أعلن رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل ل «الحياة» أن «جميع المخططات لمشروع الجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها عبر سكة حديد مكتملة»، مبيناً أنه سيتم العمل على تنفيذ المشروع خلال ثلاث سنوات من الآن مضيفاً أن الدولة ستحتفظ بملكية المشروع وستموله عن طريق الاستثمارات العامة. وأقرَّ مجلس الوزراء أمس، تنفيذ مشروع الخط الحديد الذي يربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي عبر الشبكة الحالية القائمة بين الرياضوالدمام، بالطريقة نفسها التي ينفذ بها مشروع (الشمال - الجنوب) وقطار الحرمين السريع، على أن يتولى صندوق الاستثمارات العامة تمويل البنية التحتية للمشروع، وأن يطرح تشغيل المشروع للمنافسة، وتحتفظ الدولة بملكية البنية التحتية لجميع المشاريع القائمة والمستقبلية للخطوط الحديدية. وأعرب الحقيل عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الموافقة على المشروع، مبيناً أن إنجاز المشروع سيتم بالسرعة التي تمت بها ترسية عقود قطار الحرمين، خصوصاً أن مساره محدد ومعروف، وتبقى مسألة تأهيل الشركات، وتقسيم المراحل التي سيتم تنفيذه بها، مضيفاً أن «شركات دولية سيتم تأهيلها، وفق الخطط الجديدة التي تم إقرارها من مجلس الوزراء». مؤكداً أنه «سيحظى بمنافسة عالمية». وأضاف: «سيتم تنفيذ المشروع بأحدث التكنولوجيا في مجال القطارات، وأنه سيربط المملكة من شرقها إلى غربها بقطارات فائقة السرعة، إضافة إلى خطوط شحن متطورة جداً». مبيناً أنه سيشكل نقلة في قطاع النقل والسكك الحديد في المملكة»، مشيراً إلى أنه «سيخدم النقل لما تشكله المملكة من ربط بين القارات، وهو يماثل قناة السويس بالنسبة إلى المملكة، فهو سيربط أوروبا بآسيا». ويبلغ طول الجسر البري 950 كلم لربط الشبكة الحالية القائمة من مدينة الرياض إلى ميناء جدة الإسلامي. وكان المشروع تأجل بسبب رفض مجلس الشورى في جلسته الأخيرة من الدورة الرابعة في نهاية آذار (مارس) 2008، وبغالبية بلغت 51 في المئة، منح القطاع الخاص ملكية مشاريع القطارات التي تعتزم الدولة تنفيذها، واعتبرت بداية أزمة المشروع، ما دفع الحكومة إلى إعادة درس الموضوع وفق المتغيرات التي طرأت، وفي مقدمها إرساء مناقصات المشروع على أساس الهندسة والتوريد والإنشاء EPC، وليس كما كان مخططاً أصلاً على أساس البناء والتشغيل ثم التحويل BOT لمدة 50 عاماً، وإحالته إلى «صندوق الاستثمارات العامة». وعلمت «الحياة» أن مستشاري المؤسسة العامة للخطوط الحديدية توقعوا أن تصل كلفة إنشاء «الجسر البري» من 50 إلى 60 بليون ريال. وكانت الدراسات الأولية للمشروع التي بدأت قبل نحو 10 سنوات توقعت أن تكون كلفة المشروع الأولية نحو 26 بليون ريال (7 بلايين دولار). يذكر أن مشروع الجسر البري أحد ثلاثة مشاريع للخطوط الحديدية تزمع الحكومة السعودية إنشاءها، وتشمل أيضاً مشروع الحرمين الرابط بين مكة والمدينة بطول 570 كلم، ومشروع الشمال الجنوب بطول 1300 كلم، ويربط مناجم الفوسفات والبوكسايت في شمال المملكة مع مدينة الجبيل الصناعية. وينطلق الخط الحديد المزمع إنشاؤه من ميناء جدة الإسلامي، ويتصل بالخط الحديد القائم بين الرياضوالدمام عند نقطة تبعد مسافة 950 كلم تقريباً من ميناء جدة الإسلامي، ويخدم الجسر البري نشاط نقل البضائع والحاويات عبر مناطق المملكة، مع وجود قطارات للركاب تقدم خدمات النقل بين المدن التي يخدمها المشروع الضخم المتوقع له أن يحقق كثيراً من الفوائد التنموية للمناطق الرئيسية الكبرى، وهي منطقة الرياض، منطقة مكةالمكرمة، والمنطقة الشرقية، إذ يتركز في هذه المناطق الثلاث ما يزيد على 70 في المئة من السكان والنشاط الاقتصادي. وتتوقع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن يصل عدد الحاويات المتداولة على الجسر البري في عام 2015 إلى 700 ألف حاوية نمطية، أي ما مجموعه 8 ملايين طن من المشحونات التي ستتدفق إلى أسواق المملكة والدول المجاورة، أما في ما يخص نقل الركاب، فمن المتوقع أن يخدم خط الرياض - جدة - مكةالمكرمة، وخط جدة - الرياض، وخط جدة - الدمام مئات الآلاف من الركاب. رخصة التشغيل وشهادة السلامة لقطار جامعة الأميرة نورة