المكرَّم المشرف على صفحة خزامى الصحارى بجريدة الرياض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد سعدنا بكتابة الأخ سعود المطيري في عدد يوم الأحد 5 رجب 1430ه صفحة خزامى الصحارى عن رقصتنا الشعبية لعبة الدحة نقلاً عن المستشرقين الغربيين. وقد شدني جداً العنوان، «تدوين لحن الدحة بالنوتة» فالعنوان لم يعبِّر عن المحتوى وحصر تاريخ التراث الشعبي بالدحة والشركيات السائدة في أرجاء الجزيرة العربية قبل التأسيس. ان كان الكاتب مهتماً بتاريخ (الدحة) ويود نقله بأمانة فالأولى اعتماده على مراجع للثقات من رواتها، ولمؤلفات ثقات المستشرقين: بيركهارت، موزل، ولورنس العرب، ومدام آن بلنت، وإن كان محور اهتمامها الرقصات الشعبية وتاريخها فسيعرف أن الشكل العام لكل رقصات العالم هي حلقة، أو نصف حلقة من المتغنين بالأهازيج الحماسية باتلاف التفاصيل. وان كان هدف المقال «نوتة لحن الدحة» فما بال المقال جاء على استحياء وتم التركيز في النقل المغلوط المستشرق، إما أن مترجمه «كذوب» أو أنه لفق مشهد الغروب تلفيقاً وهذا يجوز في عرف الأوروبيين أليس جدهم «ماركوبولو» من ادعى زيارة الصين وهو لم يدخل إلا أطرافها!!! أخي سعود يجب ان نعرف متى يكون المستشرقون الأوروبيون مرجعا ومتى تستغني عنهم!! لا أعتقد أن لعبة الدحة مندثرة حتى نستعين بأوروبي لشرحها، لا يعرف الدحة من المصّنع من العرضة الجوفية، أليس هي فعلاً لأهالي الجوف وقبائل الشمال لا يفرقها من الدبكة الشامية. فهل سنسمي كل رقصاتنا الشعبية الدبكة لانها جماعية وحلقية شتان بين الدحة الحقيقية والدحة الموصوفة بكتاب المستشرق، إن الدحة في الماضي رقصة حرب وليست رقصة تسلية كما ذكر في نقله، وكما حاول المستشرق ان يعللها فهي متصلة جذورها بجذور اهلها. وأقول إن الدحة ارث خالص لأهلها، خصوصاً، وتناقلتها بقية قبائل شمال الجزيرة العربية والأردن في الآونة الأخيرة، ولا ضير في ذلك، فكل القبائل المتجاورة متشابهة. ذكرك لقول المستشرق إنها قبل الغروب يحمل بين طياته تلميحاً سأتجاوزه، وأذكرك أن كل احتفالات البدو والحضر في السابق كانت من الصباح وتنتهي قبيل الغروب. ومسألة التشبيه، ولمقارنة كل رقصات الشعوب تشبه الدحة من حيث التحلق على شكل انصاف حلقات والأهازيج الحماسية بحسب المناسبة فهل نعتبر رقصة الخطوة الجنوبية؟ والعرضة النجدية؟ والسامري بحلقة من صفين هل نعتبره دحة؟ ما رأيك لو اعتبرنا رقصة «الشيرا اليهودية» دحة أيضاً، فهي مجموعة شباب يتحلقون ويتراقصون بتناغم. من الممكن يكون المستشرق خانه التعبير، فالأولى به أن يشبه الدحة بشيء سائد في بيئة أقرانه الأوروبيين، فكيف يعرفون الدبكة حتى يصف لهم هذه بتلك، ألا توافقني الرأي أخ سعود؟؟