أكد الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات استمراره في الإضراب عن الطعام في سجن «نفحة» الصحراوي الإسرائيلى لليوم الخامس عشر على التوالى «حتى الموت أو الكرامة»، فيما دعا اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة الى العمل على اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية «بكل الوسائل الممكنة». وفي غضون ذلك، ارتفع عدد المشاركين في الاضراب المفتوح عن الطعام في السجون الاسرائيلية الى 2000، فيما اتسعت دائرة التضامن الشعبي مع الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة، مهدِّدة باندلاع مواجهات بين المتضامنين وقوات الجيش الإسرائيلي. وقال سعدات، المعزول في زنزانة صغيرة منذ أن خطفته قوات الاحتلال من سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية في 14 آذار (مارس) 2006: «إننا مستمرون فى الإضراب حتى الرمق الأخير. فإما أن نحيا بكرامة وبلا إذلال، وإما أن نموت رافعي الرأس والهامات». وقالت وزارة الأسرى والمحررين في رام الله أمس، إن «سعدات أبلغ محامي الوزارة بأن الأسرى سيستمرون في إضرابهم حتى تستجيب سلطات الاحتلال لمطالبهم وحقوقهم، فهم أسرى حرب، كما أنهم لن يسمحوا بعد اليوم بتجريدهم من حقوقهم الوطنية والقانونية والإنسانية». وأضاف سعدات أن «الحركة الأسيرة باتت تستعيد هيبتها، بعدما تمادت حكومة الاحتلال فى قمع الأسرى والمعتقلين والانقضاض على حقوقهم في شكل لم يعد محتملاً». وكانت صحة سعدات تدهورت في شكل خطير، ودخل في نوبات غيبوبة خلال الأيام الماضية، بعدما شرع في الاضراب المفتوح عن الطعام مع المئات من كوادر الجبهة وعشرات من قادة الأسرى في 27 الشهر الماضي احتجاجاً على سياسة العزل الفردي وسحب الحقوق. في غضون ذلك، خصصت حكومة غزة جلستها الاسبوعية أمس لبحث قضية الأسرى. ودعا رئيسها اسماعيل هنية في بيان الى العمل على اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية «بكل الوسائل الممكنة»، مطالباً المؤسسات الدولية ب «تحمّل مسؤولياتها تجاه قضية الاسرى»، ولفت الى ان قضية الاسرى «من اولويات عمل الحكومة السياسي لفضح ممارسات الاحتلال والتأكيد على حقوق الاسرى في العيش الكريم»، كما دعا الى «استمرار الهبّة الجماهيرية حتى تتوقف الإجراءات العدوانية والسياسات الإرهابية ضد أسرانا وأسيراتنا». وحذّرت «الجبهة الشعبية» سلطات الاحتلال الإسرائيلي «من مغبة ممارساتها القمعية والإرهابية ضد الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية»، وهددت في بيان أمس بأن ردها «سيكون قاسياً»، محمِّلة الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو المسؤولية الكاملة»عن حياة سعدات. بدورها، اتهمت وزارة الأسرى والمحررين في حكومة غزة «إدارة مصلحة السجون بإدارة ظهرها للأسرى ورفض تنفيذ مطالبهم الإنسانية، مدعية بأن العقوبات والإجراءات القمعية اتخذت من المستوى السياسي، وأن العودة عن تلك العقوبات لا يتوقف على قرار من المسؤولين عن السجون إنما في يد الرئيس (نتانياهو) شخصياً». وأوضح مدير الإعلام في الوزارة رياض الأشقر في بيان أمس، أن «الاحتلال حاول من خلال بعض اللقاءات مع قادة الأسرى أن يوهمهم بأنه على استعداد لتلبيه طلباتهم كي يوقف الإضراب، ويُوقع بين الأسرى». وأشار الأشقر إلى أن «الأسرى مقدمون على تصعيد إضرابهم وخطواتهم النضالية خلال الأيام القادمة بعدما فشلت كل اللقاءات من أجل تلبية مطالبهم، وأن عدداً من السجون ستلتحق (اليوم) الأربعاء بالإضراب، من بينها جلبوع وعوفر وأقسام كاملة في سجون أخرى». في غضون ذلك، اتسعت دائرة التضامن الشعبي مع الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة مهددة باندلاع مواجهات بين المنضامنين وقوات الجيش الإسرائيلي، ففي رام الله شارك مئات المواطنين، معظمهم من طلاب الجامعات، أمس في مسيرة اتجهت الى سجن عوفر العسكري على اطراف بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وقابل الجيش الاسرائيلي المسيرة الاحتجاجية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لمنع تقدمها، وردَّ المتظاهرون برشق الجنود بالحجارة. وحذَّر قادة الاسرى من اندلاع انتفاضة شعبية في حال عدم الاستجابة لمطالب الاسرى ووقوع ضحايا بين المضربين. وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير ل «الحياة»، إن «حياة الاسرى المضربين عن الطعام في خطر، واذا لم تستجب السلطات لمطالبهم وسقط بينهم ضحايا، فإن الغضب الشعبي سيتحول الى انتفاضة». وتوجهت ظهر الثلثاء عشرات النساء في تظاهرة في مدينة غزة الى مقر خيمة الاعتصام كبادرة تضامن. وفي رفح (جنوب القطاع) اعتصمت عشرات النساء في خيمة اقيمت وسط المدينة وهن يرفعن صوراً للاسرى، ورددن هتافات تدعو المنظمات الانسانية الدولية الى التضامن مع الاسرى الى حين اطلاق سراحهم.