لنشأة «الدحة» قصة معروفة يرويها كبار السن، وهي أن أحد القبائل الغازية فاجأت إحدى القبائل ليلاً، وكانت تفوقهم عدةً وعتاداً، فابتكر أفراد القبيلة التي تم الإغارة عليها هذه الرقصة، وبدأوا بخبط الأرض بأقدامهم والتصفيق بطريقة منظمة، والغناء جماعياً بإيقاع سريع ليرهبوا العدو، فانطلت الخدعة على أفراد القبيلة الغازية واعتقدوا بكثرة عدد الطرف الآخر فولوا هاربين. وهي رقصة بدوية تمارس في شمال المملكة، وبعض دول الخليج، ومنطقة النقب من فلسطين، والأردن، وبوادي سورية والعراق. من جانبه أكد زياد العنزي ل «عكاظ»: أن «الدحة» كانت قديما هي رقصة الحرب، إذ أنه في حال النصر على الأعداء يقوم العرب بذبح «الحاشي»، حيث يبداء الرجال بالتجمع حول «الحاشي» المراد ذبحه ويصدرون أصوات مرعبه لإفزاعه، ومن ثم يتقدم أحدهم ليقوم بنحره بالسيف، وقد كانت «المرأة» قديماً هي من تقوم بدور «الحاشي» خلال «الدحة»، لإثبات قوتها، وصلابتها، وتحديها للمخاطر، ولا تقوم بهذا الدور إلا النسوة اللاتي ينفردن بشخصيه قيادية قوية، لا تخشى المخاطر، وتسمى ب «حاشي الدحة»، وتجيد هذه النسوة المبارزة، إذ قد تجرح، أو ربما تقتل من يحاول مبارزتها من الفرسان، وغالباً ما تنتهي المبارزة بفوز المرأة... وفي رقصة «الدحة» يجتمع رجال القبيلة في صف واحد، أو صفين ويصفقون ويصدرون أصواتاً مرعبة مثل صوت «الزمل» من الإبل، ويرقص أمامهم رجل بالسيف ويسمى ب «الحاشي»، ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة والتي تشبه الهجيني ويردد الصفين بالتناوب «الرداده» البيت المتفق عليه سلفاً بالتدرج بين كل بيت شعر يلقيه الشاعر، وغالباً ما يكون هو البيت التالي «هلا هلا به يا هلا... لا ياحليفي يا ولد». وكانت تمارس «الدحة» قديما قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وعند نهاية المعارك، وكانوا قديما يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال، أما الآن فهي تمارس في المناسبات، والأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات.