خانيتو إسم عريق في عالم الرقص في لبنان منذ 21 عاماً. هذا الراقص الأسمر الأرمني - اليوناني الأصل يسبغ على الرقص معنى آخر ويرى أنه يعطي الحياة جمالاً وينتشل الإنسان من الروتين ويدخله عوالم جديدة. تسيل في عروقه دماء فنان حقيقي: فهو رسام يحضر لمعرض قريب، وموسيقي يتقن العزف على البيانو والكلارينيت والغيتار، وراقص يتقن ويعلم مختلف أنواع الرقص الحديث: تانغو، فالس، رومبا، سامبا، تشاتشا، مامبو، باسا دوبلي، روك أند رول، الرقص اليوناني وسواها... كذلك يصمم خطوات للراقصات والفيديو كليب والرقص المسرحي. إسم خانيتو صار معروفاً عالمياً، وهو يرتبط دوماً بلبنان الذي يعد الراقص الأول فيه من دون منازع. وخاتشيك توركوميان إسمه الأصلي الذي يعتبر أنه يمتلك "سلطة سحرية" تمكنه من تعليم الرقص لأي شخص، يحب التمثيل، لكنه يرفض أي عرض، وقد تأتي فرصته في تشرين الأول أكتوبر المقبل حيث هو مدعو ليمثل لبنان في مباراة عالمية يحضرها كبار المنتجين والمخرجين العالميين، لعل وعسى! يذكر أنه في العام الفائت صار حكماً دولياً في مباريات عالمية. هنا حوار أجرته معه "الحياة": كيف جذبك عالم الرقص؟ - في صغري أحببت الرسم كثيراً وكنت في المدرسة أرسم أثناء الشرح، فيعاقبني الأستاذ بقصاص في الرسم، وحين كنت أرسمه كان يحتفظ باللوحة لنفسه! وفي سن الثانية عشرة، تلقيت منحة لدراسة الرسم في روسيا، فمنعني أهلي من السفر. فرحت أراقب والدي الذي كان يعلم والدتي الرقص وكان يدرسه في مدرسة "مدام غاريس"، وجذبتني آلة الغيتار التي تعلمتها على أصولها في ثلاثة أعوام، عند جوزف أشخانيان. وسافرت في سن السابعة عشرة الى فرنسا لأتابع دراسة آلة الغيتار، لكنني شعرت بالملل وقررت الإنتساب الى "مدرسة الرقص"، حيث الفتيات الجميلات، وهناك اكتشفت موهبة لم أكن أعرفها وتخرجت عام 1980. وخلال مدة الدراسة، كنت أعتاش من الرسم، فأبيع لوحاتي وأتعلم. بعدها عدت الى لبنان وعلمت مدة في نادي بودا قبل أن أفتتح مدرستي الخاصة. ما هي مواصفات الراقص الناجح، في رأيك؟ - ليست ثمة شروط معينة. فالخبرة تؤدي الدور الرئيس في هذا الموضوع، فأنا أعلم منذ 21 عاماً وبالتالي قادر على الإفادة من خبرتي الطويلة في هذا المجال. أنا رسام وموسيقي وراقص، والدمج بين هذه الفنون الثلاثة يعطي لوحة "أوريجينال". هذه اللوحة الفنية المتكاملة هي ما أحاول تقديمها في رقصي. لماذا يتعلم الناس الرقص؟ وما أهميته لدى الأشخاص العاديين الذين لا يريدون العمل في المجال الفني؟ - لماذا يسهر الناس؟ يسهرون لينسوا همومهم، ونحن ننسيهم همومهم. أما بالنسبة الى الأشخاص العاديين، فالرقص يعد أهم رياضة في العالم أخلاقياً وروحياً. إنه يبرز أنوثة المرأة، وكذلك رجولة الرجل، ولا يقلل منها على ما يعتقد البعض. والأمر واضح في رقصات مثل التانغو والباسا دوبلي اللذين يحتاجان الى قوة عضلية كي يستطيع الرجل تحريك المرأة. هل يمكن أي شخص تعلم الرقص، أم انه يجب أن يتمتع بموهبة؟ - ليس من شروط البتة، وفي المدرسة نفصل بين الرقص الرياضي والرقص الاجتماعي الذي يتعلمه الجميع. لكن الهدوء والبعد من العصبية صفتان تساعدان على التعلم في سرعة أكبر، وكذلك الليونة التي توفرها ممارسة الرياضة، لكنهما ليسا شرطين ضروريين. تعلم أنواع الرقص المختلفة باستثناء الرقص الشرقي، لماذا؟ - أعوذ بالله! الرقص الشرقي خلق للمرأة ولا يمكنني أن أعلمه. الرجل قد يرقص الدبكة ولكن ليس الرقص الشرقي. ولدي في المدرسة راقصة تتلمذت على ناديا جمال هي هيلين كريمونا، وهي التي تهتم بالرقص الشرقي. لكن ثمة رجالاً في لبنان يعلمون الرقص الشرقي؟ - الله يساعدهم! من غير المعقول أن يعلم شخص ما هذا النوع من الرقص، إذا لم يكن لديه شعور المرأة، وبالتالي ينبغي أن يكون هورمونه أنثوياً. ما رأيك في الراقصات الشرقيات على الساحة الفنية اليوم؟ - ينبغي للراقصة الشرقية أن تتقن أنواع الرقص كلها ولا سيما منها الرقص اللاتيني. هكذا تتمكن من تصميم خطوات جديدة وترافق بالتالي التطور الحاصل في الأغنيات حيث يدرج الدمج بين الإيقاعات العربية والغربية. من هنا كانت داني بسترس، رحمها الله، الأفضل بين الراقصات الشرقيات وليس من يضاهيها اليوم على الساحة الفنية. بمن أنت متأثر من الراقصين العالميين؟ - طالما أحببت فريد أستير وجين كيلي وبوب فوسي. ما هي مشاريعك الجديدة؟ - أنشأنا هذه السنة "الاتحاد اللبناني للرقص الرياضي" لنجمع كل الراقصين في لبنان بغية التعاون وتشجيع هذا الفن. وشرعت حديثاً في ورش عمل في الدول العربية، حيث أمضي في كل منها ثلاثة أيام، أعلم فيها الرقص للراغبين ست ساعات يومياً. بدأت في الأردن وسورية وقبرص، وقريباً سأفتتح فرعاً جديداً لمدرستي في "سنتر دون" في بيروت. ما الذي ينقص هذا الفن، في رأيك، كي يتطور؟ - الرقص يعلم الأخلاق وينقصه في بلادنا التقدير، أنا ضد أن يأتي الأجانب لتعليمنا الرقص في وقت لدينا الامكان لأن نعلمهم.