دخل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية يومه الرابع عشر، وسط تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهم، بينهم الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وجمال أبو الهيجا (حماس). وأعلن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض رفع هذه القضية الى الأممالمتحدة، مطالباً اياها بالتدخل، كما تقدمت السلطة بطلب رسمي إلى الجامعة العربية لعقد اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التصعيد الإسرائيلي في حق الأسرى. ورجح مصدر ديبلوماسي عربي أن يعقد الاجتماع نهاية الأسبوع الجاري. وقال مدير الدائرة القانونية في نادي الاسير المحامي جواد بولص، إنه تمكن من زيارة سعدات مساء أول من أمس في سجن نفحة الصحراوي، مشيراً الى أن «وضعه يدعو الى القلق الكبير بعدما فقد القدرة على الاستمرار في الزيارة إثر حال التقيؤ المتواصل بسائل يميل الى الصفرة». ودعا الى «التحرك العاجل لتدارك وضعه الصحي المتردّي وإنقاذ حياته التي بات يتهددها الخطر». وقالت زوجة سعدات ل «الحياة» إنه تعرّض لنوبة صحية اثناء لقاء محاميه، مضيفة ان المحامي ابلغها ان زوجها فقد الكثير من وزنه، وانه كان يتقيأ الماء الذي يشربه اثناء اللقاء، ما استدعى نقله الى عيادة السجن. وزار فياض خيمة الاعتصام في مقر الصليب الأحمر في رام الله، والتقى ذوي الأسرى المضربين عن الطعام تضامناً معهم. كما طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمفوض السامي لحقوق الانسان بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، خصوصاً سعدات، مذكّراً العالم بأن الاخير نائب فلسطيني. من جهة أخرى، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن الحالة الصحية لعدد من الاسرى المضربين شهدت تدهوراً، خصوصاً سعدات، مشيراً الى انه يعاني من نوبات غيبوبة، وأنه استمر بالتقيؤ خلال زيارة المحامي له. وشدد على أن «انهاء سياسة العزل الفردي يشكل أهم مطالب الاسرى»، معتبراً أن «سياسة العزل واحدة من أخطر الممارسات وأقساها ضد الأسرى، وأمضى بعضهم فترة استمرت عشر سنوات». وقال إن «مصلحة السجون أعلنت استجابتها لبعض المطالب الشكلية للأسرى المضربين، وليس الجوهرية، الامر الذي رفضه هؤلاء بعد نقاشات جرت مع السجانين». وأوضح لإذاعة «صوت فلسطين» ان «الأسرى يخططون لإعلان الاضراب عن تناول الماء في حال لم تستجب سلطات سجون الاحتلال لمطالبهم العادلة». ويطالب الاسرى الفلسطينيون وعددهم 5800 أسير بالسماح لهم بالانتساب الى الجامعات وإكمال دراسة الثانوية العامة والحصول على الصحف وتلقي البث التلفزيوني للمحطات الاخبارية ووقف سياسة التفتيش الليلي والعقوبات الجماعية. وكان سعدات افتتح الاضراب في زنزانته، قبل ان يتبعه 200 كادر من «الشعبية»، ثم باقي الأسرى في السجون المختلفة. ويطالب سعدات بإنهاء عزل الاسرى الذين مضى على بعضهم اكثر من عشر سنوات في زنازين عزل انفرادية. وتعزل اسرائيل 20 أسيراً من قادة الاسرى في زنازين انفرادية، وتحرمهم من اي اتصال مع باقي الاسرى، علماً ان بعضهم امضى في العزل اكثر من عشر سنوات. وحمل نائب الأمين العام ل «الشعبية» عبد الرحيم ملوح، الحكومةَ الإسرائيلية كاملَ المسؤولية عن حياة سعدات، الذي قال انه «فقد خمسة كيلوغرامات» من جسده النحيل. وأضاف ان مصلحة السجون تعمد إلى قطع الاتصالات وعدم إعطاء أي تفاصيل عن الوضع داخل السجون إلا من خلال زيارة المحامين، الذين لا يسمح لهم بالدخول في غالبية الأحيان، بسبب ما يسمى الإنذار العسكري. وقال عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية» جميل مزهر خلال مسيرة جماهيرية حاشدة الى خيمة الاعتصام التضامني أمام مقر الصليب الأحمر في غزة نظمتها الجبهة ضمن فعالياتها المستمرة لاسناد الأسرى إن «كل الخيارات مفتوح على مصراعيه من أجل الرد على الإجراءات الصهيونية في حق أسرانا». وطالب الجماهير العربية ب «تنظيم أوسع حملة تضامن مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، فأوان المسيرات المليونية في عواصم الدول العربية حان، دعماً ونصرة لقضية الاسرى». وحذرت الذراع العسكرية للجبهة «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الاحتلالَ من «المسِّ بحياة سعدات ورفاقه والأسرى كافة». كما أعلن مصدر مسؤول في «الشعبية» أمس، أن أسرى سجن «غلبوع قرروا الانضمام للاضراب اليوم حتى تحقيق اهداف الحركة الاسيرة». وحمَّلت كتلة «التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة لحركة «حماس» الاحتلالَ «المسؤولية الكاملة عن حياة أسرانا البواسل وسلامتهم». ودعت لجنة التضامن مع الاسرى الى تظاهرة احتجاجية اليوم امام سجن «عوفر» العسكري قرب رام الله، فيما واصل عدد من اهالي الاسرى الاعتصام والاضراب عن الطعام في خيام أقيمت وسط المدن المختلفة.