعات الزراعية لمواجهة الطلب على الغذاء في الدول العربية، وتقليل الاعتماد على الخارج في استيراد الغذاء وتحقيق الامن الغذائي لها، عن طريق الاستثمار في البحوث الزراعية والاستثمار الزراعي المباشر. وقال المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة في الاممالمتحدة جاك ضيوف إن 75 مليون شخص في العالم يعانون الجوع، منهم 31 مليوناً في الدول العربية، وهم معرضون لمشكلات أكبر بسبب زيادة كلفة الانتاج الزراعي. وأوضح أن نسبة استيراد الدول العربية للغذاء من الخارج تصل إلى 50 في المئة، مضيفاً أن انتاج الدول العربية من السلع الغذائية انخفض الى 3 في المئة في مقابل زيادتها في الاستهلاك، وهو ما يعرض أمنها الغذائي للخطر. وذكر ضيوف أن أكبر مشكلة تواجه الدول العربية هي محدودية المياة والأراضي، من أجل زيادة الانتاج الغذائي، بخاصة أن الدول العربية خلال العقود الماضية اتجهت نحو الانتشار العمراني على حساب الاراضي الزراعية. من جهته، قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ايفاد لينارد باج أن أسعار الغذاء ارتفعت العام الماضي مع زيادة الطلب على الغذاء، بسبب ارتفاع النمو السكاني على المستوى العالمي، بشكل عام وعلى المستوى العربي خصوصاً. واضاف أن نسبة الانتاج الزراعي يجب أن ترتفع من 2 في المئة إلى 5 في المئة، حتى تستطيع مواكبة النمو السكاني، موضحاً أن مشكلة الانتاج الزراعي في الدول العربية انها تعتمد على مياه الامطار، وهو ما يعرضها للخطر في حال عدم كفايتها. ودعا إلى زيادة الاستثمار في الانتاج الزراعي بخاصة من ناحية الأبحاث في الجوانب الزراعية، مضيفاً ان ضمن مشاريع المنظمة اعادة الاعمار الزراعي لقطاع غزة، ومساعدة الناس فيها حتى يستطيعوا تحقيق الحد الادنى من الاكتفاء الذاتي. أما المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية سالم اللوزي فأوضح أن المساحة المستغلة زراعياً في الأراضي العربية لا تتجاوز 5 في المئة، مشيراً إلى أن الأراضي الزراعية في العالم العربي تعتبر الأقل استغلالاً. وأضاف أن نسبة سكان الريف في الدول العربية تصل إلى 44 في المئة وهم يعيشون على الانتاج الزراعي، موضحاً أنهم لا يستخدمون التقنيات الحديثة في الانتاج الزراعي. وأوضح اللوزي ان الفجوة الغذائية في الدول العربية تتراوح بين 18 و20 بليون دولار، داعياً إلى تركيز الانتاج الزراعي على الحبوب والسكر وهما من أكثر المحاصيل استهلاكاً واستيراداً في الدول العربية. من جهته دعا وزير الزراعة السوداني الاسبق أحمد علي منيف إلى تعاون الدول العربية من أجل تنمية مواردها الزراعية والحيوانية لمواجهة الفجوة الغذائية التي تعاني منها الدول العربية.