نجح المحور الشبابي عبدالله الدوسري 26 عاماً المنتقل إلى صفوف الوحدة بنظام الإعارة في تجربته الاحترافية الجديدة نجاحاً كبيراً، وأعاد للأذهان المستويات الأدائية اللافتة التي كان يقدمها مع الأخضر الشاب والأخضر الأولمبي عندما كان قائداً مبدعاً في أرض الميدان، وباتت الجماهير الوحداوية الكبيرة تطالب إدارة ناديها بشراء عقد الدوسري الذي وجدت فيه ضالتها المنشودة التي يبحث عنها فرسان مكة منذ أعوام عدة بعد بروزه وتألقه وإبداعه في النزالات الكروية التي شارك فيها مع فريق الوحدة منذ بداية الموسم الرياضي وحتى الآن. "الحياة"التقت برمانة الوسط الوحداوي الجديد عبدالله الدوسري وطرحت عليه بعض التساؤلات التي جاءت إجابتها واضحة وصريحة على النحو الآتي: في البداية طمئن الوحداويين بعد إصابتك الأخيرة في لقاء اتحاد العاصمة الجزائري في مكةالمكرمة؟ - الإصابة حدثت عقب سقوطي على الأرض بشكل خاطئ بعد كرة مشتركة مع لاعب اتحاد العاصمة، وتم تشخيصها بشعر في عظمة الترقوة، ومنحني الطبيب راحة لمدة عشرة أيام قبل العودة مجدداً للتدريبات مع زملائي اللاعبين. من حجب انطلاقة عبدالله الدوسري الرائعة بعد تألقه اللافت مع الأخضر الشاب في كأس آسيا في قطر ونهائيات كأس العالم للشباب في الإمارات؟ - انطلاقتي تأثرت كثيراً بجلوسي على دكة البدلاء، فاللاعب مهما كان مستواه الفني المتطور إذا لم يلعب مباريات بشكل متواصل، فسيتأثر أداؤه سلباً مهما كانت موهبته الكروية، وعن نفسي مررت بهذه المشكلة مع أنني شاركت في نهائيين كبيرين مع الشباب أمام الاتحاد في جدة وضد الهلال في الرياض، وجلست احتياطياً في ثلاثة نهائيات أخرى، وكنت طوال الأعوام الماضية في قائمة ال18 لاعباً، وجميع المدربين الأجانب الذين قادوا الفريق سواء الأرجنتينيين أم البرازيلي زوماريو كانوا يشيدون بإمكاناتي الفنية ومواظبتي على التدريبات وانضباطي، ومع هذا لم أكن أشارك بشكل متواصل، وربما ان النظرة الفنية لهؤلاء المدربين كانت السبب في ذلك. ادارة الشباب استعانت في المواسم الأخيرة بعدد من محاور الارتكاز أمثال الحقباني والمرحوم وعبدالملك الخيبري والبرازيلي بوفيو، فهل يعني ذلك أنها غير مقتنعة بلاعبي النادي؟ - حقيقة لا أعلم شيئاً عن ذلك، ولكن الذي أود أن أقوله إن اللاعبين الذين ذكرتهم هم من اللاعبين المميزين واتمنى لهم التوفيق مع الشباب في الفترة المقبلة. عبدالله الدوسري إلى الوحدة، والمحور منصور الدوسري إلى الأهلي، ما تفسير ذلك؟ - القرار فيه مصلحة كبيرة لنادي الشباب ولنا كلاعبين نطمح إلى العودة لمستوياتنا المعروفة، وبهذه المناسبة أحب أن أشكر إدارة الشباب بقيادة رئيس النادي خالد البلطان ومدير الكرة خالد المعجل، الذين شجعونا واعطونا هذه الفرصة الرائعة التي استفدت منها كثيراً بالانضمام الى فريق كبير كالوحدة والمشاركة معه في دوري المحترفين السعودي واستحقاق دوري أبطال العرب. كيف ترى تأثير انتقال المحور يوسف الموينع في خريطة الأداء الشبابية؟ - ليس هناك شك في أن اللاعب يوسف الموينع من اللاعبين البارزين وهو غني عن التعريف ومكسب كبير لفريق النصر، ومن ناحية الشباب أترك الحكم للجماهير الشبابية في مثل هذه الأمور التي ليس من اختصاصي الحديث عنها. الشباب كان يقدم أجيالاً رائعة من المواهب الكروية، والآن من أكثر الأندية السعودية استقطاباً للأسماء الكروية، فهل نضبت القاعدة الشبابية؟ - لا لم تنضب القاعدة الشبابية، فالنادي النموذجي الأول في مقدم الأندية السعودية التي تهتم بالقاعدة وتطورها، والدليل النتائج الإيجابية للفئات السنية الشبابية والأسماء الواعدة التي تنضم إلى المنتخبات الوطنية، ولكن نحن في عصر الاحتراف، والأندية الكبيرة تبحث عن اللاعب الجاهز، وبما أن الشباب لم تغب شمسه عن عالم البطولات في الأعوام الماضية ويحظى باهتمام كبير وحرص منقطع النظير من رئيسه الفخري الأمير خالد بن سلطان، لذا كان من الطبيعي أن يسعى لضم أبرز وأميز اللاعبين المحليين لضمان الاستمرار في المنافسة على الألقاب والإنجازات. ما أسباب تراجع أداء الشباب ونتائجه في الموسم الرياضي الحالي؟ - أنا بعيد عن الشباب هذه الأيام ولكن اتصالاتي مستمرة بزملائي اللاعبين، ومن وجهة نظري الوضع الذي مر به الفريق هذا العام طبيعي، في ظل كثرة الغيابات والإصابات التي دهمت عناصر الفريق ومن أبرزهم صانع الألعاب البرازيلي كماتشو الذي ما زال غائباً حتى الآن، إضافة الى كثرة توقف دوري المحترفين السعودي التي أضرت بالفرق كافة، والشباب يمرض ولكنه لا يموت، ولديه رجال أفذاذ يعرفون متى يعيدون الفريق الى هيبته وقوته وعنفوانه، وفي مقدمهم القلب الشبابي النابض الأمير خالد بن سلطان والرئيس خالد البلطان، و"الليث"لا يخاف عليه، وسيعود سريعاً للمنافسة على البطولات والإنجازات، وهو آخر بطل متوج للبطولات الكروية السعودية بعد حصوله على كأس الملك للأندية الأبطال في العام الماضي. حدثنا عن تجربتك الاحترافية مع نادي الوحدة؟ - في البداية أشكر إدارة نادي الوحدة ممثلة في الرئيس جمال تونسي على ثقتها بعبدالله الدوسري ورغبتها في التعاقد معه، وهو لم يشارك كثيراً في السنوات الماضية، وشرف كبير بأن أحظى بهذه الثقة الغالية التي أعطتني دافعاً معنوياً مضاعفاً، ومنحتني الحماسة والعزيمة والإصرار على قبول التحدي ومحاولة العودة إلى مستواي السابق، وجعلتني أضحي بأشياء كثيرة منها السكن البعيد عن أسرتي وعدم التشدد بالأمور المادية من اجل الانضمام ل"فرسان مكة"وتمثيل الفريق في الاستحقاقات الكروية المختلفة. وكيف ترى الأجواء الحالية في الفريق؟ - الأجواء طيبة وكل شيء على ما يرام، وأهنئ لاعبي الوحدة على روحهم الرائعة وأخلاقهم العالية، وما هي غريبة عليهم، فهم أبناء مكةالمكرمة، وهذا يحسب أيضاً لإدارة الوحدة التي عودتهم على هذه الروح الأخوية والمحبة والألفة التي تفتقدها بعض الأندية، ويكفيني هذه الأيام حب الوحداويين ورغبتهم في بقائي معهم وتوفيرهم كل شيء أطلبه في سبيل إراحتي واستمراري معهم. لو طلب منك الوحداويون تجديد الإعارة أو الانتقال النهائي لفريقهم، فهل ستوافق؟ - أنا مرتاح نفسياً في الفريق، وفخور جداً بأن ألعب في صفوف"الفرسان"، وليس لدي مانع بأن أنتقل نهائياً للوحدة، ولكن نحن الآن في منتصف دوري المحترفين السعودي، وفي نهاية الموسم الكروي سأقيّم نفسي جيداً، وإذا أبدى الوحداويون رغبتهم في انضمامي، فسأستمر معهم بعد موافقة الإدارة الشبابية. وماذا عن عقدك الاحترافي مع إدارة الشباب؟ - وقعت العام الماضي عقداً لمدة ثلاثة أعوام، مضى منها عام، وهذا العام الثاني مع الوحدة ويبقى من عقدي عام آخر هو الموسم المقبل. كيف وجدت الفارق بين الشباب والوحدة؟ - الفارق كبير بشكل عام في الإمكانات والدعم والوقفة الشرفية، والمنافسة على البطولات، وأتوقع إذا حقق نادي الوحدة بطولة تروي عطش جماهيره الوفية فستتوافر له الإمكانات، وسيحظى بوقفة شرفية والتفافة صادقة من محبيه وعشاقه كالتي يحظى بها الشباب في الوقت الراهن. قدمت مستويات فنية جميلة مع"الفرسان"أعادت عبدالله الدوسري إلى واجهة التألق والنجومية مجدداً؟ - هذا بفضل الله أولاً، ثم بوقفة الإدارة الوحداوية والجماهير الحبيبة معي، وتوجيهات المدرب الألماني الخبير ثيو بوكير الذي أنصفني وأعطاني الفرصة كاملة، وكانت عباراته التحفيزية لي في معسكر تونس وتأكيده أني أملك الإمكانات الفنية الجيدة والفكر الكروي المتقدم دافعاً لي في مشواري مع"الفرسان"لإثبات أحقيتي باللعب مع زملائي اللاعبين وإنني عند مستوى الثقة التي وضعها الوحداويون في شخصي، وبوكير قال لي نصاً:"أستغرب عدم مشاركتك مع الشباب، وجهز نفسك ستكون لاعباً أساسياً معي في الوحدة"، وهذا جعلني أبذل جهداً مضاعفاً، وربما أن الجماهير الوحداوية كانت متخوفة بعض الشيء عند التعاقد معي وظهر ذلك في أولى المباريات، أما الآن فقد اختلفت الصورة نهائياً. موقف مؤثر مر بك في حياتك الرياضية لن تنساه؟ - في يوم التكريم الأخير لنادي الشباب، تشرّفت بالسلام على الرئيس الفخري والرمز الشبابي الكبير الأمير خالد بن سلطان الذي همس في أذني بكلمات تحفيزية وتشجيعية مؤثرة جداً وكأني أسمعها للمرة الأولى جعلتني لا أنام الليل والنهار في اليوم الذي أعقب الاحتفالية الشبابية، حيث أدناني منه، وقال لي بلغة الموجه الأبوي الحريص على مصلحة أبنائه اللاعبين:"يا عبدالله أبي أشوفك في المنتخب مثل أول، وأنا أعرف إمكاناتك وقدراتك وكنت كابتن منتخب الشباب في كأس العالم"، وهذه الكلمات الأبوية الصادقة من القلب أثرت في بشكل كبير، وكانت أكبر مكافآتي، على رغم تسلمي مكافأة مادية، وعزمت على البحث عن فرصة اللعب في الشباب أو في ناد آخر حتى أبرز وأتألق وأحقق أمنية الأمير خالد بن سلطان في العودة للمنتخب، والحمد لله أن تحركاتي استقرت في نادي الوحدة الذي احتضنني وقدمني إلى الساحة الكروية بشكل جديد جعل إدارة النادي والمدرب بوكير والجماهير الكبيرة والغفيرة يثنون على أدائي ويشيدون بفكرة التعاقد معي، وهذا الموقف المؤثر والكلمات الرنانة لن أنساها ما حييت كيف لا وهي من الرجل الشبابي الأول وباني الأمجاد الشبابية ومؤسس نهضتها الفعلية. أخيراً ما أحلامك وطموحاتك المستقبلية في عالم كرة القدم؟ - الأحلام والطموحات كثيرة، ولكن من أبرزها وأهمها الانضمام إلى المنتخب السعودي الأول قبل كأس الخليج، خصوصاً أن"الأخضر"يشهد حالياً انضمام عناصر جديدة لقائمته من المدرب الوطني ناصر الجوهر، إضافة إلى طموح يراودني بأن أحقق مع الوحدة هذا العام بطولة محلية تنهي زمن الابتعاد عن عالم البطولات التي زادت على 40 عاماً.