فرضت العلاقات الاجتماعية الوثيقة بين ساكني شمال السعودية وبلاد الشام، نمطاً مختلفاً على احتفال السعوديين بأفراحهم، وباتوا لا يكتفون برقصة"الدحة"الشعبية، بل يتميزون عن غيرهم من المواطنين ب"الدبكة"المستوحاة من إخوانهم في عمّان ودمشق وبيروت وفلسطين. ولا يمثل الطفل فوزي الرويلي 9 أعوام حالة نادرة بين أقرانه، حين يقود راقصي الدبكة بمهارة، لأن أفراد قبيلته على وجه الخصوص يتقنون رقصتي الدحة المحلية والدبكة الشامية بشكل كبير، بحكم الترابط الاجتماعي الوثيق بين نسبة كبيرة من أفراد القبيلة وعائلات شامية تمارس هذه الرقصة في مناسباتها الاجتماعية. ويتقن فوزي"الدبكة"منذ ان كان في السادسة من عمره، مستفيداً من أن والدته سورية الجنسية. وقال ل"الحياة":"بحكم وجودي في سورية مع والدتي، تعلمت الدبكة التي تمارس هناك دائماً في الأعياد والأعراس والاحتفالات"، مضيفاً أن راقصي الدبكة في الجوف سمحوا له بتولي قيادة الفريق حين رأوا مهارته. ويصطف راقصو الدبكة إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة، ويقودهم شخص هو الأفضل في تأديتها، وهو يحدد بشكل عام منحى الرقصة، ويؤدي عادة حركات إضافية تظهر مهارته. ويخطو الراقصون جميعهم خطوات واحدة ومتناسقة، يقومون أثناءها ب"الدبك"وهو ضرب القدم بشدة على الأرض، لتحدث صوتاً متكرراً رتيباً. والشكل التقليدي للدبكة في سورية هو الخطو في المكان، ابتداء من القدم اليسرى ثم الدبك عند الخطوة السادسة، وهو المعروف بالدبكة الحورانية. ولكن يمكن أن يكون الدبك عند الخطوة الخامسة أو الرابعة أو الثالثة، وذلك بحسب المناطق وعادات أهلها، وأحياناً بحسب الجملة الموسيقية المرافقة، مثل"على دلعونا، عالميجانا، عاليادي اليادي".